فتح بلبنان تؤكد على استمرار منهج المقاومة الشعبية بأشكالها المشروعة

فتح بلبنان تؤكد على استمرار منهج المقاومة الشعبية بأشكالها المشروعة
رام الله - دنيا الوطن
أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في لبنان، على استمرار منهج المقاومة الشعبية بأشكالها المشروعة وتوسيع دوائرها وإبداع وسائلها، بالاضافة الى تدفيع المحتلين والمستوطنين العنصرين أثمان جرائمهم؛ لقتلهم أبناء الشعب الفلسطيني، وصول الى اغتصابهم للأرض الفلسطينية وانشاء قواعد استعمارية.

جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة بمناسبة بوم الأسير الفلسطيني" ألسابع عشر من نيسان"، وقد جاء نصه كالتالي..

يأتي نيسان ، وكباقي الشهور ، تأتي معه ذكريات النضال والشهداء كما هي ذكريات ومعاني الحرية والاسرى والاستقلال والعودة ، ولنا في كل يوم من نيسان ذكرى تجعلنا نصمّم أكثر على المضي بالنضال من اجل الحرية و الاستقلا ل،  فنيسان هو شهر دير ياسين من عام 1948 وهو شهر الكمالين والنجار الذين سقطوا على مذبح الحرية و النضال ، وهو شهر شهيد معركة القسطل المقدسي البطل عبد القادر الحسيني ، وشهر زَفّت فيه الملايين من شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية الى جنات الخلود ، في عدن مع النبيين والصادقين والاولياء ، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية أمير الشهداء  أول الرصاص وأول الحجارة الشهيد القائد ابو جهاد الوزير، رحمهم الله جميعا .

شهر نيسان كما هو شهر الشهداء ، فهو أيضا شهر الاسير الفلسطيني بإمتياز ، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية اكثر من 700 الف فلسطيني على مدى نصف قرن من الزمان ، و شهدت الفترة الزمنية الاخيرة اقتحامات متتالية للسجون وتضييق الخناقات على الأسرى بشكل غير مسبوق ، جعلت الأوضاع في السجون الأخطر على الأسرى منذ سنوات اقتحمت خلالها قوات القمع الصهيونية سجن النقب وريمون ونفحة وايشل وجلبوع ، وداهمت غرف الأسرى ، مخلفة عشرات الإصابات في صفوف الأسرى الذين تعرضوا للضرب الهمجي بالهراوات والعصي الكهربائية ، والتنكيل بهم بشتى وسائل القهر والتعذيب و التعسف والظلم الاحتلالي ، ومن بينها اخضاعهم لمحاكمات داخلية تتضمن فرض الغرامات والعزل في زنازين انفرادية ومنع الأهالي من الزيارة.

ان دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان سلطات الاحتلال زادت في إمعانها بانتهاج سياسة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى والجرحى القابعين في مختلف المعتقلات ، والذين يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة ، ويعاني غالبيتهم من الشلل ويتنقلون على كراسي متحركة، وهناك أيضا من هم مصابون بأمراض مزمنة وأورام خبيثة، ويعتمدون على أسرى آخرين للقيام باحتياجاتهم اليومية.

اضافة الى ذلك فان الظروف الحياتية والمعيشية السيئة ، التي تعيشها 49 أسيرة يقبعن في سجن الدامون بسبب افتقار هذا السجن المتهالك لكل مقومات الحياة الإنسانية والرطوبة العالية، إضافة لعدم استجابة إدارة السجن لمطالبهن الأساسية  المتعددة و المتنوعة اقلها خصوصية وجود أماكن الاستحمام خارج الغرف ، واحتساب وقت الاستحمام من زمن الفورة، كما أن الخزائن مليئة بالصدأ وقديمة، ولا يوجد لديهن كراسي ، كما لا يوجد مطبخ ولا مكتبة ، وغير مسموح بإدخال كتب او ادوات الاشغال اليدوية اليهن ، اضافة الى ان ارضية السجن المعمولة من الباطون والباردة جدا ، وكذلك المعاناة من وجود الكاميرات في الساحة ، كما ان الحمامات بلا ابواب ، حيث تستخدم الاسيرات البرادي لإغلاقها فترة الاستخدام، كما أن ظروف زيارات الأهل صعبة جدا ، وأن هناك مشكلة كبيرة وخطرة تتعلق بالساحة وحالة التزحلق بسبب المطر، ومشكلة الكهرباء، وطالبن بنقلهن إلى سجن الشارون كون أوضاعه أفضل .

كما اننا في هذا اليوم لا بد من ان نذكّر باستمرار مواصلة اعتقال  سلطات الاحتلال الى نحو (250 طفلا قاصرا دون سن 18 عاما) ، تُمارس بحقهم ابشع سياسات التعذيب والقمع واصدار الاحكام العالية والغرامات الباهظة والحرمان من التعليم وزيارات الاهل ومحاكمتهم في محاكم البالغين وحبسهم منزلياً في القدس وإبعاد البعض منهم عن مكان سكنهم، ما يتسبب بآثار اجتماعية ونفسية وتربوية خطيرة للغاية عليهم وعلى عائلاتهم ومجتمعهم لا تعالج على المدى القريب.

و نحن في مكتب التعبئة و التنظيم لاقليم لبنان،  وفي السابع عشر من نيسان  ،  نؤكد على رفض كل اساليب العدو البشعة والظالمة والتي تخترق كل القوانين والشرائع الدولية واتفاقيات جنيف تجاه اسرى واسيرات شعبنا ، ونؤكد على استمرار منهج المقاومة الشعبية بأشكالها المشروعة وتوسيع دوائرها وابداع وسائلها ، وتدفيع المحتلين والمستوطنين العنصرين اثمان جرائمهم ، لقتلهم أبناء شعبنا وصولا إلى اغتصابهم ارضنا وانشاء قواعد (استعمارية) للغزاة المستوطنين.

واننا اذ نحيي شعبنا الفلسطيني  وقيادته ، و نحيي وعيه الوطني وثباته على حقوقه وتجذره في أرضه ووحدته الوطنية التي هي بمثابة السلاح والضمانة اللامحدودة التي ستمكنه من تحقيق أهدافه وانجاز استقلاله الوطني بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس ، نحيي بالوقت ذاته الجماهيرالعربية التي شكلت حاضنة للثورة الفلسطينية ، ونرى انه من الاهمية  والضرورة استعادة الالتفاف العربي والشعبي والرسمي حول القضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية في صراعها المركزي مع المشروع الاحتلالي الاستعماري الصهيوني البغيض.

كما اننا نجدد العهد وقسم الاخلاص لفلسطين والعمل على تحرير ارضها وانسانها،  وتثبيت عهد الوفاء للشهداء والأسرى والجرحى مهما كانت التضحيات ، والمضي نحو الأهداف الوطنية بروح المناضل الفدائي حتى وان اختلفت الظروف والوقائع . ونؤكد على ايمان مناضلي حركة فتح ، في كل المستويات والمراتب التنظيمية، على أن الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري المتجسم بالاحتلال والاستيطان الاستعماري والوانه العنصرية  سيبقى مستمرا، لحين كنس الاحتلال عن ارضنا ومقدساتنا وعودة اللاجئين الى ديارهم وبياراتهم ، وأن خير وفاء للشهداء القادة  وللشعب الفلسطيني هو مضاعفة القدرات والجهود الوطنية المخلصة وتسخيرها كطاقة متجددة لاتنضب لدفع مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال ، والعمل بمسلكية الصمت ونكران الذات والاستعداد للتضحية مهما كانت الاثمان كما جسدها القائد الشهيد ابو جهاد وبقية الشهداء القادة الابرار في مسيرة حياتهم الوطنية الكفاحية .

التعليقات