لاجئ فلسطيني بلبنان يحتاج 150 ألف دولار لعملية قلب.. كيف تحول لرأي عام؟

لاجئ فلسطيني بلبنان يحتاج 150 ألف دولار لعملية قلب.. كيف تحول لرأي عام؟
عبد الله محمود بلاطة
رام الله - دنيا الوطن
تحولت قضية الفلسطيني عبد الله محمود بلاطة (23 عاما) من مخيم عين الحلوة، الذي يحتاج الى إجراء عملية علاجيّة في القلب، الى قضية رأي عام، بعدما وجه والده وأهله وأقاربه نداء انسانيا للمساعدة، فتضامنت معه المخيمات الفلسطينية في لبنان، فهب أبناؤها الى تقديم يد العون والمساعدة من أجل تأمين تكاليف العملية الباهظة.

والمريض بلاطة يعاني من قصور في عضلة القلب وقصور في القلب وبحاجة إلى عملية زرع قلب إصطناعي، هو حاليا يرقد في غرفة العناية المركزة في مركز لبيب الطبي في صيدا منذ 17 نيسان الجاري، والا فان حالته الصحية ستسوء وهي تكلف نحو 150 الف دولار أميركي، دفعت منها وكالة الاونروا فقط 20 الف دولار اميركي، بينما لا يملك أهله منهم شيئا، فسارع عدد من رجال الدين ووجهاء ولجان الاحياء والروابط الناشطين الفلسطينيين ومن مختلف المخيمات، الى اطلاق حملات لدعمه ومساعدته تحت شعارات مختلفة "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، "إنّ السابقين إلى فعل الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى جنّات عدن يوم القيامة"، "من ينفق إنما ينفق لنفسه"، "كالبيان يشد بعضه بعضا".

وتعتبر حملة التضامن والمساعدة مع بلاطة خطوة لافتة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، اذ يعاني أبناء المخيمات أصلا من الفقر والعوز، وهم بالكاد يؤمنون قوت يومهم، فيما وكالة "الاونروا" لا تقدم للمرضى كامل تكاليف العمليات الجراحية او الاستشفائية، بينما وزارة الصحة في الدولة اللبنانية لا تقدم شيئا بسبب الحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والصحية، الا ان كلفة العملية الباهظة من جهة، وحياة الشاب العشريني من جهة اخرى، الهبت حماسة ابناء المخيمات واشعلت فتيل التضامن، فتدحرجت ككرة الثلج لتطفىء لهيب المرض.

وقد وجه والده محمود بلاطة الشكر الى كل ابناء المخيمات الذين هبوا لمساعدته من اجل انقاذ ابنه من الموت، معتبرا ان الشعب الفلسطيني كالجسد الواحد وانه رغم حالة الفقر والبؤس، الا ان ابناء المخيمات اصروا على المساعدة، البعض دفع مبلغا بسيطا والبعض الاخر تبرع بالحلى من الذهب، وما زالت حملة الخير مستمرة من أجل تأمين كامل المبلغ.

وقد حدد المتطوعون مراكز ثابتة للتبرع سواء في عين الحلوة او مدينة صيدا، قبل ان تصل الحملة الى باقي المخيمات، بفضل سرعة انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي بفضائه الرحب المختلف، عمد البعض الى اطلاق حملة 5 الاف ليرة لانقاذ بلاطة، ووجه مدير الاونروا في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب رسالة الى الموظفين دهاهم فيها الى التبرع بمبلغ ١٠٠٠٠ ليرة لبنانية، شعورا منا بالمسؤولية تجاه ابناء شعبنا اتوجه إليكم للتبرع، وحدد أماكن التبرع والموظفين المنوطين بالمتابعة: التعليم : الأستاذ عبد السلام إسماعيل، مدراء المخيمات: الأستاذ عبد الناصر السعدي، والأستاذ حسن أيوب ومكتب منطقة صيدا: الآنسة حنان صيداوي.  

وقد تساءل البعض الآخر عن دور القوى الفلسطينية في المساهمة بتأمين تكاليف العلاج وهي ابسط حقوق الانسان في الصحة والحياة، والبعض الثالث ناشد وزير الصحة اللبناني جميل جبق والرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابومازن" التدخل لانهاء هذه المأساة فورا.

وكانت لجنة "حي طيطبا" في مخيم عين الحلوة، قد بادرت الى جمع التبرعات المالية من أبناء الحي دعما للمريض بلاطة منذ ان علمت بمعاناته وذلك شعورا منها بالمسؤولية التي ما تخلت يوما عنها في الازمات والملمات، وقد جمعت مبلغا ستقوم بتسليمه للمعنيين في وقت لاحق بعد استكمال جمع التبرعات.
















التعليقات