العلاقة الأردنية الحمساوية.. ما مدى قوتها؟ وما انعكاسها على السلطة؟

العلاقة الأردنية الحمساوية.. ما مدى قوتها؟ وما انعكاسها على السلطة؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن حركته تقف إلى جانب الأردن في مواجهة كل الضغوطات الخارجية، وبخاصة الأمريكية.

وقال هنية في كلمة له خلال زيارته إلى المستشفى العسكري الأردني جنوب قطاع غزة: "تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، وعلى وجه التحديد الأردن وهو ما ترفضه حماس، وتؤكد وقوفها مع اللاءات الثلاثة التي أطلقها ملك الأردن عبد الله الثاني في مواجهة (صفقة القرن)؛ وهي القدس خط أحمر، لا للوطن البديل، لا للتوطين".

"دنيا الوطن" استطلعت آراء بعض المحلل السياسيين؛ للتعرف على مدى قوة العلاقة الحمساوية الأردنية، وخرجت بالتقرير التالي..

أكد حمادة فراعنة المحلل السياسي الأردني، أنه لا صحة لما ورد حول وجود تقارب بين المملكة الأردنية الهاشمية وحركة المقاومة الإسلامية حماس، لافتا إلى أن الأردن يتعامل مع الجانب الفلسطيني من خلال الشرعية على رأسها الرئيس محمود عباس.

وقال فراعنة لـ"دنيا الوطن": "الأردن ينظر الى حركة حماس باعتبارها قامت بانقلاب غير شرعي، ولهذا الوقت رفضت استقبال لأي من قادة حركة حماس سواء إسماعيل هنية او محمود الزهار، لا مجتمعين ولا منفردين".

وأوضح أن المستشفى العسكري الأردني المتواجد في قطاع غزة، يتعامل مع الوضع القائم بناء على السلطة القائمة، وبالتالي لا يقدم أوراق اعتماده لحركة حماس، منوها في الوقت ذاته إلى أن المستشفى موجود في قطاع غزة؛ لخدمة الشعب الفلسطيني، لذلك لم يزر قطاع غزة أي مسؤول اردني على الاطلاق.

وحول تصريحات هنية، بالقول: "هذا التصريح من طرف واحد، فهو يقدر مواقف المملكة الأردنية الهاشمية تجاه الفلسطينيين والقدس، لذلك لم يصدر أي تصريح من الجانب الأردني او التقى مع قيادات حركة حماس".

وأضاف: "عندما يزور هنية المستشفى الأردني في غزة، فهذا من طرف واحد، أملتها عليه مواقف المملكة الإيجابية"، مشيرا إلى أنه في 14 شباط/فبراير 2019 تم إعادة تشكيل مجلس الأوقاف في القدس بالتفاهم بين الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على قاعدة الاتفاق الموقع في 30 آذار/مارس 2018، وبالتالي الأردن يتعامل مع الشرعية الفلسطينية فقط.

وفي ذات السياق، أوضح المحلل السياسي الأردني، أن المطلوب لكي تتعزز العلاقة بين حركة حماس والأردن، أن تكون الحركة جزء من الشرعية الفلسطينية، وبعدها ستفتح لهم أبواب عمّان كما تفتح لأي طرف فلسطيني.

وقال: "لا يوجد خلاف بين الأردن وحماس، لان الحركة منذ وثيقتها المعلنة كانت تتحدث عن منظمة التحرير فلا يوجد أي خلافات سياسية معها، وبالتالي من هو مع الشرعية الفلسطينية فإنه سيحظى بالاحترام والتقدير الأردني رفيع المستوى".

وأشار فراعنة، إلى أنه لا شأن للأردن بالخلافات الداخلية الفلسطينية، لذلك الأردن لم يسع لان يكون هناك وحدة فلسطينية، لأن المصالحة تم الاتفاق عليه في الجامعة العربية، بأنها محالة الى مصر، وقد سبق ان كان للأردن ان كان شريكا في جلسة واحدة في آب/أغسطس 2016 بالقاهرة، بوجود أربعة اطراف عربية، وفشلت، وبعدها لم يتدخل الأردن.

وبين، انه من ناحية التحليل السياسي، فإن المجلس التشريعي الفلسطيني والرئيس عباس، فاقد لولايته، ولكن المجلس المركزي في شهر أكتوبر 2010 جدد الولاية للرئيس وللمجلس التشريعي، لكن الان المجلس الوطني انتخب مجلسا مركزيا جديدا وانتخب الرئيس، وبالتالي الأردن يتعامل مع المجلس الوطني شرعيا، حيث أن وفدا اردنيا حضر كمراقب ودبلوماسي اجتماعاته التي عقدت العام الماضي برام الله.

بدوره، أكد إبراهيم المدهون المحلل السياسي، أن هناك حالة تقارب وتفاهم بين المملكة الأردنية بشقيها الشعبي والرسمي وبين حركة حماس، لافتا إلى أن الأخيرة تتمتع بجمهور واسع وعريض في الأردن.

وقال: "المملكة الأردنية الهاشمية احتضنت حركة حماس لمدة سنوات، وما زالت العلاقة طيبة في كثير من المجالات ان كانت العلنية او غير العلنية، وبالتالي هناك حرص من حماس على تطوير العلاقة مع الأردن ونموها بشكل اكبر".

وفي السياق بين المدهون أن هناك نقاط التقاء بين المملكة الأردنية الهاشمية وحركة حماس، والتي تتمثل في رفض المملكة وحماس فكرة الوطن البديل ومواجهته ومحاربته، كما أن هناك ادراك من المملكة برفض حركة حماس هذه الفكرة.

وقال: "كما ان المملكة وحماس ترفضان صفقة القرن، وهناك ادراك من المملكة بان حركة حماس هي خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الصفقة، بالإضافة الى ان حركة حماس ترفض التدخل في الشأن الداخلي الأردني بشكل خاص، وفي الشؤون الدولي بشكل عام، وانها ترفض نقل ساحة المواجهة مع الاحتلال الى الدول الأخرى، وهذا يعزز العلاقة الأردنية الحمساوية".

وفي السياق، أوضح المدهون أن علاقة حركة حماس مع جمهورية مصر العربية، لا تتعارض مع علاقتها مع الأردن، او أي دولة أخرى، بل هي مكملة، كما ان الحركة حريصة بأن يكون هناك تكامل في العلاقة مع جميع الدول، كما أن مصر غير منزعجة من تطوير العلاقة مع الأردن، لان ذلك لن يكون على حساب العلاقة معها.

وبين المحلل السياسي أن المملكة الأردنية الهاشمية تنظر الى حركة حماس، على انها حركة مقاومة وتحرر وطني، وأنه يمكن الاعتماد عليها في المرحلة المقبلة.

من جانبه، أكد مصطفى الصواف المحلل السياسي، أن العلاقة بين حركة حماس والمملكة الأردنية الهاشمية على درجة عالية من التنسيق، لافتا إلى أن هناك دعوة وجهت للحركة لزيارة الأردن.

وقال الصواف: "ان ذلك دليل على ان العلاقة بين الحركة والمملكة الأردنية الهاشمية طيبة، والهدف منها خدمة القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، خاصة بعد المواقف الأخيرة من قبل الملك عبد الله".

ورأى الصواف، أن العلاقة بين حركة حماس والمملكة الأردنية الهاشمية، هي علاقة جيدة، ولا يوجد ما يعكرها على الأقل هذه الأيام.

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي ان حركة حماس تحاول الانفتاح على الجميع وهذا واضح من خلال علاقتها مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، قائلا: "أي جهة تمد يدها الى الشعب الفلسطيني، فإن حركة حماس ستكون اول من يمد يدها له".

التعليقات