إعادة احتلال قطاع غزة.. تهديد حقيقي أم مجرد دعاية انتخابية لنتنياهو؟

إعادة احتلال قطاع غزة.. تهديد حقيقي أم مجرد دعاية انتخابية لنتنياهو؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد: "إن احتلال قطاع غزة، خيار قائم حتى اللحظة، لكن سنبحث في حلول أخرى قبل اللجوء لذلك".

وأضاف نتنياهو: "قيادة حركة حماس، بما فيهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، يعرفون ذلك جيداً، وهم يخشون الضربات التي سنلحقها بهم بما في ذلك الاغتيالات".

"دنيا الوطن" استطلعت اراء بعض المحللين السياسيين، حول تداعيات نية نتنياهو إعادة احتلال قطاع غزة، وما هدفه من هذا التصريح، وكيف سيكون موقف المقاومة الفلسطينية؟ وخرجت بالتقرير التالي:

أكد حسام الدجني المحلل السياسي، أنه من الناحية العسكرية، فمن الممكن لإسرائيل أن تعيد احتلال قطاع غزة، كونها دولة نووية وعظمى، لكن نتنياهو يكذب من هذا التصريح، الذي أراد منه إحداث "بروباغندا" إعلامية لكسب أصوات المستوطنين في الانتخابات.

وأوضح الدجني، أن السيناريو الأهم، ليس في إعادة احتلال قطاع غزة، ولكن الأهم هو ماذا بعد احتلال القطاع، فهل ستتحمل اسرائيل مسؤولية مليوني مواطن فلسطيني من قطاع غزة، من الناحية السياسية والقانونية والديموغرافية؟

وقال: "وما يُثبت كذب نتنياهو في تصريحه، أنه لن يقبل أي طرف سواء فلسطيني أو غيره بقطاع غزة، بعد إعادة احتلال، بالإضافة إلى أن نتنياهو لن يتحمل ثمن فاتورة الشهداء الفلسطينيين والقتلى الإسرائيليين، إذا ما اندلعت الحرب بعد إعادة احتلال القطاع".

وأشار الدجني إلى أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة، وهو خالٍ من السلاح، ولا يمكن أن تعود إليه مرة أخرى، فكيف هي الحال الآن الذي يمكن به أن تؤثر بميزان الردع.

بدوره، رأى رياض العيلة، المحلل السياسي، أن أصدق تصريح لنتنياهو حتى الآن هو أنه يستفيد من عملية الانقسام، وبالتالي وجود قطاع غزة بهذه الصورة، تُعبر عن عدم وجود شيء في فكره لإعادة احتلال قطاع غزة.

وقال العيلة: "إن هذه التصريحات من أجل الانتخابات، لأن نتنياهو يواجه حملة كبيرة تمارس عليه من قبل اليمين واليسار أو من أوساط حزب الليكود، وبالتالي يقوم ببث التصريحات النارية من أجل كسب الأصوات وتلميع صورته، بأنه مازال شخصاً ضد حركة حماس والمقاومة".

وفي السياق، بين العيلة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تراجعت من على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتوجهت إلى الشمال، فكيف لها أن تعيد احتلال قطاع غزة، وبالتالي هذه التصريحات مفروغة من مضمونها، ولا تنم حتى عن التفكير بإعادة احتلال قطاع غزة.

المحلل السياسي مصطفى الصواف، أكد بدوره، أنه من ناحية القوة، فمن السهل أن يعيد نتيناهو احتلال قطاع غزة، لكن السؤال، ماذا بعد احتلال القطاع؟ فهل سيسلم القطاع إلى الرئيس محمود عباس إذا دخله.

وأشار الصواف، إلى أنه إذا ما فكر نتنياهو بإعادة احتلال قطاع غزة، فجنوده سيصبحون صيداً ثمنيا للمقاومة الفلسطينية، منوهاً إلى أن ذلك ما سيدفعه لإعادة التفكير. وتساءل الصواف: "إذا ما اعاد نتنياهو احتلال قطاع غزة، هل سيبقى فيه كثيراً؟ ولمن سيسلمه؟ هل للرئيس عباس"، معتبراً في الوقت ذاته أن تصريحات نتنياهو مجرد دعاية انتخابية، لكسب تأييد الناخبين.

من جانبها، رأت سارة الشلقاني، مسؤولة ملف الصراع العربي الإسرائيلي في جريدة (الدستور) المصرية، أنه من الناحية العسكرية، فإن إعادة احتلال قطاع غزة، أمر وارد للغاية، خاصة أن جيش الاحتلال أصبح في حالة تأهب دائمة، وإذا عزم على الدخول في حرب واحتلال غزة، فإنه سيتلقي دعماً ضخماً من أمريكا.

وقالت الشلقاني: "لكن حتمية الأمر في وضع غزة ما بعد الاحتلال هو الفيصل في قرار تل أبيب، فمن الممكن إعادة احتلال القطاع إذا ما تمكن نتنياهو من إيجاد دولة تتحمل مسؤولية القطاع من جهة إعادة إعماره، وتحديداً البنية التحتية الصحية لعدم انتشار الأمراض، والتي من الممكن أن تنتقل للمستوطنات، وكذلك لوجود قطاع صحي يتحمل الحرب، ولا يعرض تل أبيب لنقد دولي في حربها إن وقعت".

وحول هدف نتنياهو من هذا التصريح، أوضحت الشلقاني، أن غرضه هو الدعاية الانتخابية، خاصة أنه لم يتبق سوى سويعات على انطلاق الانتخابات، وهو يواجه منافسة شرسة من بيني غانتس.

وأشارت إلى أن نتنياهو، يحاول أن يحافظ على ماء وجهه أمام المستوطنين، خاصة في الجنوب، بعد فشله في الرد على المقاومة، خلال جولات التصعيد الأخيرة.

وفي السياق، قالت مسؤولة ملف الصراع العربي الإسرائيلي: "نتنياهو يهدف من هذا التصريح، لتوجيه تهديد للمقاومة بالحرب، ومحاولة التأثير على عزيمة الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة".

وحول موقف المقاومة في حال أعاد نتنياهو احتلال قطاع غزة، أوضحت الشلقاني، أن المقاومة وسلاحها يقظان بشكل جيد، وحينها ستكون الحرب واسعة، معتبرة في الوقت ذاته أن الفصائل الفلسطينية اليوم، مستعدة لذلك بشكل جيد.

وقالت: "ربما بالفعل يصل القصف لمدى واسع في الداخل المحتل، وقد يطال في بعض الأوقات محيط أو مناطق تقع في ضواحي تل أبيب".

وحول نقاط القوة والضعب في قرار نتنياهو إعادة احتلال القطاع، بينت الشلقاني، أن نقاط القوة تكمن في أنه سيلقى دعماً أمريكياً بشكل ضخم، كما أن جنوده يمتلكون أسلحة ثقيلة تساعده في ذلك.

أما نقاط الضعف فتتمثل في أن هناك حالة من الرهبة والإحباط وعدم الثقة لدى جنود الاحتلال ذاتهم، وكذلك لدى المستوطنين، كما إن الاحتلال ليس لديه معلومات كافية عن البنية الصاروخية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية.

وقالت: "من بين نقاط الضعف في قرار نتنياهو إعادة احتلال قطاع غزة، هو أن المقاومة غيرت من قواعد الاشتباك، وهو ما سيخدمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، أكد قدرة الاحتلال كبيرة، ويمكن له أن يعيد احتلال قطاع غزة، ولكن هناك عدة إشكاليات لدى نتنياهو تمنعه من الإقدام على هذه الخطوة، الأمر الأول هو أن أي عدوان على القطاع أو حرب، فسينفذه بشكل كبير، وهو غير قادر على أن يدفع مثل هذه التكلفة.

وبين المدهون، أن الأمر الثاني، هو أن أي حرب على قطاع غزة، ستكون مدتها طويلة أي تتراوح ما بين ستة أشهر إلى عام، لهذا فإن نتنياهو وجيشه يحجمونعن التفكير باحتلال قطاع غزة، كما أنه لن يستطيع فعل أي شيء داخل القطاع.

وقال المدهون: "هناك سؤال سيطرحه جيش الاحتلال، ماذا سنفعل بعد يوم واحد من احتلال قطاع غزة؟ أما الأمر الثالث فهو أن القطاع ممتلئ بالكواد المدربة التي يمكنها أن تحول القطاع إلى حرب شوارع، وتحول دبابات الاحتلال وقواته إلى صيد سهل وثمين، مما سيجعله تحت نار الاستهداف، مما سيضعفه على المدى البعيد، كما إننا أمام حالة قوة عسكرية لدى المقاومة الفلسطينية التي تستطيع أن تؤذي، وتصد الاحتلال".

وأشار المدهون إلى أن الهدف الأول والأخير لنتنياهو من مثل هذه التصريحات، هي الدعاية الانتخابية، خصوصاً أن قطاع غزة هو نقطة الضعف، بعد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على تل أبيب دون رد.

وبين المحلل السياسي، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قوية، ومستعدة لجميع الاحتمالات، لافتاً إلى أنها تستبعد إعادة احتلال قطاع غزة، لأنها تدرك أنها ستحول الدبابات الإسرائيلية إلى صيد سهل، بالإضافة إلى أنها ستقوم بعمليات قتل وأسر لأفراد الجيش، وربما تصل عمليات الأسر إلى المئات.

التعليقات