85% من فلسطين مُحتلّة... فما قصة يوم الأرض؟

85% من فلسطين مُحتلّة... فما قصة يوم الأرض؟
رام الله - دنيا الوطن
يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار/ مارس من كل عام ذكرى "يوم الأرض" للتعبير عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ نسبة الفلسطينيين حالياً حوالي 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية.

وتعود أحداث "يوم الأرض" لآذار/ مارس 1976 بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي الفلسطينية، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، وأندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات "الصهيونية" بصفة جماعية وطنية فلسطينية.

الشهداء السته

وفي تفاصيل الحدث تعود البداية إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل).

 وفي هذا السياق، صادقت الحكومة الإسرائيلية ، في 29 شباط/ فبراير 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينين من بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات؛ علماً بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث؛ إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948. 

في أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 1975؛ لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة؛ واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 آذار/ مارس 1976.

سارعت السلطات الإسرلائيلية  في 29 آذار/ مارس 1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة ، وكابول- من الساعة الخامسة مساءً. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار على "المحرضين"؛ بهدف منع تنفيذ الإضراب.

رغم التهديدات الإسرائيلية عم الإضراب كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا؛ وخرجت المسيرات العارمة المنددة والرافضة لقرار مصادرة الأرض؛ فكان الرد الإسرائيلي لكسر الإضراب، عسكري دموي بقيادة الجنرال "رفائيل إيتان"؛ إذ اجتاحت قواته، المدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي ستة شهداء: أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة؛ ويصاب العشرات بجراح. 


واستعرضت الدكتورة علا عوض رئيس الاحصاء الفلسطيني عشية الذكرى السنوية الـ 43 ليوم الأرض الذي يصادف يوم 30/03/2019 بالأرقام والإحصائيات، على النحو الاتي.

مصادرة مستمرة للأراضي

استغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تبلغ مساحتها 3,375 ألف دونم، حيث تبلغ مساحة الأراضي التي يستغلها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في المناطق المصنفة (ج) حوالي 2,642 ألف دونم وتشكل ما نسبته 76.3% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، فيما تبلغ المساحة المصنفة (أ) حوالي مليون دونم، وتبلغ المساحة المصنفة (ب) حوالي 1,035 ألف دونم، وتبلغ المساحة المصنفة "أخرى" حوالي 250 ألف دونم وتشمل (محميات طبيعية و J1 و H2 في الخليل، ومساحات مناطق غير مصنفة)، وقد صادق الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2018 على مصادرة نحو 508 دونمات من أراضي الفلسطينيين، بالإضافة الى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين من خلال توسيع الحواجز الإسرائيلية وإقامة نقاط مراقبة عسكرية لحماية المستعمرين.


نهب الأراضي الزراعية

تبلغ مساحة الأراضي المصنفة على أنها عالية أو متوسطة القيمة الزراعية في الضفة الغربية حوالي 2,072 ألف دونم، وتشكل حوالي 37% من مساحة الضفة الغربية، لا يستغل الفلسطينيين منها سوى 931.5 ألف دونم وتشكل حوالي 17% من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر الاجراءات الاسرائيلية أحد أهم أسباب عدم استغلال الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، حيث تشكل المناطق المصنفة (ج) حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة، الأمر الذي أدى الى حرمان الكثير من المزارعين من الوصول الى أراضيهم وزراعتها أو العناية بالمساحات المزروعة فيها مما أدى الى هلاك معظم المزروعات في هذه المناطق، بالاضافة الى تجريف المزروعات واقتلاع الأشجار حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف واقتلاع 7,122 شجرة خلال العام 2018، وبذلك يبلغ عدد الأشجار التي تم اقتلاعها أكثر من مليون شجرة منذ العام 2000 وحتى نهاية العام 2018، وتم تحويل آلاف الدونمات للمستعمرين لزراعتها حيث بلغت المساحة المزروعة في المستعمرات الإسرائيلية في العام 2018 حوالي 110 آلاف دونم غالبيتها من المزروعات المروية.

المستعمرات الإسرائيلية: توسع مستمر

بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2017 في الضفة الغربية 435 موقع، منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية، وشهد العام 2018 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادق الاحتلال الاسرائيلي على بناء حوالي 9,384 وحدة استعمارية جديدة، بالاضافة الى إقامة 9 بؤر استعمارية جديدة.

بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية 541.5 كيلو متر مربع كما هو الحال في نهاية العام 2018، وتمثل ما نسبته حوالي 9.6% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، مما يحرم المزارعين والرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى مزارعهم ومراعيهم، كما ويضع الاحتلال الإسرائيلي كافة العراقيل لتشديد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي الكاملة، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية.

أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 653,621 مستعمراً نهاية العام 2017، ويتضح من البيانات أن حوالي 47% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 306,529 مستعمراً منهم 225,335 مستعمراً في القدس J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 22.6 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.

قطاع غزة: حصار مستمر وكثافة سكانية عالية

وقد اقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة والذي يعتبر من اكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5,204 فرد/كيلومتر مربع بينما تبلغ الكثافة السكانية في الضفة الغربية حوالي 509 فرد/كيلو متر مربع.

القدس: تهويد مكثف وممنهج

في الوقت الذي يقوم به الاحتلال الاسرائيلي بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، قام الاحتلال الاسرائيلي في العام 2018 بإصدار أوامر ترحيل 12 تجمعاً بدويا شرقي القدس تضم حوالي 1,400 نسمة ضمن الجهود الرامية لتهويد القدس.

وخلال العام 2018 قام الاحتلال الاسرائيلي بالمصادقة على تراخيص بناء 5,820 وحدة استعمارية، أضف إلى ذلك جدار الضم والتوسع الذي يحيط بالقدس ويبلغ طول الجزء المكتمل منه 93 كم ويعزل حوالي 84 كيلومتر مربع من مساحة محافظة القدس، في حين يبلغ طول الجزء غير المكتمل 46 كم وسيعزل حوالي 68 كيلومتر مربع من مساحة محافظة القدس، كما هدم الاحتلال الاسرائيلي 215 مبنى في محافظة القدس، مما أدى الى تهجير 217 نسمة منهم 110 أطفال.

هدم المساكن والمنشآت

قام الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2018 بهدم وتدمير 471 مبنى، منها حوالي 46% في محافظة القدس بواقع 215 عملية هدم، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 157 مبنى سكني و314 منشأة، كما أصدر الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2018 أوامر بهدم 546 مبنى في الضفة الغربية والقدس, في الوقت الذي تزداد فيه حاجة الأسر الفلسطينية للوحدات السكنية، حيث أفادت معطيات مسح ظروف السكن 2015، أن حوالي 61% من الأسر في فلسطين تحتاج إلى بناء وحدات سكنية جديدة خلال العقد القادم.

انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي بحق الانسان الفلسطيني

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو 100,000 شهيد ، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,811 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 27/03/2019، ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 312 شهيداً منهم 57 شهيداً من الأطفال وثلاث سيدات، فيما بلغ عدد الجرحى خلال العام 2018 حوالي 29,600 جريحاً، أما عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي كما هو في نهاية العام 2018 فبلغ 6,000 أسيراً (منهم 250 أسيراً من الأطفال و54 امرأة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2018 حوالي 6,500 حالة، من بينهم 1,063 طفلاً و140 إمرأة.

التعليقات