مشاركة الكتلة في انتخابات الخليل عودة قوية لتحريك المياه الراكدة

رام الله - دنيا الوطن
بعد انقطاع دام أربع سنوات عن مشاركة الكتلة الاسلامية -التيار الطلابي في حركة حماس- في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل، أعلنت الكتلة الاسلامية رسميا المشاركة في الانتخابات التي ستجري مطلع الشهر القادم.

وقالت الكتلة الإسلامية في بيان رسمي لها وزع في الحرم الجامعي نهاية الاسبوع الماضي ونشر على موقعها الخاص: بكلّ قوةٍ وإرادةٍ وصلابة ومن أجل حركةٍ طلابيةٍ رائدة وعلى الرغم من كل الصعوبات، تعلن الكتلة الإسلامية رسميا مشاركتها في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة لهذا العام.. وبذلك نهيب بأبنائنا وكوادرنا ومناصرينا بذل أقصى الجهد وتسخير كلّ الطاقات نصرةً لكتلتنا العملاقة وتمكيناً لبرنامجها النقابي ومبايعةً لمشروعها المقاوم".

واعتبرت الكتلة الإسلامية أن مشاركتها الآن جاءت في الظرف المناسب الذي تتطلبه المرحلة في ظل محاولات لإبعادها عن الساحة النقابية في الجامعات الفلسطينية. وحثت الكتلة الإسلامية كافة الأطر الطلابية على ترسيخ أسس الاحترام المتبادل بين الطلبة والمنافسة الشريفة لخدمتهم والرقي بالعمل النقابي داخل أروقة الجامعة مضيفةً أنّ الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد التي سيلملم من خلالها شعبنا جراحاته وآلامه.

نريد انتخابات نزيهة

كما شددت الكتلة الإسلامية على دعوتها إدارة الجامعة لتوفير الأجواء المناسبة لضمان سير العملية الانتخابية بصورة صحيحة وضمان نزاهتها وعدم تدخل أي طرف فيها والذي من شأنه أن يفشل هذا العرس الانتخابي.

وقال رئيس الكتلة الإسلامية الذي رفض الكشف عن اسمه لدواعي أمنية معلقا على عودة الكتلة للمشاركة في الانتخابات بعد غياب أربع سنوات عن العمل "لقد عانت الكتلة وكوادرها من ملاحقات ومحن متتالية ومرت في سنوات عجاف وقمع وإقصاء، اعتقل المئات من قياداتها وكوادرها من قبل سلطات الاحتلال والأجهزة الأمنية وتعرضوا للتعذيب وغيبوا عن جامعتهم وتعطل تخرجهم من الجامعة سنوات وسنوات، ولا زال أبناء وقيادات من الكتلة الإسلامية يقبعون في غياهب السجون والزنازين عند الاحتلال والسلطة".

تحريك المياه الراكدة

ويضيف رئيس الكتلة " نأمل أن يكون لقرار الكتلة في العودة الى الانتخابات أن يحرك المياه الراكدة وأن يكون للكتلة وكوادرها ومؤيديها دفعة الى الأمام تخدم الحركة الطلابية بعد استراحة مقاتل.

وأشار رئيس الكتلة: رغم مقاطعتنا للانتخابات منذ أربع سنوات إلا أننا لم نغب يوما عن النشاطات الطلابية النقابية وخدمة الطلبة حيث قمنا بتنفيذ برامج ومشاريع ونشاطات تنموية تخدم الطلبة.

وكان ملاحظا خلال الاشهر الاخيرة قيام سلطات الاحتلال والاجهزة الامنية الفلسطينية بملاحقة طلاب وطالبات الكتلة الاسلامية من كافة الجامعات واعتقالهم وتعطيل نشاطاتهم وخاصة قبيل اجراء اية انتخابات في الجامعات الفلسطينية.

واعتبر فراس اطبيش القيادي السابق في الكتلة الاسلامية في جامعة الخليل أن الغياب عن الانتخابات أحيانا له فوائد هامة تتمثل في اعادة التعبئة وتجهيز الترتيبات للانطلاق بنفس جديد ينعكس ايجابا على الطلبة والطالبات، لذلك كان قرار الكتلة الاسلامية للعودة الى الانتخابات قرارا حكيما سيتوجه مؤيديها ومناصريها بالفوز في مقاعد مجلس اتحاد الطلبة من جديد.

نعم للإصرار في المواجهة

وأكد اطبيش "أن ما تعرضت له الكتلة من قمع مزدوج كفيل بأن ينهي وجودها على الساحة الطلابية، لكن إصرار الكتلة وقياداتها وكوادرها وصبرهم وثباتهم على الحق أدى الى ضرب جذورهم في اعماق الارض وأصروا ان يبقوا في الميدان حتى ترتفع افكارهم ونشاطاتهم الى عنان السماء.

وفي ذات السياق قال منتصر شديد القيادي السابق في الكتلة الاسلامية في جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل أن عودة الكتلة الاسلامية في جامعة الخليل للترشح بعد غياب استمر أربع سنوات يأتي بمثابة ومضة تضئ الظلام، ودفعة تأخذ بيد العمل الطلابي نحو التقدم والابداع ويمثل رسالة للذين يعملون على تغييبها الى الأبد.

ويؤكد القيادي شديد ان هذا القرار يأتي في ظل قيام بعض الجامعات بإعلان حظر نشاطات الكتلة الاسلامية داخل الجامعات ردا على احداث غزة، لكن الكتلة مصممة ان تبقى في الميدان رغم كل المؤامرات الكيدية، وستخط طريقها رغم الاشواك ورغم العقبات حالها حال الحركة الاسلامية بكل تياراتها في العالم العربي والإسلامي.

ممارسة العمل الطلابي حق مشروع

واعتبر المحلل السياسي نادر العويوي أن الكتلة الاسلامية وغيرها من الكتل من حقهم ممارسة عملهم النقابي والسياسي داخل الجامعات الفلسطينية بكل حرية لأنهم جزء من نسيج الاجتماع السياسي للمجتمع الطلابي، ولا يجوز باي حال من الاحوار منعهم او الوقوف عثرة أمامهم.

وأضاف العويوي لا ينبغي ان يغيب عن الاذهان ان الكتلة الاسلامية هي شريحة من شرائح شعبنا قدمت الشهداء والاسرى وساهمت في رقي وتقدم حركتنا الطلابية الفلسطينية.

الحرب على تيار المقاومة

وقال الدكتور عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح "من حق الكتلة الإسلامية ممارسة عملها الطلابي كغيرها من الكتل الوطنية الأخرى، وما العقبات التي توضع أمامها إلا لكونها تيارا يؤيد المقاومة والممانعة لذلك تشن عليها حربا شعواء".

واختتم قاسم تصريحه "على الكتلة الإسلامية واجب وطني ينبغي أن تؤديه من خلال إعداد كوادرها لخدمة القضية الفلسطينية ودعمها وتفعيل تيار المواجهة والمقاومة رغم كل التحديات التي تواجهها والعقبات التي تعترض طريقها من اعتقالات وقمع وملاحقة ومؤامرات، وألا تخضع للتهديدات والقرارات الجائرة والملاحقات مهما كان الأمر".