المجموعة النسائية الفلسطينية الأردنية: التأكيد على أهمية الحوار بموائد السلام النسوية

رام الله - دنيا الوطن
أشادت مجموعة من النساء الفلسطينيات والأردنيات بالحوار الدائر في مائدة السلام النسوية الفلسطينية للوصول إلى خطاب نسوي توافقي، ودعون إلى مواصلته وتوسيعه ليشمل النساء الفلسطينيات في الشتات، وخاصة في الأردن، كما طالبن بضرورة تعميم هذه التجربة في البدان العربية للوصول إلى خطاب نسوي عربي توافقي تقدمي.

وتطرقت المشاركات إلى أهمية أخذ البعد العربي للخطاب النسوي الفلسطيني في الحوارات، والتركيز بشكل أكبر  على   المشروع التحرري الفلسطيني، وعلى دور الاحتلال وما يخلقه من تحديات ومعيقات تواجه النساء الفلسطينيات، وما يرتكبه من جرائم بحق النساء، وخاصة الأسيرات، إضافة إلى التركيز على التحديات التي تواجه الفلسطينيات في الشتات، وكذلك في الداخل الفلسطيني بفعل الانقسام، وانعكاسات اتفاق أوسلو، والتمييز الذي تمارسه السلطة والأحزاب ضد المرأة.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) بالتعاون مع منظمة "نساء من أجل السلام عبر العالم، والاتحاد العام للمرأة الأردنية، عقدت في مقر الاتحاد في العاصمة الأردنية عمّان، بتاريخ 25 آذار، بمشاركة مجموعة من النساء القياديات والأكاديميات الناشطات في مجال حقوق المرأة. وقد أدارت الحوار د. فيحاء عبد الهادي، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، والمنسقة الإقليمية لمنظمة "نساء من أجل السلام عبر العالم".

افتتحت الورشة أ. آمنة الزعبي، رئيسة اتحاد المرأة الأردنية، مرحبة بالحضور، ومشيدة بالعمل الجاري في إطار مائدة السلام النسوية، موضحة أن هذا المشروع  يمثل مطلبًا للحركات النسوية العربية لتطوير خطاب نسوي تقدمي يتجاوز التحديات. واعتبرت هذه الخطوة في طرح وثيقة "نحو خطاب نسوي توافقي" بداية لحوار سيتمد ويتوسع على مستوى فلسطين، ليكون حوارًا على مستوى الوطن العربي.

بدورها، قدمت عبد الهادي، نبذة عامة عن مائدة السلام الفلسطينية منذ العام 2015، ووضعت المشاركات بصورة مائدة السلام للعام 2018-2019، إذ أشارت إلى أن المائدة عقدت 3 اجتماعات تحضيرية في كانون الأول 2018 وشباط 2019 تناولت البحث في الآليات الملائمة لمناقشة الأمور غير المتوافق عليها في وثيقة نحو خطاب نسوي توافقي"، وتحويل التوصيات التي تم التوافق عليها إلى آليات، إضافة إلى اقتراح آليات للتشبيك والعمل المشترك في القضايا المتوافق عليها، مضيفة أن هدف هذه الورشة التشاور مع النساء الفلسطينيات في الشتات حول الوثيقة.

وأشارت عبد الهادي إلى أن الحوار خلال موائد السلام الفلسطينية ضم نساءً من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، إضافة إلى نساء فلسطينيات في الأردن ولبنان، من كل الخلفيات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني والنساء المستقلات، فضلًا عن رجال يتبنون ويدعمون الفكر النسوي.

وأضافت عبد الهادي أن أبرز النقاشات لمائدة السلام النسوية 2018-2019 ركزت على توسيع الحوار ليشمل قطاعات مختلفة، ونساء فاعلات في الميدان، إضافة إلى إشراك الشباب والشابات، وزيادة تمثيل الرجال ممن يتبنون الفكر النسوي. كما أوصت الحوارات ببدء بحملات مناصرة حول القضايا التي تم التوافق عليها حاليًا، مثل دعم الأسيرات، والتمكين الاقتصادي للنساء، وإنهاء الانقسام، وغيرها من القضايا.

دعت المشاركات إلى التركيز على أهمية إشراك أكبر عدد ممكن من النساء، وتطوير أدوات لدمج الشباب في الحوار، وتثقيفهم/ن بالحقوق الفلسطينية والثوابت وقضايا الشرعية الدولية، وخلق حوار وطني ونقاش حول القضايا التي يتم عرضها حتى داخل التيارات الواحدة، مع التركيز على النقاط المشتركة والعمل الجماعي لتحقيقها، مع ضرورة إبراز البعد العربي للقضية الفلسطيينية والتركيز على حق العودة، في حين طالب بعضهن إلى ضرورة إدراج قرارات مجلس الأمن المختلفة، مثل قرار 149، من ضمن المرجعيات.

وأشار بعض المشاركات إلى أهمية التركيز على دور الأحزاب، كونها قوى سياسية واجتماعية منظمة قادرة على حمل النضال الوطني، في حين طالبت أخريات بالضغط على كل الجهات، السلطة والفصائل، لإنهاء كل التشريعات التي تحد مشاركة النساء في صنع القرار، إضافة إلى التحرك من الداخل لعمل تغير مجتمعي والتأثير على المنظومة القيمية للمجتمع بما يمكننا من بناء خطاب ديموقراطي وطني باتجاة الدولة المدنية.

كما طالبت مشاركات بأن يكون الخطاب نسويًا، وينطلق من منظور حقوقي، لا سيما أن النساء يختلفن في الخلفيات والأيديولوجيات.

التعليقات