بعد الجولان.. هل تُعلن واشنطن ضم الضفة الغربية لإسرائيل والاعتراف بغزة دولة

بعد الجولان.. هل تُعلن واشنطن ضم الضفة الغربية لإسرائيل والاعتراف بغزة دولة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
خاص دنيا الوطن - هيثم نبهان
جدلٌ كبير أثارته تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول هضبة الجولان المحتل، وذلك بعد عدة أشهر من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وقال ترامب في تغريدته: أنه آن الأوان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، مما أثار غضباً واستنكاراً من عدة دول عربية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن الجولان تعدّ أرضاَ سورية محتلة.

ويصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة يوم الأحد، حيث يلتقي ترامب الذي من المتوقع وفق هيئة البث الإسرائيلية (مكان) أن يوقع على مرسوم يقضي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

على الصعيد الفلسطيني، علّق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات على هذا التصريح من قبل الرئيس الأمريكي، بأن الخطوة المقبلة، ستكون ضم الضفة الغربية لإسرائيل، والاعتراف بدولة غزة تحت راية حركة حماس.

وتساءلت "دنيا الوطن" حول التوقعات لما بعد خطوة الجولان والتي حسب رأي العديد من المراقبين، بأنها لم تكن متوقعة، وهل يمكن أن تشمل الخطوة المقبلة، قرارات تتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة.

المحلل والكاتب السياسي، أحمد رفيق عوض لا يعتقد أن إسرائيل ستقدم على ضم الضفة الغربية، لأن ضم الضفة، يعني ذلك إضافة مليوني فلسطيني الى إسرائيل، وبالتالي هذه الخطوة تضر إسرائيل، لأنها لا تضمن الأغلبية اليهودية بذلك.

وقال في تصريحات خاصة لـ" دنيا الوطن": هكذا خطوة يمكن أن تزيد الضغط على إسرائيل أمنياً واقتصادياً، لذلك هي لا تريد الفلسطينيين، بل تريد أرضهم.

وأضاف: "إسرائيل قد تضم المستوطنات وغور الأردن، ولكن لن تضم السكان، مصلحتها أن تبقي الفلسطينيين بمعازل، ومناطق مغلقة تحت حكم ذاتي ضيق أو موسع، هي تقبل أن تكون دولة احتلال، ولكن لن تقبل دولة ذات قوميتين، وبالتالي لا اعتقد أنه يمكن أن تضم السكان بل ستضم الأرض".

وأكد عوض أنه "بإعلان ترامب قبوله بسيادة إسرائيل على الجولان، فإن الرئيس الأمريكي يضع سلوكاً جديداً عالمياً، يتجاوز القانون الدولي والأعراف الدولية، وهو يدفع إسرائيل بذلك لمواجهة العرب، ويستهين بالمنطقة".

وفي سؤاله حول وضع قطاع غزة، خلال الفترة المقبلة، قال المحلل والكاتب السياسي: "بالنسبة لغزة، قد يكون هناك تحرك سريع، قبل الانتخابات الإسرائيلية، وقد تكون أحداث غير متوقعة، إما التهدئة أو الاشتباك الفعلي، فحماس تريد أن تحقق شيئاً قبل هذا التاريخ، وإسرائيل تريد كسب الوقت، حتى لا تؤثر على قرار الناخب الإسرائيلي". 

ويرى المحلل والكاتب السياسي، طلال عوكل، أن تصريحات عريقات بأن الخطوة المقبلة قد تكون ضم الضفة الغربية والاعتراف بغزة كدولة، يمكن أن يكون وارداً، في ظل المخطط الأمريكي الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه إذا لم يُفتح باب المفاوضات، وفي ظل معاندة الفلسطينيين في رفض (صفقة القرن)، فإنه في النهاية الولايات المتحدة، ستفرض الصفقة كما تشاء، مع تعديلات إسرائيلية لصالح إسرائيل.

وأضاف: "المخطط واضح بأن ترامب، يتبنى ما تفكر به السياسة الإسرائيلية، يعني أنه سيأتي وقت، ربما ليس بعيداً، يعلن من خلاله السيادة الإسرائيلية على المناطق (C)، لذلك ما تبقى من هذا العام، يمكن أن يشهد قرارات خطيرة جداً، لأن العام المقبل هو عام انتخابات".

وشدّد على أنه قد يلجأ ترامب أو يتخذ قراراً مثل خطوة ضم مناطق (C) لإسرائيل، وأن يعلن غزة مكان الدولة، وسيترك الأمر الواقع يسير بهذا الاتجاه.

وقال عوكل: نتنياهو تحدث في الموضوع سابقاً لكن لاتزال غزة محاصرة، والتفاهمات كان من المفروض أن تكون جزءاً من ترتيبات إسرائيلية، لتهيئة البنية الداخلية لدولة بغزة، وهذا متمثل برفع متدرج للحصار، ثم المشاريع الكبرى في المرحلة الثانية".

واستدرك: "لكن كل ذلك تعثر لأنه نتنياهو يواجه انتقادات شديدة، من أطراف اليمين، والمرجح أن يتم ذلك بعد الانتخابات الإسرائيلية، في ضوء الوضع، لأننا لا نعرف من سينجح في الانتخابات، إذا كان نتنياهو فإنه سيجدد التوجه نحو حلول استراتيجية لغزة".

بدوره، يعتقد رائد نعيرات، أستاذ العلوم السياسة في جامعة النجاح، أنه في حال بقيت الأمور كما هي الآن، فإن الخطوة المقبلة، تسير باتجاه ضم المستوطنات، ومناطق (C)، والولايات المتحدة ستمنع اتخاذ قرار دولي، بحيث تصبح خطوة مقبلة"

وقال نعيرات في تصريحات لـ "دنيا الوطن": "من الصعب أن يتم إعلان موقف أمريكي، وبالتالي سيكون هذا الموقف مقسوم بجزأين، الأول منع استصدار قرار دولي يدين ضم مناطق (C)، والثاني عدم معارضة ذلك".

وأضاف: واضح أن الفكرة تقوم على بلورة دولة إسرائيل، أكثر منها قصة البحث عن الحلول، هذه البلورة قد تصدرها الإدارة الأمريكية، باتجاه أنها ذاهبة نحو تثبيت أركان معينة تؤهل لـ (صفقة القرن). 

وفيما يتعلق الوضع بغزة، قال نعيرات: "أنا لا أري بأن القيادة الأمريكية الحالية باحثة عن الحلحلة للقضية الفلسطينية، وبالنسبة لقرار غزة أنا لا أرى قرارات منطقية لسببين، الأول: أن هذه القضية يرفضها الشعب الفلسطيني بقوة، وثانياً: أن مثل هذا القرار سيفجر الضفة الغربية، وسيفجر مشروع السلطة في الضفة".

التعليقات