شو وين؟!

شو وين؟!
أحمد حسن الزعبي

ولأن الحال من بعضه كان يتناوب ختيارية الحارة السهر كل ليلة في منزل أحدهم حتى لا يثقلوا على المعزّب الدائم .

المسألة ليست بحاجة إلى تنسيق عالٍ فالأمور متروكة للصدفة وللتقدير الذاتي إذا فرغوا من صلاة المغرب وكانوا على مقربة من بيت أبي يحيى تكون «التعليلة» في ذلك اليوم في بيت أبي يحيى وإذا قاموا بواجب العزاء لأحد مناقيص البلدة وكانوا بالقرب من منزل فالح الأطرم انعقدت السهرة في ذلك اليوم في دار فالح الأطرم وإذا وقفوا على «بكم خضرة» والبكم اصطف بالقرب من محل مصطفى فغاغا أو على زاوية دار ابن تركية الكل اجتمع في محل مصطفى فغاغا أو في مضافة ابن تركية..

لكن ما لفت انتباه أهل الحي جميعاً أن طيلة السنوات الماضية لم تحكم الصدف وتكون «القعدة» في بيت «فؤاد اللهس»،

كما لم يبادر الرجل إلى استضافتهم ولو مرّة واحدة على سبيل التغيير، كما أنه كان يتهرّب في كل مرّة يشعر بأنه ملزم بأداء واجبه يتصّلون به.. فاضي نيجيك؟…واالله «ممغوص شوي ومقشعر لمرة ثانية إن شاء االله إحنا قريبين منك واالله أنا

مش بالدار حتى وأن وضعوه تحت الأمر الواقع ووقفوا في حوش بيته..كان يخرج إليهم بثقة عالية في النفس ويقول «ها وين التعليلة اليوم» ينظر الصحب في وجوه بعضهم بعضاً ثم يتبرّع أقربهم جغرافياً للمكان بالاستضافة..

ذات يوم قررّ الجميع سراً وبالتنسيق المسبق وضع الحج فؤاد أمام واجباته و تحت الأمر الواقع علّه يقوم بما لم يقم به منذ سنوات بدأ التلميح يتصاعد لو حدا يعزمنا على طبخة أذان الشايب واالله لنكيف»..

التزم فؤاد اللهس الصمت..قال ثاني: لا «منسف» أدسم وأزكى بدنا منسف!..حاول الرجل أن يلتهي بأي شيء ويزيد من صوت التسبيح في المسبحة

قال ثالث: منسف وعليه كباب برغل..شو رأيك يا حج فؤاد؟…

فرك فؤاد اللهس المسبحة بيديه قليلاً..ثم قال: (جيرة االله بكرة كلكم جميعاً زغاركو وكباركو) صمت قليلاً فحبس الحضور أنفاسهم ولم يصدّقوا ما يسمعون وقد أحسوا أن خطّتهم نجحت ثم أكمل: (زي ما قلت جيرة االله بكرة كلكو جميعاً زغاركو واكباركو عشاكو عند ابو يحيى وجيرة االله قولوا تم).

التعليقات