محمية للذئاب في نابلس تخليداً لقصة النبي يوسف

محمية للذئاب في نابلس تخليداً لقصة النبي يوسف
بقلم: عبد الله عيسى- رئيس التحرير

كعادة إسرائيل في تخليد ذكرى اليهود، فقد جرت اشتباكات عنيفة خلال انتفاضة الأقصى حول ضريح نبي الله يوسف.

ولم يتوقف الإسرائيليون عند هذا الحد، بل إنهم قاموا ببناء مستوطنات فوق كل الجبال الممتدة بين نابلس ورام الله، تخليداً لمرور مجموعة من اليهود في الزمن القديم من فوق هذه الجبال حسب زعمهم، والآن أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محمية طبيعية للذئاب قرب مدينة نابلس، وهذه المحمية غابة من الأشجار على مساحة واسعة جداً، باعتبار أن نبي الله يوسف عاش بالقرب من نابلس، ولا سيما قصته المعروفة، عندما زعم إخوته بأنه قد أكله الذئب، عندما ألقوا به في غيابات الجُب.

وقد وضع الجيش الإسرائيلي، يافطات كبيرة عند مدخل المحمية الطبيعية، عليها صورة لذئب كتب عليها باللغتين العربية والعبرية "محمية طبيعية وممنوع الصيد".

ويأتي إنشاء هذه المحمية على مساحة واسعة من الأراضي قرب نابلس، وتحديداً بين نابلس ورام الله، بحجج واهية لاستنزاف الأراضي الفلسطينية، والتي من المتوقع أن يصدر قرار عن الرئيس الأمريكي ترامب بضم الضفة الغربية لإسرائيل، وقد أعلن ذلك وزير الخارجية الأمريكي، بأن الولايات المتحدة بصدد إصدار مثل هذا القرار، والغريب أن الإدارة الأمريكية تعتبر فلسطين ملكاً لها، وتقوم بمنحها لإسرائيل مثل القدس والضفة الغربية، وغير ذلك، وكما حصل مع الجولان، ومزارع شبعا التي قد تنضم قريباً إلى الممتلكات الأمريكية.

وقد روى الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، قصة غريبة، أنه في عام 1974 ومع بدء المفاوضات المصرية الإسرائيلية حول "الكيلو متر 101" للانسحاب الثنائي المصري والإسرائيلي، أن الأخير شدد على الجانب الأمريكي، ممثل بوزير الخارجية، هنري كيسنجر، وتقدم بطلب لأمريكا ينص على أن إسرائيل تريد ضمانات من الولايات المتحدة؛ كي لا تتكرر حرب أكتوبر المجيدة.

وبسياسة الاستيطان الحالية التي تقوم بها إسرائيل، وضم القدس للمناطق الإسرائيلية، إضافة إلى الجولان المحتل، وغير ذلك، ورغم أن الوضع العربي مهلهل سياسياً، فإن الضمانات الأمريكية لإسرائيل بألا تتكرر حرب أكتوبر، هي ضمانات واهية لا قيمة لها، بل إن السياسة الإسرائيلية تدفع بالمنطقة نحو الهاوية.

التعليقات