فتح بلبنان: شعبنا يواصل صموده الأسطوري على أرض الآباء والأجداد

فتح بلبنان: شعبنا يواصل صموده الأسطوري على أرض الآباء والأجداد
رام الله - دنيا الوطن
يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى يوم الأرض سنوياً ، رداً على قرار مصادرة الاحتلال الإسرائيلي 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب ، في الثلاثين من آذار عام  1976، والذي كان من أبرز نتائجه استشهاد ستة من الشبان الفلسطينيين ، وقد أصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليدا لشهداء يوم الأرض. 

وأكدت حركة فتح بلبنان بأن يوم الأرض الذي عمدته جماهير شعبنا بدماء الشهداء في الثلاثين من آذار عام 1976، أصبح راسخاَ في وجدان وحياة شعبنا كرمز لتحدي العنصرية الصهيونية ورفضا لقانون القومية  البائد وتأكيداَ معمداَ بالدم على رفض كل مشاريع الاقتلاع والترحيل والتهويد، فقبل 43 عاماَ، خرجت جماهير شعبنا الفلسطيني موحدة في الجليل والمثلث والنقب يتقدمها قادة الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948 في مواجه العنصرية الصهيونية ، وقد التحمت معها جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده للتأكيد على وحدة أهداف شعبنا الفلسطيني في التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمته القدس الشريف وعودة اللاجئين. 

وقال تأتي ذكرى يوم الارض هذه الايام وشعبنا يواصل نضاله بكافة الوسائل وفي مقدمتها المقاومة الشعبية في موجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين ، الذين يسعون وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية للالتفاف على حقوقه المشروعة والقضاء على طموحاته الوطنية من خلال المؤامرة المتجددة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها ، وفي مركز هذا الاستهداف الغاء التمثيل السياسي الفلسطيني الموحد ممثلاَ بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، والقضاء على اهم إنجازات منظمة التحرير المتمثل بتوحيد شعبنا في النضال وإفشال المخطط الصهيوني الذي حاول تصوير الشعب الفلسطيني كمجموعة من المشردين تحل مشاكلهم بالمساعدات الإنسانية والمشاريع الاقتصادية.

وأوضح أنه هذه المناسبة الوطنية ، نذكّر بأن قرار "ترامب" باعتبار القدس عاصمة للاحتلال في 6/12/2017 جاء في الذكرى المئوية لـ "إعلان بلفور"، ولم نستغرب إعلان الرئيس الأميركي إعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان ، فبعد أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس دون أن يجد رد فعل عربي او اسلامي يجلجل الرفض ، بات سهلاً عليه أن يهدي الكيان الصهيوني ما يشاء من أرض العرب ، الذين باتوا غير قادرين حالياً على اتخاذ أي موقف جاد من أي اعتداء على حقوقهم، فهم على صعيد الأمة في حالة ضعف وتشتت.

    لذا ، ففي الذكرى الثالثة والاربعين ليوم الارض المجيد نؤكد على ما يلي:

أولاً : إن الأرض كانت وما زالت تشكل أساسا وجوهرا للصراع مع الاحتلال ونظامه القائم على الابارتهايد ، ولقد برهنت الهبة الشعبية التي خاضها أبناء شعبنا رداً على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في الثلاثين من آذار عام 1976؛  على قوة هذا الشعب وصلابته وعدم قبوله بسياسات دولة الاحتلال وشركائها المرتكزة على  العقلية الإجرامية وثقافة الكراهية التي تغذي العنف والتطرف والقتل والسرقة المتواصلة لأراضينا ومواردنا وهويتنا وموروثنا التاريخي والحضاري والديني"  

ثانياً: أن شعبنا يواصل صموده الأسطوري على أرض الآباء والأجداد، ويدافع عنها بكل ثبات، وسيقرر مصيره عليها، ويعود إليها، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس. وأن كل ما يقوم به الاحتلال في أراضي دولة فلسطين من مصادرة للأرض وبناء المستوطنات عليها، بحماية وشراكة من إدارة ترامب، اعتداء على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأخرها قرار مجلس الأمن رقم (2334) لعام 2016، وأن استيطانها جريمة حرب، لأنه ينتهك تلك القرارات، وينتهك اتفاقية لاهاي لسنة 1907، ومعاهدة جنيف الرابعة لسنة 1949.

ثالثاً: إن جميع القرارات التي اتخذها ترامب لصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف وآخرها الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة هي حبر على ورق ولن تغير من الواقع شيء. 

رابعا : إننا ماضون في مقاومتنا الشعبية ونضالنا الشرعي لتجسيد حقوقنا الوطنية المشروعة ، وتعزيز ثباتنا بمواجهة المشروع الاستيطاني الاستعماري القائم على السرقة والإقصاء والفصل العنصري والتطهير العرقي، وإفشال المحاولات العبثية لاقتلاعنا من أرضنا ومحونا من سياق التاريخ .

خامساً: أن شعبنا الفلسطيني العظيم قدٌم  أغلى ما يملك من أجل الأرض الفلسطينية العزيزة، وأنه ما زال وفيا للأرض، و على خطى الأحبة الشهداء الذين رووا أرض فلسطين بدماءهم الطاهرة الزكية، إنطلاقا من قاعدة دائمة لا تتغير أن الأرض تعني الكرامة والوجود، و، إن الوفاء للأرض يكون بالمحافظة على وحدتها وأصالتها ،وأن تبقى البوصلة متجهة نحو القدس والهوية الوطنية وإعلاء المصالح الوطنية العليا والعلم الفلسطيني المخضب بدماء الشهداء الذين سبقونا على درب  الحرية والاستقلال

سادساً: أن منظمة التحرير ستواصل نضالها لتثبيت شعبنا الفلسطيني على أرضه والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف ، ومواجهة سياسات الإدارة الأمريكية المساندة للاحتلال العسكري والقائمة على مخالفة القانون الدولي وفرض سياسة الهيمنة الفردية على العالم أجمع عبر تشريع الاستيلاء على أراضي الغير، والمساس بشكل مقصود بسيادة الدول وحقوق الشعوب مستخفة بالمنظومة الأممية وقراراتها وقوانينها.

سابعاً: لمناسبة الذكرى الـ43 "ليوم الأرض الخالد"، التي تصادف غدا السبت" نؤكد على مسؤوليات المجتمع الدولي السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية ، لذا يتوجب على المجتمع الدولي في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتنا العادلة والمنطقة والعالم أجمع العمل على ترسيخ المبادئ والقوانين والقيم الإنسانية التي قام عليها ، وذلك عبر مواجهة مفاهيم الشعبويّة والعنصريّة والتطرف والتفرد التي أخذت تجتاح كوكبنا وتقوده نحو موجات متلاحقة من الإرهاب والعنف والفوضى وتقضي بشكل واضح على فرص الأمن والسلام والاستقرار .

ثامناً: نحيي نضالات وصمود أبناء شعبنا وخصوصا في مناطق عام 1948، ونؤكد في هذه المناسبة على وحدة شعبنا الرّازح تحت الاحتلال وفي اللجوء والمنافي كافة ، وعلى تكريس هذه الوحدة في أراضي عامي 1948 و1967، وعلى إن إنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية ؛ يجب أن يكون أولوية قصوى لتعزيز قوتنا في مواجهة السياسات الإسرائيلية – الأمريكية العنصرية الرعناء وتثبيت هويتنا وحقنا السياسي والقانوني والإنساني والتاريخي بتقرير المصير وحق العودة للاجئين ، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

  تاسعاً: نؤكد على ان الجولان جزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية وستبقى كذلك ، ونعلن عن وقوفنا بجانب سورية الشقيقة لمواجهة اي عدوان أمريكي-صهيوني على الجولان المحتل ، ونعلن ان قرار ترامب باطل ولا يكتسب أية صفة قانونية او شرعية.

نتوجه لجماهير شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالتأكيد على العهد والقسم وأمانة الشهداء ، و أن تبقى الأرض وعلى رأسها القدس البوصلة والعنوان والهدف ، وأن الوفاء للشهداء يكون بالوفاء للأرض وللدماء التي سالت من أجلها .

التعليقات