حدث في غزة: عروس تستبدل فستان الزفاف الأبيض بملابس الإحرام

حدث في غزة: عروس تستبدل فستان الزفاف الأبيض بملابس الإحرام
فايزة ساق الله وخطيبها محمود أبو الخير
خاص دنيا الوطن
يبدو أن الفستان الأبيض، ليس حلم كل فتاة، فقد كسرت أخصائية العلاج الطبيعي فايزة ساق الله (28 عاما) من غزة هذه الفكرة الشائعة، حين فاجأت عائلتها والمجتمع المحيط بأنها ستستبدل مراسم الزفاف بأداء مناسك العمرة مع خطيبها، وذلك في يوم 7 من الشهر الجاري.

تقول فايزة في حديثها لـ"دنيا الوطن": " أحببت أن أبدأ حياتي مع خطيبي، بداية صحيحة، بعيداً عن العادات والتقاليد،  وكانت فكرتي بأن أستبدل مراسم الزفاف بأداء مناسك العمرة، وذلك لأنني غير مقتنعة بفكرة الأفراح، فهي مضيعة للوقت والنقود".

وأضافت فايزة: "قوبلنا بمعارضة مع الكثير من الأطراف في العائلة، وأيضاً المجتمع بأكمله، كوننا نُخالف عاداته وتقاليده، ولكننا تمسكنا بالفكرة، إلى أن نجحت بفضل الله".

وحول حلم الفستان الأبيض، كشفت فايزة أن الكثير من الناس طرحوا عليها هذا السؤال، لكنها أكدت: "لن أندم طبعاً على قراري، فأنا مقتنعة بالفكرة".

وكشف فايزة أول رد فعل على فكرتها قائلة: "كان رد فعل عائلتي الأولي الرفض، من منطلق "بدنا نفرح فيكي"، لكنني أقنعتهم لاحقاً، وأن أبدأ حياتي الزوجية بالعمرة سيكون أمراً جيداً، وأكثر شخص أخذ مني جهداً لإقناعه، كان والدتي، ولم توافق إلا حين أخبرتها أنني سأقيم حفلة وداع صغيرة عائلية".

ولم يكن حلم أداء مناسك العمرة حديثاً لدى فايزة، فقد تمنتها قبل خطوبتها، تقول: "كنت أتمنى كثيراً أن أؤدي العُمرة، لكنها كانت متوقفة في غزة، وحين استُئنفت رحلات العُمرة، كنت قد ارتبطت، وحين طرحت الفكرة على خطيبي، وافق على الفور، حتى عائلته باركت الفكرة، ودعوا لنا بالتوفيق، وأكدوا لي أنهم معي دائماً".

وتتمنى فايزة أن تكون فكرتها قدوة للجميع: "أشجع الفتيات عليها، مع اختلاف المشاريع التي يُمكن أن يستبدلوا بها مراسم الزفاف، فخلال بحثي وجدت أفكاراً أخرى مُنتشرة في الخارج، فالأقليات المُسلمة في البلاد الغربية تستبدل المهر بالحج، وهناك من يفتتح بقيمة مصاريف الزفاف بئراً للماء في المناطق النائية بأفريقيا، وأفكارا أخرى".


أما خطيبها محمود أبو الخير (31 عاماً)، وهو مُحاسب في إحدى الشركات، أكد لـ"دنيا الوطن" أنها فكرة خطيبته، لكنه أيدها فوراً.

وقال أبو الخير: "اعترضت والدتي في البداية، فأقنعتها أن العُمرة عبادة أفضل من حفلات زفاف، ووافقت شقيقتي الوحيدة على الفكرة وأيدتها وباركتها".

وأضاف أبو الخير: "كل شاب يتمنى أن يعيش لحظة أن يكون عريساً في حفل كبير، لكن العُمرة عبادة تُقربنا إلى الله، أفضل من هذه اللحظة التي أتمناها".

وشرح أبو الخير سبب قرارهم الذي أثار الجدل: "اخترنا العُمرة لأن فايزة كانت تتمناها، وأنا أيضاً كنت أُحضر نفسي لأداء العُمرة قبل أن أرتبط أصلاً، لكن والدتي عارضت ونصحتني بأن أتزوج أولاً، ثم أؤدي العُمرة لاحقاً حين يُيسر الله الأمور، فتصادفت رغبة فايزة مع رغبتي القديمة، فوافقت فوراً".

وعلى خُطى خطيبته، يدعوا أبو الخير الشباب لتعميم التجربة قائلاً: "استبدال مراسم الزفاف بمناسك العُمرة فكرة جيدة، خاصة في ظل الظروف التي يعيشها الشباب في قطاع غزة، فالشاب يصل عمره إلى حقبة الثلاثينات دون زواج، فلو جمع المهر، لن يستطيع أن يثقل كاهله بديون أخرى ليؤمن مصاريف الزفاف المُكلفة جداً، ففكرة العُمرة أفضل، فمن ناحية هي عبادة، ومن ناحية أخرى تٌخفف عن كاهل الشاب الكثير من الديون، أو القروض الربوية، ويدخل في أمور محرمة لإتمام هذا الزفاف، ويثقل كاهل عائلته أيضاً".

وكشف أبو الخير أنه واجه الكثير من ردود الفعل، ما بين مؤيد ومُعارض، وقال أن أكثر من عارضوا بسبب أن خطيبته فايزة هي الابنة الكبرى لعائلتها و"أول فرحتهم"، وختم: "بالنهاية من الصعب أن أرضي الجميع".

التعليقات