أم الانتفاضات

أم الانتفاضات
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
بعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية في عام 1967 سادت حالة من الهدوء في المناطق الفلسطينية، حتى عام 1976 أي ما يقل عن عشر سنوات، حتى انفجر الغضب الفلسطيني دفعة واحدة في يوم الأرض، وهي تظاهرة كبيرة ضخمة، قامت بها الجماهير الفلسطينية في أراضي عام 48 احتجاجاً على مصادرة أراضي الفلسطينيين في سخنين وعرابة ومناطق أخرى.

وجرت مواجهات شديدة بين المواطنين والجيش الإسرائيلي، أما الضفة الغربية، فقد كانت مشاركتها ضعيفة، حتى إن أحد النشطاء الفلسطينيين من طولكرم لم يجد مجالاً للتعبير عن غضبه في الضفة، فتوجه إلى مدينة الطيبة داخل الخط الأخضر، وانضم إلى المواجهات واستشهد، وكان الشهيد الوحيد من الضفة الغربية، واسمه رأفت الزهيري، وهو ينتمي إلى عائلة فلسطينية مناضلة حيث انضم شقيقه الأكبر "سليمان الزهيري" (أبو سمير) وكيل وزارة الاتصالات الفلسطينية حالياً، لحركة فتح مبكراً، وحاول في الثمانينات تفجير سيارة مفخخة في القدس، استهدفت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحق شامير، برفقة المجاهدة عطاف عليان، وفشلت العملية، واعتقل الاثنان لسنوات طويلة، حتى أفرج عنهما بموجب اتفاقية أوسلو.

ومنذ اندلاع يوم الأرض في 30 آذار/ مارس 1976، والانتفاضات لم تهدأ، حيث اتبعت نفس الأسلوب الذي استخدمه أهلنا في مناطق 48 بالحجارة، وما زال هذا الأسلوب يستخدم في كل الانتفاضات والمواجهات مع الاحتلال، حتى أصبحت الحجارة ماركة عالمية للثورات.

وبالرغم من اندلاع عدة ثورات لاحقاً، مثل انتفاضة الأقصى وغيرها، وكانت ثورات مسلحة إلا أنها لم تستغنِ إطلاقاً عن استخدام الحجارة، ولا نستثني حالياً الانتفاضة الأخيرة، والتي تسمى بمسيرات العودة، والتي استخدمت فيها الحجارة، إضافة إلى أحداث النفق 1996 وغيرها.

التعليقات