الميزان يستنكر التصعيد الحربي الإسرائيلي ويطالب بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين

رام الله - دنيا الوطن
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدءاً من حوالي الساعة 17:55 من مساء الاثنين الموافق 25/3/2019، غارات مكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، استمرت حتى ساعات فجر الثلاثاء الموافق 26/3/2019، وبلغت في مجموعها (23) غارة، استخدمت خلالها (72) صاروخاً، وطالت تلك الغارات (3) بنايات سكنية، وممتلكات أخرى عامة وخاصة، و(13) موقعاً أمنياً، وأراض مفتوحة. هذا بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي طال مناطق عدة شرقي قطاع غزة. وتسببت الهجمات الحربية في إلحاق أضرار بالغة في ممتلكات المواطنين، كما تسببت في إصابة مواطنين اثنين بجراح مختلفة، في حين أثارت تلك الغارات حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين ولاسيما الأطفال.

وبحسب المعلومات الميدانية التي جمعها باحثو مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد طالت الغارات شركة تجارية وبنايتين سكنيتين، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 18:40 من مساء الاثنين الموافق 25/3/2019، بخمسة صواريخ مقر شركة الملتزم للتأمين، الواقعة في الطبقة الأرضية من عمارة الغزالي المكونة من ثلاث طبقات، وتقع مقابل منتزه البلدية وسط مدينة غزة. كما طال القصف بناية سكنية أخرى تعود لعائلة الغزالي وهي ملاصقة للبناية الأولى وتبلغ مساحة البناء في العمارتين (662) متراً مربعاً، وتحويان 10 شقق سكنية، يقطن فيهما (6) عائلات، بمجموع (29) فرداً، من بينهم (19) طفلاً، و(5) نساء، ويمتلك البناية الأولى المواطن زهير تيسير كامل الغزالي وشقيقه محمد. ويمتلك البناية الثانية أبناء المرحوم كامل الغزالي، وأدى القصف إلى تدمير البنايتين وشركة التأمين بشكل كلي، كما ألحق أضراراً في العديد من منازل المواطنين المجاورة.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 19:20 من مساء اليوم نفسه، مقر جهاز الأمن الداخلي "قصر الحاكم" التابع لوزارة الداخلية بمنطقة أنصار غرب مدينة غزة، وبناية حسونة السكنية، في المنطقة نفسها، بثمانية صواريخ. وهي بناية مكونة من 4 طبقات، وتحتوي على 8 شقق سكنية، ومقامة على مساحة 300 متر مربع، يقطنها (9) عائلات، مجموع أفرادها (41) فرداً، من بينهم (25) طفلاً، و(9) نساء. وأدى القصف إلى تدمير البناية بشكل كلي، وإلحاق أضرار جزئية في العديد من المنازل المجاورة.

قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:20 من مساء اليوم نفسه، بأربعة صواريخ، مقر مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الكائن في شارع النصر خلف عيادة السويدي بجوار مجلس القضاء الشرعي شمال غرب مدينة غزة، وأسفر القصف عن تدمير المبنى بشكل كلي، وإصابة أحد المواطنين بجراح، كما لحقت أضرار مادية بمقر الجمعية الفلسطينية للتنمية والإعمار "بادر" والعشرات من منازل المواطنين.

وفي سياق متصل استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية عند حوالي الساعة 18:55 من مساء اليوم نفسه، مجموعة من المواطنين، في منطقة تلة المنطار شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة مواطن بشظايا في جميع أنحاء الجسد.

كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:50 من مساء اليوم نفسه، بصاروخين مرفأ الصيادين على شاطئ بحر مدينة خان يونس، ما أسفر عن تدمير قاربين يتبعان للشرطة البحرية، وإلحاق أضرار في (7) قوارب صيد، وفي شباك ومعدات الصيد التابعة للصيادين في المكان.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد للهجمات والتصعيد الإسرائيلي، فإنه يحذر في الوقت ذاته من توسيع قوات الاحتلال من دائرة عدوانها، وذلك في ظل صمت المجتمع الدولي، وفي ظل التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ما قد يدفع بانهيار الأوضاع الإنسانية بشكل كامل، وتقويض أسس الأمن والاستقرار، الأمر الذي سيدفع المدنيون ثمنه.

عليه، فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء حصار غزة، الذي يفضي إلى كوارث إنسانية تتسبب في استمرار وتجدد الصراع، واتخاذ الخطوات الكفيلة بإنهاء حصار غزة، والعمل على ضمان مسائلة ومحاسبة كل من يشتبه في تورطهم بانتهاك القانون الدولي، ولاسيما في ظل تكرار استهداف المدنيين والأعيان المدنية خلال الهجمات الحربية.