المفتي العام يُناشد برفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة

المفتي العام يُناشد برفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة
رام الله - دنيا الوطن
ناشد محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية،  خطيب المسجد الأقصى المبارك، الغيورين على مصالح الشعب الفلسطيني، بالعمل على وقف الفتنة في قطاع غزة، ورفع المعاناة عن أبناء شعبنا.

وأكد على ضرورة وأد الفتنة في مهدها، فالعالم بأسره يتابع بألم ما يحدث في قطاع غزة، من فتنة داخلية مقيتة، تأتي على الأخضر واليابس، وتستبيح حياة الأبرياء، الذين قدموا الغالي والنفيس في مواجهاتهم للاحتلال، ومع نبذ الفتن ولعن موقظها، ينبغي للمسؤولين عن العنف الممارس ضد أهلنا في قطاعنا الحبيب، أن يوقفوا عنفهم الموجه ضد إخوانهم وأبناء جلدتهم ووطنهم ومشاركيهم في المعاناة من ظلم الاحتلال، فما يجري يمزق نسيج هذا الشعب، ويتنافى مع تعاليم ديننا السمحة، التي جاء بها كتاب الله تعالى وسنة نبينا، صلى الله عليه وسلم، ولزاماً علينا أن ندعو لتدارك الموقف وإطفاء نار الفتنة، والعمل على رأب الصدع، ونبذ العنف والشقاق بين أبناء شعبنا، والعمل على نشر قيم التسامح والعدل والمواطنة والعيش المشترك، وتعزيز روح الحوار الأخوي الهادف، المبني على الاحترام المتبادل، بعيداً عما يولد الكراهية ويؤجج نار الفتن والصراع، ويقود إلى تعزيز الانقسامات والتشرذم.

ونبه إلى أنه لا مجال للسكوت عما يحدث في غزة الصمود والإباء، لأنه منكر بكل المعايير، يجب وقفه والعمل على تغييره بالوسائل المستطاعة، امتثالاً لتوجيهه صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص). ونؤكد على تحريم قتل النفس البريئة، التي حرم الله قتلها إلا بالحق، عملاً بقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً}(النساء:92)، وانسجاماً مع قوله تعالى: { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}(المائدة:32).

وقال: ينبغي أن نستذكر دائماً أن آلة القتل والدمار الإسرائيلية تستهدفنا جميعاً صباح مساء، ولا تفرق بين فصائلنا وأطيافنا وصغارنا وكبارنا، ورجالنا ونسائنا، والخاسر الأكبر من قمع شعبنا هو وقضيته، والرابح الوحيد من انشغالنا في الصراعات الداخلية هو الاحتلال الجاثم على أرضنا، بغض النظر عن أطراف الصراع وزمانه ومكانه.

وأضاف فمن مسرى الرسول، صلى الله عليه وسلم، من القدس، وقلبها المسجد الأقصى المبارك، نناشد الغيورين على دينهم ومصالح شعبهم من أبناء شعبنا المرابط، أن يتقوا الله في دماء إخوانهم وحرماتهم، وألا يستبيحوها لتباين الآراء والمواقف، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: (‏كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُه) ومن واجب الجميع العمل على حقن الدماء، ووأد الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلوا من الحوار سبيلاً لحل الخلافات، متمنين الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والسلامة لأهلنا في غزة هاشم جميعاً، وندعو الله سبحانه أن يتقبل شهداء الصمود والكرامة، وأن يجعل مثواهم الفردوس الأعلى في عليين، وأن ييسر الفرج القريب لشعبنا حيث وجد أبناؤه، وأن يرفع عنا وعنهم ويلات الظلم والقهر.

التعليقات