نافذ غنيم: التسهيلات التي جرت بغزة "مُذلة"

نافذ غنيم: التسهيلات التي جرت بغزة "مُذلة"
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد نافذ غنيم، نائب الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، أن الحزب اتفق مع الحكومة الجديدة، برئاسة محمد اشتية، على أن يتم تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني، والعديد من القضايا الاجتماعية.

وأوضح غنيم في لقاء مع "دنيا الوطن"، أن الحكومة أمامها تحديات كبيرة، حيث يجب أن تكرس في الواقع العملي ما يُمكن المواطن الفلسطيني من تلمس حقيقي أن هناك تغيراً فيما يتعلق بقضاياه في قطاع غزة، كما يجب عليها تعزيز صموده على الأرض، بتوسيع مجال الحريات والعديد من القضايا التي عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقها، وتعزيز ثقته بالنظام السياسي الفلسطيني.

وحول موقف بعض الفصائل الرافض للمشاركة في الحكومة، قال غنيم: "من حق أي فصيل أن يعبر عن موقفه تجاه المشاركة في الحكومة من عدمها، ولكن جميع الفصائل لم تعلن موقفاً واضحاً حتى الآن حول رفضها المشاركة في الحكومة، لذلك على الحكومة أن تبرز ذاتها، وأن تقدم نموذجاً إيجابياً وتوفير عوامل النجاح".

في السياق ذاته، أضاف: "أتمنى على حركة حماس ألا تذهب باتجاه تفعيل اللجنة الإدارية، وان كانت من الناحية العملية هي التي تدير الواقع في قطاع غزة، وإن أعلنت عن تفعيلها فإن لذلك بعداً سياسياً، ولكن حتى الآن حماس تحدثت عن بعض التعديلات تتعلق بالإدارة الفنية، وليس الحديث عن اللجنة الإدارية، وأتمنى أن يكون الأمر بهذا الاتجاه".

وتابع غنيم: "عدم إعلان حركة حماس تفعيل اللجنة الإدارية، له مدلول بأنه يفتح الأمل لتحقيق الوحدة الوطنية"، مبيناً أنه بدون الإعلان عن تشيكل اللجنة، فإن المعطيات على أرض الواقع تبين أن حماس هي من تدير القطاع على الأرض، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن الحكومة الفلسطينية، لن تتمكن من تسيير الأعمال في القطاع، متسائلاً: "إذا كان الأمر كذلك فمن يدير الأعمال في القطاع؟".

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، أوضح نائب الأمين العام لحزب الشعب، أنه من الناحية العملية، فإن المصالحة متوقفة عند النقطة التي يطالب الجميع الانطلاق منها، وهي اتفاق عام 2017، مبينا أنها عبرت عن آليات لتطبيق اتفاق 2011، حول كيفية تمكين الحكومة، وإجراء الانتخابات.

وقال: "للأسف حتى الآن، الأمر معقداً، فنحن لا نحتاج إلى حوارات جديدة، وإنما نريد البحث في كيفية تنفيذ الاتفاقيات، وإن كانت هناك بعض الأمور بحاجة إلى اتفاقيات فنية، ويمكن الاتفاق حولها، لكن لا نريد إعادة فتح هذا الباب من جديد، وكأننا نبدأ من نقطة الصفر". 

وأضاف: "أتمنى أن يكون الوضع السياسي العام والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن الجهود الأمريكية والإسرائيلية في تنفيذ (صفقة القرن)، مبعثاً للجميع، وخاصة لحركة حماس، أن تتجه إلى المصالحة، لأن حجر الزاوية في مواجهة هذه الصفقة هي استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام".

وتابع غنيم: "ليس من السهولة تنفيذ المصالحة الفلسطينية، حتى لو تعلق الأمر بالإرادة الفلسطينية، فالأمر أصعب من ذلك، وبالتالي المشكلة التي تواجهنا في هذا الملف هي أن إسرائيل التي تتحكم في الكثير من الأمور ترفض حالة إنهاء الانقسام، كما أن هناك من ارتضى أن ترتبط أجنداته بأجندات خارجية، سواء أكانت عربية أو إقليمية، وبالتالي استخدام الملف الفلسطيني بطريقة أو بأخرى عطل إمكانية الذهاب الى المصالحة، كذلك فإن فئات المصالح التي نشأت على بساط حالة الانقسام والمستفيدة منها، هي عملياً تُعطل إنهاء الملف".

في ذات السياق، أكد غنيم، أن أي دعوة مصرية، فهي مرحب بها، ولكن يجب أن يكون هناك إشارات واضحة من حركة حماس لتمكين السلطة الفلسطينية، والحكومة؛ لممارسة عملها، متمنياً أن تتمكن مصر من زحزحة الأمور؛ للذهاب بخطوات عملية ليشهد الجميع أن هناك انفراجة على مستوى ملف المصالحة.

وأشار إلى أنه ليس أمام مصر الا الاستمرار في المحاولة والضغط على جميع الأطراف لإنهاء حالة الانقسام، مشيراً إلى أن البديل عن ذلك هو تكريس حالة الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا الأمر يندرج ويمهد لعملية (صفقة القرن)، لذلك مصر ليس أمامها إلا المزيد من المحاولة والضغط بهذا الاتجاه.

وحول تفاهمات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، اعتبر غنيم أن أي عملية تهدئة وتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني المزيد من الويلات هي أمر إيجابي، لكن يجب الإدراك أنه في أي سياق تأتي هذه التفاهمات.

وقال: "ما يجري هو تهدئة او هدنة مقابل تسهيلات، وتكريس لمعادلة الحل الإنساني لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا يأتي في سياق سياسي خطير، وإذا كنا نريد التحدث عن تهدئة نتيجة المقاومة الشعبية على الحدود مقابل أشياء لها علاقة بالطابع الإنساني، فهذا توجه ومنحى خطير، يجب إعادة التفكير فيه".

وأضاف: "يجب أن نرى التهدئة ببعدها الوطني والذهاب باتجاه المشروع الوطني الفلسطيني، فالقضية ليست إنسانية فقط، أو تسهيلات، لذلك فإن الطريقة التي تمت فيها هذه التسهيلات مذلة".

وفي سياق آخر، أعلن جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الإعلان عن بنود وتفاصيل (صفقة القرن) سيتم بعد شهر رمضان المبارك.

وتعقيباً على ذلك، أكد غنيم، أن (صفقة القرن) سائرة على أرض الواقع بشكل عملي، سواء تم الإعلان عنها أو لا، مستائلاً: "ماذا نحن فاعلون؟ وبالتالي الإجابة على ذلك هي بإنهاء حالة الانقسام وبدون ذلك فهو عبث، وأن يكون هناك استراتيجية موحدة لمواجهة هذا الأمر، وتعزيز الجبهة الداخلية للتصدي لهذه المؤامرة".

التعليقات