ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية..فلسطينياً

ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية..فلسطينياً
بقلم:عماد الفالوجي

تم تأكيد المؤكد في نتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست ، وأظهرت النتائج أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يعطي ثقته لأحزاب اليمين ولم يصل بعد الى قناعة بضرورة التغيير للتوجه الى مسار جديد في العلاقة مع الشعب الفلسطيني بل تعزز الخيار اليميني الحاكم منذ سنين ،، ومع وصول الجميع الى هذه القناعة ستتجه الأنظار جميعها الى الشعب الفلسطيني من خلال رد فعل قياداته المتباينة والمنقسمة على حالها ،، هل ستكون تلك النتائج للطرف الآخر دافعا للتوقف والتفكير ودراسة الأمر ثم رسم سياسة جدية تتناسب مع ما حدث ؟ 

السياسة القادمة للحكومة الإسرائيلية المقبلة لن تكون مفاجأه لأحد بل هي سياسة معلنة نحو رفض التعاطي مع الحق الفلسطيني والاستمرار في سياسة فرض الأمر الواقع الرافض لقيام الدولة الفلسطينية متسلحة بذلك بالسياسة الأمريكية الداعمة بشكل مطلق لليمين الصهيوني ، والأيام – ليست البعيدة – القادمة ستشهد مزيدا من وضوح وتنفيذ بعض بنود ما يسمى – الصفقة – على أرض الواقع قبل طرحها بشكل رسمي او بشكل متكامل لمعرفة اتجاه بوصلتها ونهاية مطافها ،، بل أن التوافق الأمريكي الإسرائيلي هو تنفيذ أهم بنود الصفقة على أرض الواقع قبل نشرها نظريا للنقاش لأنهم يدركون الحقيقة أنه لن يجرؤ على قبولها أي طرف مهما كان وزنه ..
تلك الحقائق أصبحت ماثلة للعيان ولا تحتاج الى شرح طويل ، ولكن السؤال هل سنبقى في حالة الانتظار حتى تنتهي كل العملية المخطط لها ونكتفي بالصراخ وتثبيت موقفنا الرافض عبر وسائل الإعلام فقط من أجل إعلان براءتنا الشكلية من كل ما يحدث ؟؟ ،، أم أن هناك ما يجب فعله فلسطينيا لوقف هذا المسلسل البائس المطروح ، وهل نملك وسائل لقلب الطاولة على الجميع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟؟ هذا ما يجب ان تجيب عليه كل القيادات المتنفذة ، والتي تملك شجاعة اتخاذ القرار ،، الجواب بكل صراحة نعم نملك كل أوراق القوة لفعل ذلك وبخطوات واثقة ومدروسة نسحب من خلالها كل الذرائع من خصومنا ،، وكلمة السر هنا هو باختصار " قطاع غزة " لأن محور التركيز في الخطط القادمة تتجه نحو قطاع غزة والتعامل معه بشكل منفصل عن بقية القضية الفلسطينية وسيكون العنوان الأبرز للمشروع القادم ،، والخطوة القادرة على إرباك تلك المخططات هو القيام بشكل فوري ودون تردد ودون تأخير بتغيير الواقع القائم في قطاع غزة بالإعلان عن التقدم الفوري نحو إنهاء حالة الانقسام بشكل جدي وبدون عمليات استعراضية إعلامية فقط ،، بل دعوة مصر لتحمل مسؤوليتها تجاه هذه القضية ، والطلب من الحكومة الجديدة لتحمل مسؤلياتها فورا من خلال تنفيذ كافة التفاهمات التي تم الاتفاق حولها ، والخروج الفوري من الحالة التي يعيشها قطاع غزة وقطع الطريق على استغلال احتياجاته الإنسانية لفرض واقع سياسي مشوه يخدم المخطط المرسوم لقضيتنا بشكل عام .. 
الوضع الفلسطيني بشكله الحالي لن يتمكن من مواجهة تبعات المرحلة القادمة بكل تعقيداتها ، كما لن ينجح في استغلال أي ظرف أو متغير قد يكون لصالح قضيتنا ،، المرحلة القريبة القادمة خطيرة وتستدعي الاستنفار ومواجهة التحديات .

التعليقات