سقوط فناني "أراب أيدول"

سقوط فناني "أراب أيدول"
بقلم عبد الله عيسى... رئيس التحرير
رغم أن السلطة الفلسطينية، نزلت بكل ثقلها من أجل إنجاح عدد من المشاركين في "أراب أيدول" من الفنانين الفلسطينيين، إلا أن هؤلاء الفلسطينيين بأغلبيتهم، خذلوا السلطة والشعب الفلسطيني في أحلك الظروف.

وقد التقيت قبل فترة بأحد الفائزين الفلسطينيين في "أراب أيدول" وفوجئت بأنه يقول لي إنه لا فضل لأحد عليه في فوزه، ويقصد بذلك السلطة الفلسطينية، بل أنه وضّح الأمر أكثر، عندما قال لي: لا تهمني كل السلطة الفلسطينية، وأخرَج من جيبه جواز سفر صادر عن الأمم المتحدة وقال: "هذا هو جواز سفري".

ورغم أن معلوماتي تقول: إن الرئيس أبو مازن، أعطى تعليمات مشددة لمساندة هذا الفنان ودعمه، حتى إن الموظفين في المقاطعة برام الله لوحدهم، قاموا بالتصويت لصالح هذا الفنان بمليون وأربعمائة ألف رسالة (أس أم أس) وغير ذلك من رجال الأعمال والبنوك والمؤسسات التي احتفلت احتفالاً كبيراً بهذا الفنان، وطبّلت وزمرت، ولكن فوجئنا به يتصدر أخباراً في شراء المطاعم والعمارات وما إلى ذلك، بينما ساهم معظم الفنانين من مناطق 48 ولبنان والدول العربية في أغاني للقدس، باستثناء "شلة أراب أيدول" حتى إن المشاركة منال موسى عندما كانت تغني لفلسطين في "أراب أيدول" (يا طير يا طاير) مع محمود بدوية، كانت أختها تشارك في "أراب أيدول إسرائيل" وغنت النشيد الوطني الإسرائيلي أمام نخبة من الضباط الإسرائيليين. 

واستقبل محمود بدوية في رام الله استقبال الفاتحين، رغم أنه لم يُغن إلا لزيتون فلسطين وتجاهل قضية القدس تماماً، في حين أن كفاح زريقي من "مناطق 48" والذي يعتقد أنه ينتمي للحركة الإسلامية بزعامة الشيخ رائد صلاح، غنّى عدة مرات للقدس أغانٍ حديثة، وغنّى للأسرى وواكب كل الهموم الفلسطينية، والحقيقة أن المخرج الفلسطيني محمد فرج، قد أبدع في هذه الأغاني، وحتى الأغنيات الوطنية للفنانة اللبنانية جوليا بطرس، قدّمها لنا بصور من فلسطين، ومعاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة الأسرى الفلسطينيين.

والتقيت ذات مرة بفائز بـ "أراب أيدول" وقلت له رأيي في الأغنيات الوطنية أنه "لماذا يصدر المطرب أغنية وطنية بأي كلام ودون المستوى، بينما حين يغني أغنية عاطفية يتحرى الكلمات والألحان" ونصحته أن يبحث عن ملحنين جيدين لأغنية وطنية، تبقى في ذاكرة الناس، فقالي لي إني أبحث، وكان برفقتي حينها محمد أبو حميد، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً، وقال له إنه لديه قصائد وطنية، ورد عليه أنه سيسافر إلى عمّان، وسيلتقي به هناك بالأردن، ولغاية الآن لم أسمع أن هذا الفنان، قد غنى أغنية وطنية جميلة أو غير جميلة.

ومن مناطق 48 طبّل تلفزيون فلسطين وزمّر للفنانة دلال أبو آمنة، وعجائزها الذين يرافقونها في أغانيها، ولا أعلم الحكمة من مرافقتهم لها، والتي فُتحت لها مسارح رام الله على مصراعيها، كما هو الحال لمحمود عدوية وآخرين، في حين أن سدر زيتون، غنّت أغنية للقدس بعنوان "هنا القدس"، وحتى هيثم خلايلة لم يغن أي أغنية للقدس والأسرى، وغنّى من لبنان مهند خلف ومعين الشريف وآخرون أغنيات جميلة للقدس.

التعليقات