فتح بلبنان تدعو لإسقاط صفقة القرن ورفض فصل غزة عن الضفة

فتح بلبنان تدعو لإسقاط صفقة القرن ورفض فصل غزة عن الضفة
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في لبنان، بياناً صحفياً بمناسبة يوم الارض، والذي يصادف غدا السبت الثلاثين من آذار/مارس.

ودعت الحركة، أنه في هذا اليوم التاريخي، الجميع لإسقاط (صفقة القرن)، ورفض فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، حتى لا يتم ارتكاب جريمة تصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق الحلم الاسرائيلي وتحويل اراضي الضفة الغربية بما فيها القدس إلى دولة قومية يهودية على حساب الحقوق الفلسطينية التاريخية.

وجاء نص البيان كالتالي.. 

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح والمجاهد في كل الاراضي الفلسطينية والتاريخية، وفي كل بقاع العالم حيث تعيشون كلكم أملٌ وثقة بالعودة إلى حيث الاراضي المباركة، التي أحتضنت رفات أجدادنا وآبائنا، وتعتزُّ بأجساد شهدائنا، ودماء جرحانا، وصبر أسرانا على عذابات الزنزانة.

إنَّ يوم الأرض بكل تفاصيله، وما أحاط به من ظروف وأحداث مؤلمة لكنها مشرِّفة في السجل الوطني ليست مجرد محطة، وانما هي مفصل تاريخي وسياسي في مسيرة شعبنا الفلسطيني الكفاحيه للحفاظ على حقوقه، وأرضه، ووجوده. ففي 30/3/1976 انتفض الشعب الفلسطيني العربي في الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948.

إنَّ العامل الأساس الذي أوصل الأمور إلى مرحلة النضوج الثوري هو مجموعة القرارات التي سنَّتها حكومة الاحتلال من أجل مصادرة الاراضي العربية التي هي أصلاً ملك للقرى والبلدات العربية، وتنفيذ هذه القرارات أدى إلى إغلاق المنطقة(9)، والتي فيها قرى مثلث يوم الارض (سخنين وعرابة ودير حنا) وتصل مساحة الارض المهددة بالمصادرة  إلى 13500 دونماً.

وقد صدر العديد من القوانين لتحقيق هذا الهدف، ومنها قانون الارض البور، وقانون أملاك الغائبين، وقانون المواطنة والعودة، وقانون استملاك الاراضي.

وفي مجال الإعداد والتحضير لهذا اليوم الوطني قام رؤساء المجالس خاصة في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، إضافة إلى لجان الدفاع عن الارض بتعبئة الجماهير والفعاليات من أجل التحرك الشعبي ضد مصادرة الاراضي، والتقى هؤلاء في 14/3/1976، واتفق على التوجهات الأولية، ثم كان الاجتماع الثاني الموسَّع في مدنية الناصرة حيث تم اعتماد اجراءات بالغة الأهمية أهمها الاعلان عن يوم 30/آذار/1976 إضراباً شاملاً للأقليمة العربية في مناطق 1948، ثم كان الاجتماع الأهم في 25/3/1976 لرؤساء السلطات المحلية في شفاعمرو لاتخاذ القرار النهائي بخصوص إضراب 30 آذار، ورغم محاولة البعض شق الصف إلاَّ أن الغضب الجماهيري، والاصرار الشعبي على الإضراب رجَّح كفة إعتماد قرار الاضراب في تاريخه في 30/3/1976. في هذا الاضراب التاريخي شارك ما يزيد على 80% من الجماهير العربية في أراضي الثمانية والاربعين وأسفرت المواجهات بين أهالي فلسطين المضريين وقوات الاحتلال عن استشهاد ستة شهداء ما زالت أسماؤهم ناصعة في تاريخنا الفلسطيني وهم:

1- خديجة شواهنه.

2- خير ياسين من عرابة البطوف.

3- رجا أبو ريَّا من سخنين.

4- خضر خلايلي من سخنين.

5- رأفت علي زهيري من مخيم نور شمس، طولكم.

6- محسن طه من كفر كنَّا.

أضف إلى ذلك سقوط عدد كبير من الجرحى، وذلك بسبب إستخدام قوات الاحتلال الرصاص والسلاح بمختلف أنواعه.

لا شك أنَّ يوم الارض جاء بعد نضوج الوضع السياسي العربي إثر الحرب التي جرت العام 1973، والتي سُمِّيت مصرياً بحرب رمضان المجيدة، وسوريا سمَّتها حرب تشرين، وقد رفعت هذه الحرب الجانب المعنوي عربياً وفلسطينياً رغم أنَّ النصر لم يكتمل بسبب التدخل الاميركي.

كذلك فإن بروز دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، ورائدة للكفاح الوطني الفلسطيني، شجَّع جماهير شعبنا في الداخل لاستنهاض دورهم في مواجهة الاجراءات العنصرية والانتقامية التي يعتمدها الكيان الصهيوني ضد مصالح العرب الفلسطينيين،  خاصة أنه كيانٌ صهيوني يسعى إلى طمس الحقوق العربية لفلسطينيي الداخل. 

وهذا الواقع العدائي العنصري عبَّر عنه أساتذة جامعات ومثفقون إسرائيليون، أمثال البروفسور آرنون سوفير المحاضر في جامعة حيفا، والذي كان يرى في وجود الأقلية العربية خطراً قادماً على الديموقراطية الاسرائيلية.

إن قادة الكيان الصهيوني وخاصة مناحيم بيعن كانوا ينادون ويسعون إلى تحقيق الإبعاد القسري والطوعي للعرب، من هذه الأرض.

إنَّ انتفاضة يوم الارض في 30/3/1976 والتي قدمت ستة شهداء وعشرات الجرحى، أعطت ثمارها السياسية المطلوبة، واجبرت الحكومات الصيهونية على وقف المصادرة العلنية للاراضي العربية، وازداد اهتمام هذه الحكومات والاحزاب بشؤون العرب هناك، وتشكيل اللجان المشتركة من الطرفين للبحث في شؤون الأقليات العربية، والدعوة إلى المساواة داخل المجتمع اليهودي،  والمساعدة على تأسيس أحزاب عربية يمكن التفاهم معها.

والذي لا شك فيه أن هذه المحطة من محطات العمل السياسي الفلسطيني عزَّزت ثقة القيادات الفلسطينية في الداخل بأنفسهم، وأنهم قادرون على أخذ القرارات الحاسمة والمتعلقة بواقعهم ومستقبلهم، دون وصاية أو تدخَّل من أحد.

هذا اليوم التاريخي الذي حمل اسم يوم الارض، أصبح محطةً ومنارةً تشدُّ الأجيالَ الفلسطينية في الداخل وفي الخارج، للالتفاق والتضامن حول حقوقهم الوطنية والتاريخية.

ونظراً لأهمية هذه المحطة الوطنية، فقد التزمت قيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ببرنامج مواجهة أسبواعياً في كل يوم جمعة، حيث كانت المشاركة الشعبية واسعة إلى جانب أطقم الاسعافات، والصيادين، ورجال الصحافة والاعلام، واستمر هذا الالتزام على مدار سنة كاملة مما أدى إلى استشهاد اكثر من مئتين وستةِ وستين من شباب وأطفال وفتيات قطاع غزة، وإصابة ما يزيد على ثلاثين ألف وثلاثماية وثمانية وتسعون جريحاً لكنَّ أهل القطاع الصامد ظلوا على وفائهم لمبادئهم الاساسية، وخاصة الحفاظ على الوحدة الوطنية في إطار م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيي، والحفاظ على التراب الوطني لدولة فلسطينن موحداً مهما كلَّف الأمر.

أمام كل ما ذكرنا، ووفاء منّا جمعياً لشهداء الارض ويوم الارض، على كافة الفصائل الفلسطينية التي تعتز بانتمائها الوطني الفلسطيني، أن تبادر فوراً إلى إغلاق صفحة الصراع الداخلي، والذهاب باتجاه الوحدة الوطنية، والاعتذار من الشعب الفلسطيني المكلوم، والذي ينزف حزناً وألماً، خاصة في قطاع غزة الذي يجب أن يبقى دائماً ساحةً للعمل الوطني الفلسطيني، ومقبرةً لجنود الاحتلال، وليس مقبرةً لأحلامنا وتطلعاتنا الوطنية التاريخية.

في هذا اليوم التاريخي، وفي هذه المحطة الوطنية المشرِّفة التي صنعناها بالدم، فإننا ندعو الجميع إلى إسقاط صفقة ترامب الصهيونية، ورفض فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، حتى لا نكون نحن من يرتكب جريمة تصفية القضية الفلسطينية، وجريمة تحقيق الحلم الصهيوني، وتحويل أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس إلى دولة قومية يهودية على حساب حقوقنا التاريخية.

نؤكد في هذا اليوم التاريخي ضرورةَ حماية وتكريم شعبنا العظيم، شعب الشهداء والتضحيات، فهو شعب يستحق الاحترام والتقدير، وهو صاحب القرار، وله بالتالي حرية الخيار، ومن حقه منحه الفرصةَ كي ينتخب ويختار من يقوده إلى برِّ الامان، واستكمال مسيرة الكفاح الوطني معتزاً بالعنفوان الوطني المشهود.

إنَّ خياراتنا واضحه ومعززة عبر المؤتمرات الوطنية الجماعية، وعبر مؤسساتنا الوطنية، فنحن نؤمن بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ونرفض الاستيطان على أرضنا، ونحارب كل عمليات التهويد، والأسرلة لمقدساتنا الاسلامية والمسيحية.

كما أننا ندعو إلى تطبيق القرار 194 الخاص بحق العودة لشعبنا إلى الاراضي المحتلة التي هُجِّر منها قسراً، ونيله كافة حقوقنا، وبالتالي نحن لا ننتظر الصدقةَ علينا من أي طرف، وانما نريد حقوقنا كاملةً، فنحن دفعنا ثمنَ حريتنا، واستعادة حقوقنا الوطنية من دماء شهدائنا، ومن آلام وعذابات شعبنا.

إنًّ هذه الثوابت الوطنية التي اكدتها القيادة الفلسطينية وخاصة سيادة الرئيس أبو مازن الذي تصدى منذ البداية للمؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة من خلال ترامب وفريقه، وقال: لا لترامب وزمرته ، ولا لتدميره قرارات الشرعية الدولية، ولا لتمكينه العدو الصهيوني من الهيمنة والسيطرة على كافة الاراضي الفلسطينية وتهويدها، وأيضاً أخذ القرارات  السياسية الواضحة بخصوص ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني في تحدٍ سافر للأمة العربية.

بصمود شعبنا، وقدرته على فرض الوحدة الوطنية، وتصعيد المقاومة الشعبية، والتعبئة الجماهيرية يكون شعبنا كتلةً واحدةً متماسكة بوجه الاحتلال الاسرائيلي، ومن يقف إلى جانبه من أعداء أمتنا.

التعليقات