حمارنا وقرايبه الإنجليز

حمارنا وقرايبه الإنجليز
بسم الله الرحمن الرحيم

حمارنا وقرايبه الإنجليز

رامز طلب المدهون

كنت أتحدث مع صديق  ومديري في العمل منذ عدة سنوات في مشروع رئيسي في قطاع غزة ، وكان الرجل – ديفيد- إنجليزي الجنسية  وكان مثقفا  ودمث الأخلاق  مع جميع الموظفين  وغيرهم.  كان  ديفيد يحب ان يأخذ من وقته كل يوم  جزء يتحدث فيه مع الموظفين  في أمور أخرى غير العمل  ، ثقافة ، تاريخ ، موسيقى ، رياضة  ويطمئن على شؤون الموظفين الخاصة.  دار الحديث في احد  المرات نحو التعصب العائلي والقبلي   وأثاره  المختلفة وان العصبية العائلية  ظالمة في كثير من الأحيان  وتنتصر للفرد مذنبا أو بريئا وان ذلك  سيئ للمجتمع  . قلت له ممازحا : هل تعلم ان الإنجليز لهم أقرباء عندنا هنا في غزة !!! ، قال :  أه من هم ، قلت له : على علمي كان هناك حمار في الشجاعية زمن الانتداب  كان له أقرباء من الإنجليز ، رد ديفيد قائلا: أه صحيح تقصد خيل وبغال الجيش الإنجليزي ؟ أجبته : لا ، إنما أقرباء من الجنود  والضباط أنفسهم !!  تمعر وجه الرجل قليلا و كتم حرجه وقال ، كيف ذلك وما علاقته بالعصبية القبلية والعائلية التي نناقشها.

كان هناك رجل  يملك حمارا  وقد حمل عليه  حمل ثقيل جدا  من أواني الفخار التي كانت أدوات المطبخ السائدة ذلك الوقت ، وكان الحمار يئن  من ثقل الحمل  والرجل لا يرحمه  وقد وقع عليه ضربا بالسوط والعصا ليحثه على السير.

مرت دورية للإنجليز  كما كان يسميهم الأهالي ونزل ضابط الدورية  وجنوده  ووبخوا الرجل صاحب الحمار وضربوه بسوطه ضربتين أو ثلاث واوقعوا حمل الفخار على الأرض  و حذروا الرجل من العودة الى تعذيب وضرب الحمار مرة أخرى تحت طائلة العقاب والانتقام.  طبعا الحمار سكت وارتاحت اساريره بعد إزاحة الحمل الثقيل عنه ووقف ساكنا   ينظر.

قام الرجل صاحب الحمار ينظر الى ابتعاد الدورية واطمأن أن لا أحد يسمعه ، فاقترب من الحمار وشد أذنه  وقال له :

" مش تقول انه إلك قرايب في لوندون (لندن)"   ، طبعا الرجل لم يتصور ان احد يفزع لأحد بهذه الطريقة إلا أن يكون قريبه اللزم!!!. 

قال لي ديفيد ضاحكا : نعم  هذا صحيح بمنطق قبليتكم و عشائريتكم .

المغزى : الحق والعدل يجب أن يكون عام وممنهج قيمة مبدئية وليس مبنيا على عصبية و انحياز حتى  لا نصبح أقرباء "الحيوان" .

عموما بالنسبة للأنجليز نكون هكذا حلينا مشكلة الحج داروين في اصل الأنواع!!!   

التعليقات