القدس الدولية: نثمن موقف الحكومة والأوقاف الأردنية بالحفاظ على مصلى باب الرحمة

رام الله - دنيا الوطن
توجهت مؤسسة القدس الدولية بما تمثل من أطيافٍ وتيارات حيةٍ وفاعلةٍ في الأمة العربية والإسلامية، بتحية إجلال وإكبار واعتزاز وتقدير إلى عائلات القدس التي ضربت أروع الأمثلة في التسابق إلى فتح مصلى باب الرحمة في كل يوم، فوقفوا بذلك إلى جانب أبنائهم حراس المسجد الأقصى المبارك ووقفوا صفاً واحداً في وجه المحاولات الصهيونية لاستنزاف جهاز الأوقاف وتفريغ الأقصى من حراسه.

ودعت المؤسسة، تلك العائلات للالتحاق بآل نجيب والعجلوني الذين بدؤوا هذا النهج المبارك، حيث أثبتت التجارب في كل مرة حيوية المجتمع المقدسي الذي يفاجئ المحتل ويفشل رهاناته، فاليوم إذ تراهن الشرطة الصهيونية على طول النفس وتظن أنها قادرة على كسر إرادة المقدسيين إذا ما استمرت في اعتقال حراس الأقصى الذين يفتحون باب الرحمة يومياً، جاءهم الرد المقدسي بأن كل المقدسيين حراس للأقصى وسيفتحون باب الرحمة في كل يوم فاعتقلوهم جميعاً إن استطعتم.

واكدت في الوقت نفسه وقوفها، وكل أبناء القدس وفلسطين والأمة العربية والإسلامية إلى جانب حراس المسجد الأقصى المبارك الذين يُعتقلون ويُبعدون عن الأقصى كل يوم، وآخرهم الحارس البطل عمران الرجبي الذي حاولت شرطة الاحتلال التنكيل به لردع حراس الأقصى عن الوقوف في وجه جنودها وضباطها في تدنيسهم لمصلى باب الرحمة.

وقالت المؤسسة: "نقول لحراس المسجد الأقصى إنكم تاج شرف لهذه الأمة، تقومون بأحد أقدس الواجبات، ونحن جميعاً معكم وإلى جانبكم فلا تخافوا ولا تحزنوا، وامضوا في درب حماية الأقصى وهويته الإسلامية، وفي درب تصديكم للمحتل فأهلُكُم وأبناء أمتكم لن يتركوكم وحدكم، ولن ينسوا لكم وقفة عزّكم هذه".

ورحبت المؤسسة، ببيان دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الذي أصدرته يوم أمس الخميس 4-4-2019 والذي أكدت فيه إصرارها على استمرار الصلاة في "مصلى باب الرحمة" رغم العدوان الاسرائيلي المرفوض بحق حراس المسجد الأقصى وطواقم الأوقاف، معتبرةً "مصلى باب الرحمة" جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 ألف مترٍ مربع.

وثمنت هذا التقدم المهم في موقف الجهاز التنفيذي والإداري للأوقاف باعتبار مصلى باب الرحمة أحد المصليات المسقوفة للأقصى، وهو يعزز ما نقله نوابٌ أردنيون عن وزير الأوقاف الأردني الدكتور عبد الناصر أبو البصل خلال ندوةٍ عن المسجد الأقصى المبارك في مجلس النواب أكد فيه عزم الوزارة تنفيذ قرارات مجلس الأوقاف الإسلامية باعتبار مصلى باب الرحمة أحد المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، وبأن وجهة استخدامه ستبقى مصلى ولن يغلق في وجه المصلين.

وقالت: "إن هذا الموقف المهم من الحكومة الأردنية يبني على قرارات مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس التي تبنت ومنذ بداية هبة باب الرحمة مطلب الجماهير المقدسية". 

وأضافت: "نؤكد من جديد أن الوقائع التاريخية أثبتت أن درع الحماية الشعبية هو الذي يحمي هوية المسجد الأقصى المبارك، ويحمي الأوقاف الإسلامية في القدس باعتبارها الجسم الإداري الذي يمثل الحق الحصري الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك، وأن حماية الأقصى تقتضي إدراك هذه المعادلة والتكيف معها بأن تصلّب الأوقاف موقفها بموقف الجماهير وتقف خلفهم حين يخوضون هبات التصدي للعدوان الصهيوني، وأن لا تنجر للفخ الصهيوني المنصوب لها للتحول إلى وسيط أو للظهور بمظهر من يجهض إرادة الجماهير، وهذا التقدم في الموقف  يجنبها ويجنبنا جميعاً الوقوع في هذا الفخ".

واضافت المؤسسة: "لقد كانت انتفاضة السكاكين في القدس عام 2015 هي التي اضطرت الصهاينة للتراجع عن فرض التقسيم الزماني التام الذي حاولوا فرضه، ولم تكد تمر ثلاثة أسابيع حينها حتى جاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة بحثاً عن تفاهمات تخرج الصهاينة من مأزقهم، وكانت الهبة الجماهيرية المشهودة في باب الأسباط هي التي كسرت إرادة المحتل وفرضت عليه تفكيك البوابات والكاميرات بالكامل في 27-7-2017، واليوم جاءت هبة باب الرحمة لتفتح مصلى باب الرحمة في 22-2-2019، وإننا قادرون جميعاً بوحدة الصف واجتماع الكلمة والوقوف مع الإرادة الجماهيرية أن نمضي واثقين في طريق حماية المسجد الأقصى المبارك وكسر كل مخططات تهويده وتقسيمه".