وفاة أكثر من 1500 مهاجر بمزارع إيطاليا بسبب ظروف العمل

رام الله - دنيا الوطن
أكد أطباء وناشطون إيطاليون، وفقا لمقال في صحيفة طبية بريطانية، أن أكثر من 1500 مهاجر توفوا أثناء العمل في المزارع الإيطالية على مدى السنوات الست الماضية، وذلك بسبب ظروف العمل والمعيشة المتردية للغاية، ودعوا إلى وقف استغلال المهاجرين الذين يعملون في مجال الزراعة، ووصفوهم بأنهم "عبيد القرن الواحد والعشرين".

وأكد أطباء وناشطون إيطاليون، في مقال نشروه في الصحيفة الطبية البريطانية، حول استغلال العمال المهاجرين في المزارع الإيطالية، أن "من يسقطون أثناء الزراعة في جميع أنحاء إيطاليا يعادل من يسقطون أثناء المعركة". 

واستشهد الأطباء بتجربتهم كنشطاء في مجال الصحة العالمية، وباعتبارهم جزءا من منظمة "أطباء مع أفريقيا" غير الحكومية، وقالوا إنه "على مدى السنوات الست الماضية، فإن عدد العمال الزراعيين الذين توفوا نتيجة ظروف عملهم في المزارع تجاوز 1500 شخص".

وأضافوا في المقال أنهم "عبيد القرن الواحد والعشرين، يكسبون مبالغ زهيدة (12 يورو مقابل العمل لثماني ساعات في الحقول يوميا)، ويعيشون في مدن الصفيح المزدحمة دون مياه أو خدمات صحية، ويقدر عددهم بنحو 100 ألف مهاجر من مختلف الجنسيات".

ونوه الناشطون بأن هؤلاء العمال "يعيشون في 50 إلى 70 مدينة عشوائية تنتشر في كل أنحاء إيطاليا بعيدا عن المناطق الآهلة، ودون حقوق للحصول حتى على الحد الأدنى من المساعدة الصحية".

وسجل الأطباء في المقال أرقاما من المأساة التي تجري في إيطاليا، على الرغم من أن القانون يمنع "مافيا الزارعة"، وهو قانون تم إقراره خصيصا لمكافحة تلك الظاهرة.

وأكدوا أن "أكثر من 1500 من عمال الزراعة المهاجرين قد توفوا على مدى السنوات الست الماضية بسبب عملهم، وأن هناك العديد من الضحايا الآخرين قتلوا على أيدي زعماء العصابات عبر عمليات إطلاق نار أو حوادث أخرى".

وتقوم المنظمة غير الحكومية، بالمشاركة مع مختلف المؤسسات المحلية، بتوفير المساعدات الصحية منذ عام 2015 من خلال عيادات متنقلة، حيث قدمت نحو 4800 استشارة طبية، بمتوسط 43 استشارة يوميا، كما قامت بفحص 2880 مريضا، وتنجم المشكلات الطبية الرئيسية بالنسبة للمهاجرين عن ظروف العمل المتردية والمتدنية، والظروف الصحية السيئة التي يُجبرون على العيش فيها.

نداء لمواجهة الاستغلال

وكتب الأطباء في مقالهم أن "بياناتنا تشير إلى أن الأسباب الرئيسية للفحوصات التي جرت كالتالي: الإرهاق أو الظروف العضلية الهيكلية (46%)، ومشكلات الأسنان (19%)، ومشكلات الجهاز التنفسي (10%)، والأمراض الجلدية (8%)، وأمراض النساء (4%)، والصدمة (4%)، ومشاكل القلب والأوعية الدموية (4%)، وأمراض العيون (2%)، ومشكلات التمثيل الغذائي (2%)، والمشاكل النفسية (1%)، كما أن نحو 80% من المرضى كانوا بحاجة لأدوية".

وتابعوا أنه "لا توجد مسارات واضحة ومحددة لجعل التدخل الطبي سريعا وفاعلا، ومن الصعب تصور أن هذا الوضع سوف يؤدي إلى تحسين التوجهات السياسية الحالية في إيطاليا، وتحسين القانون الجديد، الذي ينظم الهجرة، وحقيقة أن كل هذه الأمور ينظر إليها من وجهة نظر الأمن الوطني فحسب".

وأردفوا "يجب أن نوقف استغلال عمال المزارع المهاجرين، الذين يسهلون بيع الطماطم الإيطالية بسعر رخيص على مستوى العالم، لكن كم تتكلف تلك الطماطم في الحقيقة؟، وما هي التكلفة البشرية لهذا المنتج؟".

واختتم الأطباء مقالهم في المجلة الطبية البريطانية، بقولهم إن "هناك حاجة للتنسيق بين جهود القطاعات المتعددة، وهي الصحة والهجرة والاقتصاد والتنمية المستدامة والعدل، فجميعها أمور مترابطة في عالمنا، وجميعنا بحاجة للوقوف معا لمواجهة الاستغلال والتمييز والعنصرية والأنانية مهما كانت أشكالها المقنَّعة".