جامعة النجاح تطلق أعمال المؤتمر الدولي المرأة ما بين الأبوية والفكر الاستعماري والاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
إيماناً منها بالمرأة كشريك أساسي للرجل في المجتمع، واستكمالاً لرسالتها السامية التي حرصت فيها على تجسيد دور المرأة الشريك ضمن كوادرها وطلبتها، أطلقت جامعة النجاح الوطنية ممثلةً ببرنامج دراسات المرأة ومكتب نائب رئيس الجامعة للعلاقات الخارجية والدولية وبالشراكة مع الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، يوم الإثنين الموافق 15/4/2019، أعمال المؤتمر الدولي (المرأة ما بين الأبوية والفكر الاستعماري والاحتلال)، حيث أقيمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر في مدرج كلية القانون في الحرم الجامعي الجديد.

وحضر الإفتتاح الدكتورة خيرية رصاص، نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية والدولية، والسيدة انتصار الوزير، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والأستاذة دلال سلامة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والدكتور محمد العملة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتورة سماح صالح، رئيسة المؤتمر ورئيسة قسم علم الإجتماع والخدمة الإجتماعية، بحضور عدد كبير من ممثلات المؤسسات النسوية وخبيرات في المجالات القانونية والاجتماعية والمهتمات بالإضافة إلى عدد من المهتمين والخبراء والطلبة.

وافتُتح الحفل بكلمة الدكتورة رصاص التي أبدت سعادتها بالنساء الرياديات المشاركات في المؤتمر، مشيرةً إلى أن هذا المؤتمر هو وجه آخر للحراك الوطني والمجتمعي والأكاديمي لإحقاق المرأة، مؤكدةً على حرص الجامعة الدائم على فتح أبوابها للتفاعل مع القضايا الوطنية والمجتمعية وعلى رأسها قضايا المرأة، منوهةً إلى تجربة فلسطين الفريدة والغنية بنضالات المرأة داخل مجتمعها للحصول على حقوقها من جهة وفي وجه الإحتلال من جهة أخرى.

كما أضافت الدكتورة رصاص أن الواقع الفلسطيني الحالي يحتم التعاون والتكاتف بين كافة المؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المحلي والجامعات لتمكين المرأة حتى تتحول لمواطنة تتمتع بكامل حقوقها وفاعلة في كل المجالات، مثنية على القوانين التي تتبناها فلسطين لإنصاف المرأة وإعطائها كامل حقوقها والتي من أهمها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سيداو التي تبنتها فلسطين بقرار من السيد الرئيس محمود عباس، متمنيةً أن يخرج المؤتمر بتوصيات ومخرجات مهمة تطبق على أرض الواقع.

وفي كلمتها أكدت السيدة الوزير على أهمية الموضوع الذي يتناوله المؤتمر مع ضرورة تحديد المعوقات التي تقف في طريق حصول المرأة على كامل حقوقها، مشددةً على أهمية الدور النضالي الذي كانت وما زالت تلعبه المرأة الفلسطينية كشريك للرجل في مرحلة النضال منذ النكبة  إلى جانب نضالها المجتمعي في سعيها للحصول على حقوقها، مشيرةً إلى دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية كأول اتحاد جماهيري أدرك أن ديمومة النضال وطريق النصر لا تتم دون مشاركة المرأة، مستعرضةً أهم الأدوار التي يقوم بها الاتحاد لتمكين المرأة وحصولها على كامل حقوقها من خلال تبني القوانين والتشريعات التي عملت بها السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها لإنصاف المرأة وتمكينها وعلى رأسها اتفاقية سيداو، متمنيةً نجاح المؤتمر وتحقيقه لأهدافه.

وبدورها أشارت الدكتورة صالح أن المؤتمر من شأنه أن يطرح العديد من الأوراق العلمية الهامة ورؤية مجتمعية لمناقشة قضايا المرأة وتسليط الضوء عليها واستعراض تجارب في هذا المجال فلسطينياً وخارجياً وفهم قضايا المرأة من منظور محلي في السياق الدولي، طارحةً مجموعة من التساؤلات التي تمنّت أن يخرج المؤتمر بإجابات لها مثل : ما دور النظام الأبوي في الحد من مشاركة المرأة في التحرر من الاستعمار؟ وهل لهذا الدور ترسيخ للاستعمار؟ وما هو دور الاستعمار في ترسيخ وديمومة الفكر الأبوي؟، مختتمةً كلمتها بشكر جميع من ساهم في تنظيم المؤتمر ونجاحه.

وتضمن المؤتمر عدّة جلسات، حيث تناولت الجلسة الأولى عنوانين هما: (ما بين التحرر والتحرير، مراجعة نقدية لدراسات المرأة الفلسطينية)، و(دور الحركة النسوية في عملية التحرر الوطني) وأدارت الجلسة الأستاذة منى النمورة من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

 

وتحدثت الجلسة الثانية عن العنف القائم على النوع الإجتماعي، وأدارتها الدكتورة سناء سرغلي، المحاضرة في كلية القانون، وتناولت الجلسة موضوعين مهمين وهم: الطابع الأبوي للمجتمعات العربية وعلاقته بمشكلة العنف ضد النساء، وتطوير إجراءات الرعاية الصحية في حالات العنف على أساس الجنس في الدول النامية.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان (المرأة تحت الإحتلال وفي مناطق الصراع والقانون الدولي)، بإدارة الأستاذة سمر هواش من جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، وتحدثت الجلسة عن حماية النساء من العنف في الصراع المسلح، ومكانة المرأة في صنع القرار وقدرتها على التغير، وكانت الجلسة بالتزامن مع ورشة عمل لبحوث العمل التشاركي في مجالات العلوم والكنولوجيا والهندسة.

ومن ثم تم الإنتقال إلى طاولة مستدير لمناقشة موضوع المرأة والعمل، بإدارة الأستاذة سوسن الشنار، الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والتي تناولت الحديث عن النساء العاملات في المستعمرات الإسرائيلية، وواقع المرأة الفلسطينية في الزراعة في ظل وجود النظام الأبوي والاستعمار الصهيوني.

والجلسة الرابعة كانت بعنوان المرأة وحركات التحرر، يإدارة الدكتورة سائدة عفونة، المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، وتحدثت الجلسة عن كفاح المرأة الفلسطينية غير المرئي وإنهاء الاحتلال، وفهم الناشطات الفلسطينيات والتطلع إلى الوطن والمساواة.

وستستكمل محاور المؤتمر غداً الثلاثاء 16/4/2019 في قاعة مؤتمرات المعهد الكوري في الحرم الجديد، وستبدأ بملاحظات افتتاحية للأستاذة عليا جلبرتش، من جامعة النجاح الوطنية، ومن ثمّ سيتم الإنتقال إلى عدد من حلقات النقاش من أهمها: حلقة نقاش عن النساء والمجتمع، وحلقة نقاش عن النساء بين العلمانية والدين بإدارة القاضي صمود الضميدي، والتي ستتناول موضوع الإسلام والعلمانية، والمرأة والعمل السياسي في الفكر الإسلامي المعاصر.

كما سيتضمن اليوم الثاني حلقة نقاش عن النساء والنزوح واللجوء والتي ستتحدث عن واقع  المرأة الفلسطيني اللاجئة بعد 71 عاماً من اللجوء، واللاجئات السوريات في كندا.

وآخر المحاور سيكون موضوع المرأة والمقاومة الشعبية بإدارة الأستاذة هيا أيوب، المحاضرة في جامعة النجاح الوطنية، وسيتم مناقشة المحور على طاولة مستديرة، وسيتناول الحديث عن دور المرأة في المقاومة الشعبية في فلسطين، وتأنيث المقاومة الشعبية في فلسطين.