دخان الشيخ الشعراوي

دخان الشيخ الشعراوي
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير 

بدأ الداعية الإسلامي الكبير، الشيخ محمد متولي الشعراوي في حياته مبكراً بالتدخين، وتواصلت هذه العادة معه حتى وفاته.

ويروي نجله قصة، حصلت معه في الجزائر، أنه عندما قام بزيارة الجزائر في ستينيات القرن الماضي، جاء شيخ وعلامة كبير من الجزائر، هو الداعية الإسلامي، محمد بن قايل لزيارة الشيخ الشعراوي في غرفته بالفندق، وفوجئ الشيخ الجزائري بالشيخ الشعراوي يُدخن، فَذُهل ودار نقاش حاد بينهما حول التدخين، وأنه حرام وما إلى ذلك. 

ويكمل نجل الشيخ الشعراوي ويقول: "عندما رأيت ما حصل بينهما، قلت أنزل إلى الشارع، أتجول ساعة من الزمن، ثم أعود إليهما، وفعلاً نزلت للتسوق ثم عدت بعد ساعة إلى الفندق. وعندما دخلت إلى الغرفة، فوجئت بالشيخ الجزائري، يجلس في الغرفة، ويُدخن أيضاً، فقلت: "ألم تقل قبل قليل: إن الدخان حرام". 

فقال الشيخ الجزائري: "كل الدخان حرام، ما عدا دخان الشيخ الشعراوي"، وألاحظ على حديث كثير من الدعاة الإسلاميين الحاليين، أنهم يتحدثون بإصرار على أن التدخين حرام، بحكم قاطع جازم لا نقاش فيه، وأستغرب من أين جاؤوا بهذه الأحكام، مثل الشيخ عمر عبد الكافي، والشيخ محمد العريفي، وغيرهما، وهل يُعقل أن الشيخ الشعراوي، لم يكن يعرف أن الدخان حلال أم حرام؟ بالتأكيد كان يعرف، وهو علامة. 

ويُذكر أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي كان له دور في صناعة الشيخ الشعراوي، وتقديمه للناس عبر التلفزيون المصري، أراد في فترة من الفترات أن يصنع نجماً آخر، فطلب بعض الخبراء من التلفزيون المصري والمشايخ، واقترح عليهم أن يمنح الفرصة للشيخ كشك، بأن يكون شيخ شعراوي رقم اثنين، ولكن الخبراء اعترضوا لأسباب منها: أن الشيخ كشك لا يُجيد الأحاديث الدينية مثل الشيخ الشعراوي، فهو متخصص بإلقاء الخطب الحماسية الدينية، والمسألة الثانية، أنه لم يكن ليلتزم بنهج الشعراوي، فهو مستمر بشتم المسؤولين كبارهم وصغارهم، وبالتالي ظهوره على التلفزيون المصري، سيسبب مشكلة للدولة المصرية. فتراجع السادات عن فكرة الشيخ كشك، ولم تُمهله الأقدار كي يختار داعية آخر.

التعليقات