في اليوم العالمي لكتاب الطفل.."درب المعرفة" تلفت الانتباه بأهمية القراءة

رام الله - دنيا الوطن
ترتفع الأصوات في الثاني من أبريل من كل عام، عند الاحتفال بـ"اليوم العالمي لكتاب الطفل"، للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال، نظرًا لندرة الاهتمام بهذا الأمر، وهو، ما يقف، عائقا في تشكيل شخصية الطفل وتنمية عمليات المعرفة لديه.

مرد الحديث عن أهمية كتاب الطفل، جاء خلال احتفال مكتبة درب المعرفة للأطفال واليافعين في مؤسسة عبد الحميد شومان، أول من أمس، بهذه المناسبة العالمية، وسط حضور لافت.

"درب المعرفة" بفرعيها بجبل عمان والاشرفية شرقي العاصمة، لم تترك هذه المناسبة تمر دون أن تضع، كعادتها، بصمتها الخاصة، فقامت باصطحاب الأطفال وأهاليهم في رحلة قرائية تفاعلية شيقة، بمشاركة قاصات أردنيات، هم "تغريد النجار، عبير الطاهر، ريتا زيادة، آية يونس، رشا دبابنة"، وفريق المكتبة.

المشرفة الرئيسية في درب المعرفة رؤى الحليسي، بينت أن المكتبة معنية بهذا اليوم، لإيمان المؤسسة بأهمية ودور كتب الأطفال في تنشئة جيلِ مثقف وقارئ وواعٍ، مؤكدة على ضرورة إيلاء كتب الأطفال المزيد من الاعتناء والرعاية، لما لها من أهمية لا يمكن استبدالها أو الاستغناء عنها.

ودعت الحليسي الأطفال واليافعين على السواء، بزيارة مكتبة درب المعرفة والاستفادة من أنشطتها المتنوعة، بهدف جعل القراءة عادة يومية لديهم، ما يعني إكسابهم المعرفة وتطوير مهاراتهم العقلية والفكرية.

واستهلت الحفل الكاتبة النجار، بقراءة قصصية بعنوان "سر الفهد المرقط"، التي تروي قيام "عادل وأمجد بالتسجيل في تطبيق للدّردشة على الإنترنت تحت اسم مستعار ودون علم والديهما، ومن خلال هذا التطبيق يتعرفان على شخص مريب يدعى بالفهد المرقّط. يستدرج الفهد المرقط عادل في الحديث ويتقرّب منه".

وعن قصتها تقول النجار "سر الفهد المرقط هي قصة أحداثها شيقة ومثيرة، وقد تكون بشكل أو بآخر وقعت لكثير من الأشخاص في زمننا هذا، زمن العولمة المفتوح".

وشددت النجار د على أن جزءا من رسالتها ورسالة مكتبة درب المعرفة هو إعادة الاعتبار للقراءة والكتاب، وجعل القراءة ممارسة يومية في حياة المجتمع بجميع أفراده.

فيما شاركن يافعات، الأطفال والاهالي تجاربهن الإبداعية والقصصية، في حالة فريدة من الإبداع والتألق، ما أضفى على الأجواء مزيدا من البهجة والتفاعلية.

بعد النجار، أطلت القاصة ريتا زيادة على الأطفال بقراءة مجموعة مختارة من قصصها، حيث لاقت تفاعلاً كبيراً من الأطفال، وسط نقاش مع الكاتبة لفهم مضمون القصص وشخصياتها الكرتونية.

وعن اليوم العالمي للكتاب، بينت زيادة أن هذا اليوم له أهمية خاصة، بوصفه يشجع الأطفال للتعرف على الكتاب والتواصل المباشر معهم، لافتة إلى أهمية الكتابة عن الطفل في ظل التطور الهائل لوسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضحت أنه يمكننا توظيف وتفعيل القراءة من خلال التكنولوجيا الحديثة، بهدف الحفاظ عليها وجعلها عادة وممارسة دورية، مطالبة الكتاب بضرورة تكثيف جهودهم لتعزيز القراءة عند الأطفال.

وقبيل اختتام الحفل، شاركت الكاتبة عبير الطاهر الأطفال قراءة قصصها المطروحة عن دار السلوى للنشر، فلامست من خلالها قلوب الأطفال وبثت في نفوس الأهالي الطمأنينة والسعادة.
واعتبرت الطاهر أن الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل، يشجع بالدرجة الأولى الأطفال على القراءة، باعتبار أنها أمر أساسي لتطوير شخصية كل طفل ومخيلته وعقله ومهاراته في الاتصال مع الآخرين.

وبينت الطاهر أن القراءة منذ الصغر تعد واحدة من أهم الأشياء التي يجب تعليمها للأطفال فهي تساعد على تكوين ثقافة للطفل، وتوعيته بالعديد من المعلومات وهو في سن صغير:
ومنذ العام 1967 يحتفل بهذا الحدث السنوي احتفاءً بميلاد الأديب الدنماركي هانس أندرسن، والذي يعد أفضل كتاب القصة الخيالية للأطفال على مدى التاريخ.

وعلى مدى 5 سنوات، منذ افتتاح "درب المعرفة" العام 2013، بلغ عدد المشتركين بالمكتبة نحو 12 ألف طفل وطفلة، بينما بلغ عدد الرواد المشاركين بالفعاليات والأنشطة والقراءات القصصية خلال الـ 5 أعوام ما يقارب 15 ألف طفل وطفلة، وفق تقرير صادر عن المكتبة.

المكتبة استقبلت نحو 28 ألف طالب وطالبة من المدارس والمراكز والجمعيات، في حين زارت المكتبة زهاء 150 مدرسة حكومية في مختلف محافظات المملكة، ونحو 79 ألف مستعير منذ التأسيس.

وتجدر الإشارة إلى أن "درب المعرفة" تشتمل على مساحة للقراءة الحرة تحتوي على ما يزيد على 18 ألف كتاب وقصة تضم مواضيع متعددة بعدة لغات "العربية، الإنجليزية، الفرنسية، التركية، الصينية، كما تشتمل على ثلاثة أركان "الطفل، الإبداع، واليافعين".

وتعتبر "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

التعليقات