وجوه لـ"الإعلام": عصام النمر "زواج البحر وإبداعات الفضاء"

رام الله - دنيا الوطن
خصصت وزارة الإعلام في محافظة جنين الحلقة الثانية منسلسلة "وجوه"  لسيرة عالم الفضاء د. عصام سعيد النمر، الذي ولد في المدينة عام  1925، والمنحدر من عائلة صوافطة بطوباس.

واستردت ابنة اخيه، وأستاذة الفلسفة والدراسات الثقافية فيجامعة بيرزيت، د. سونيا، فصولًا من حكاية العم المتخصص في ضغط الوقود بالمركبات الفضائية، وأحد مهندسي وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في مشروعات:أبولو (11)، و(12) و، (13)، ورابع الخمسة المسؤولين عن شارة البدء لإطلاق مركباتالفضاء.

وقالت: احتفظ بيوميات عمي التي رصد فيها رحلته، وتعليمه،وحياته، وفقدانه لأمه وجدتي قبل أن يُكمل الثانية من عمره، ما أثر عليه، وسعى إلىتعويضه بالحنان والعطف علينا.

وتابعت النمر: كان جدي من أوائل أطباءجنين، فقد تخرّج من جامعة إسطنبول عام 1914، والجامعة اليسوعية ببيروت، وافتتحعيادتين في طبريا وبيسان، وأسس أخرى في جنين، وعمل طبيبًا في الجيش التركي، وكانطبيب الملك فيصل بن الحسين (ملك سوريا والعراق).

ووالت:تعرف جدي على جدتي رمزية خلال عمله في درعا، وتوفيت بعد سنتين من ولادتها لعمي عصام، الذي تربى في كنف عمته نجمة (أم الطاهر) بقرية رابا.

قبطانوزفاف

وتابعت سونيا: درس عمي في كلية النجاح الوطنية بنابلس، وعقب التحاقه لسنة واحدة في الجامعة الأمريكية ببيروت عاد إلى جنين، وعمل أستاذاً، وانتقل لبيروت للدراسة الهندسة الميكانيكة، وعام 1949 وعلىمتن الباخرة التي أقلته للولايات المتحدة تعرف على ألمانية اسمها إيرنا، فتزوجا فيالبحر، وعقد القبطان قرانهما.

وزادت:اجتاز عمي البكالوريوس في علوم الهندسة من جامعة ولاية (يوتا)  عام1953، ثم  فالهندسة بكلية في ولاية نيويورك. وعام 1955 عمل مهندس تطوير في شركة "انترناشونال" في شيكاغو.

ووفقما كُتب عن النمر، فقد اثبت خلال عمله مهارات رفيعة في تطوير آلات الاحتراق الداخلي، والتحق بصناعة الفضاء، وانضم لأكبر شركة صانعة لمحركات الصواريخ فيكاليفورنيا عام 1960، وبعد سنوات التحق بمركز القضاء في "هيوستن" بولاية تكساس، وتولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية ومهمتها  كيفية طيران المركبة في الفضاء، وإنزالها علىسطح القمر.

طب وكهرباء

وقالت: أنجب عمي ثلاثة أبناء وابنة وحيدة، وله خمسةأخوة، أربعة أطباء ومهندس، وأربع أخوات. وساهم عمي الأكبر المرحوم د. عوني في تأسيس مهنة الطب في الكويت منذ قيامها، واختص بالأمراض الجلدية. أما المهندسالمرحوم فتحي فكان أول من أدخل التيار الكهربائي إلى جنين.

وتابعت د. سونيا: قدّم عمي هدية لبلدية جنين ولأهاليها خلال زياراتها عام 1972، وهي صورة مُوقّعة من رواد الفضاء الثلاثة: نيل آرمسترونغ، ووبز ألدرن،ومايكل كولينز، وقد بحثت عنها، ولم أعثر عليها.

وأنهت: توفي ابن عمي في مدينة هيوستون، بعمر 79 عامًا،في تموز 2007، وسأسعى لنشر مذكراته التي احتفظ بها، فسيرته مُلهمة.

يٌذكرأن وزارة الإعلام في محافظة جنين، تتبعت في الحلقة الأولى من "وجوه"سيرة المؤرخ والمربى الراحل مخلص محوب الحاج حسن، الذي نشر في كتابه "جنين:ماضٍ وحاضر" مقتطفات من حكاية د. عصام النمر وإخوته ووالدهم الطبيب البارع.