طالبة بحراسة خاصة.. قصة سهير القلماوي أول فتاة تلتحق بالجامعة المصرية

طالبة بحراسة خاصة.. قصة سهير القلماوي أول فتاة تلتحق بالجامعة المصرية
علامة سياسية وأدبية بارزة، وأحد أهم الرواد الأوائل الذين شكلوا الكتابة والثقافة العربية، خاصة في مجال الأدب، والتي تركت تراثا أدبيا تزخر به المكتبات العربية، فلا تذكر نجاحات المرأة المصرية إلا وتذكر ما حققته الدكتورة سهير القلماوي.

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911 بالقاهرة، والتي عاشت بها طيلة حياتها، حتى نشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها، ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة والدها التي كانت تعج بالعديد من الأعمال الأدبية المتميزة، لكبار الكتاب وفي مقدمتهم: طه حسين ورفاعة الطهطاوي وابن إياس، حتى ساهمت أعمالهم في موهبتها الأدبية.

كانت القلماوي أول فتاة تلتحق بالجامعة المصرية جامعة فؤاد الأول، والتي تحولت فيما بعد إلى جامعة القاهرة، والتي تخرجت منها، وأصبحت بعدها أول امرأة مصرية تحصل على الماجستير والدكتوراه، في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، حتى أصبحت أول سيدة مصرية تتولى رئاسة قسم في الجامعة، ورئيسة الاتحاد النسوي المصري.

قصة التحاق سهير القلماوي بالجامعة كان محفوفا بالعديد من المخاطر، كونها أول فتاة تلتحق بالجامعة المصرية - جامعة فؤاد الأول- والتي كان يرأسها الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، وكان من أكثر الداعمين لاستكمال الفتيات لتعليمهن وأن يلتحقن بالجامعة، حتى بدأ حلمه يتحقق بالتحاق سهير القلماوي بجامعة فؤاد الأول.

لم يكن التحاق سهير القلماوي بالجامعة كمثل أي فتاة أخرى، فقد كان وضعها مختلفا، وفقا لما كشفه الكاتب والروائي يوسف القعيد، في إحدى أمسيات الإعلامية "قصواء الخلالي" وفي برنامجها "المساء مع قصواء"، والذي أكد أن الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، أمر بتعيين حراسة خاصة لها خلال ذهابها وعودتها من الجامعة.

حرص عميد الأدب العربي على توفير حراسة لـ سهير القلماوي، خلال سنوات دراستها بالجامعة المصرية، كان نابعا من حرصه على إنجاح تجربة التحاق أول فتاة بالجامعة المصرية، وعدم تعرضها لأي مضايقات حتى لا يتحول مصير تلك التجربة إلى الفشل، وأن يعزف أولياء الأمور عن إلحاق بناتهم بالجامعة.

نجحت "القلماوي" في الجامعة وتخرجت منها، وتحققت نبوءة عميد الأدب العربي بها، وأصبحت من رائدات الأدب والثقافة العربية، حتى تركت أكثر من 80 عملا أدبيا، من بينها أحاديث جدتي، وألف ليلة وليلة، والشياطين تلهوا، بجانب كتابها ثم غربت الشمس الذي يعد أحد أهم الكتب التي تناولت الحضارة الإسلامية في الأندلس.



التعليقات