عامان على اغتيال مازن فقها وسط مدينة غزة

عامان على اغتيال مازن فقها وسط مدينة غزة
رام الله - دنيا الوطن
يصادف اليوم الأحد، الرابع والعشرين من آذار/مارس الذكرى السنوية الثانية لاغتيال القيادي في حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام مازن فقها.

وفقها، الأسير المحرر بصفقة وفاء الأحرار "شاليط" والمبعد إلى قطاع غزة، قتل على يد أشخاص اتهموا بالتخابر لصالح الموساد الإسرائيلي قرب منزله بحي تل الهوا وسط مدينة غزة.

ففي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من آذار/مارس أقدم "أ.ل" على اغتيال فقها في كراج العمارة السكنية التي يقطنها وذلك بأربع رصاصات من مسدس كاتم الصوت، في عملية أحدث ضجة في كافة أنحاء فلسطين.

واتهمت حركة حماس حينها الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال على غرار اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري في بلاده، حيث توعد الجناح العسكري لحماس بالتأثر له.

السيرة الذاتية

ومازن فقها، المولد في 24 آب/أغسطس 1979 بمدينة طوباس الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث التحق بحركة حماس منذ سن مبكر وكان عضواً في إطارها الطلابي بجامعة النجاح الوطنية بنابلس.

حصل فقها على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، فيما يعتبر من قيادات العمل العسكري بالضفة العربية، وساهم بتشكيل خلايا كتائب القسام في طوباس.

وشارك فقها، القيادي نصر جرار بإعادة تشكيل خلايا القسام في جنين، وأشرف على عملية فك الحصار عن القيادي قيس عدوان ورفاقه في طوباس.

في سنته الثالثة للجامعة، أصبح فقها مطاردًا للاحتلال الإسرائيلي وتمكن من التخرج من الجامعة وهو مطارد، كما عمل برفقة عدد من قادة القسام في الضفة أبرزهم قيس عدوان، وكريم مفارجة، ومهند الطاهر، ومحمود أبو هنود، ويوسف السركجي.

وفي شباط/فبراير 2002 أصبح فقها مطاردًا من قوات الاحتلال تلاحقه وأسرته وتداهم بيته بشكل متكرر إلى أن اعتقلته في في الخامس من آب/أغسطس 2002 بعد حصار دام ست ساعات في منزل تحصن فيه تلاه اعتقال والده وشقيقه ثم هدمت منزله بعد ثلاثة أيام.

وكان لفقها دور بارز في التخطيط والإشراف على أول رد للقسام على اغتيال طيران الاحتلال القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة في غزة في تموز/يوليو 2002، فبعد قرابة عشرة أيام على الاغتيال دوى انفجار كبير في حافلة بمدينة صفد خلف 15 قتيلًا إسرائيليًا وعشرات الإصابات.

وتتهم سلطات الاحتلال فقها بالمشاركة بالإعداد لعملية مطعم سبارو بالقدس المحتلة التي نفذها في آب/أغسطس2001 عز الدين المصري من بلدة عقابا، وكان زميلا لفقها في الجامعة والحركة أيضًا، وخلفت 19قتيلًا وأكثر من 120 جريحا.

وأشرف فقها على عملية مفرق بات التي نفذها محمد هزاع الغول على مقربة من مستوطنة جيلو جنوبي القدس المحتلة في أيار/مايو 2002 التي قتل فيها 19 إسرائيلياً وجرح العشرات.

وشارك في عمليات أخرى للقسام، من بينها مهاجمة مستوطنين وجنود إسرائيليين بمنطقة الأغوار ووادي المالح ومعسكر تياسير الإسرائيلي.

واستخدمت سلطات الاحتلال معه أثناء اعتقاله أقسى أنواع التحقيق، وحكم عليه بالسجن 9 مؤبدات و50 سنة، وبعدما قضى عشر سنوات متواصلة داخل السجون الإسرائيلية أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في العام 2011 والتي عرفت باسم "صفقة جلعاد شاليط"، وتم إبعاده إلى قطاع غزة.

ووضعت إسرائيل فقها على قائمة المطلوب تصفيتهم والتي شملت عددًا من محرري صفقة شاليط، وذلك بالنظر إلى دوره في الإشراف على إدارة العمل العسكري لحماس بالضفة الغربية المحتلة.

وفي كانون أول/ديسمبر 2013 ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن حماس شكلت من جديد قيادة للجناح العسكري في الضفة، لكنها تدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين بصفقة وفاء الأحرار، ومنهم فقها ووضعته في قائمة الاستهداف.

تعرض فقها مساء يوم الجمعة 24 آذار/مارس 2017 لعملية اغتيال أمام منزله في غزة من مجهولين بمسدس كاتم للصوت في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، إذ أصيب بأربع رصاصات مباشرة في رأسه.

وحملت القسام في حينه الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اغتيال الأسير المحرر وتوعدته بالرد، وقالت القسام إنها "ستكسر المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة وهي معادلة الاغتيال الهادئ".

وكشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة بعد وقت قصير عن تفاصيل عملية اغتيال القيادي فقها ومنفذيها، مؤكدة اعتقالها 45 عميلًا للاحتلال خلال عملية أمنية واسعة.

وأوضح قائد قوى الأمن الداخلي في غزة توفيق أبو نعيم خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة حينها أن التحقيقات توصلت إلى اعتقال الأجهزة الأمنية المنفذ المباشر لعملية الاغتيال، وهو "أ. ل" (38 عامًا).

وكشف عن اعتقال الأجهزة الأمنية عميلين اثنين اعترفا بدور أساسي في عملية اغتيال فقها من خلال الرصد والمتابعة والتصوير لمسرح عملية الاغتيال، وهما "هـ.ع" (44 عامًا)، و"ع. ن" (38 عامًا)، جرى اعدامهما جميعا لاحقاً.

وأكد أبو نعيم أن التحقيقات كشفت أن أجهزة أمن الاحتلال هي من خططت ونفذت عملية الاغتيال من البداية وحتى النهاية، مشددًا على أن "العملاء اعترفوا بتلقيهم تعليمات مباشرة من ضباط الاحتلال بتنفيذ الجريمة، والتي باتت تفاصيلها كافة مكشوفة أمام الأجهزة الأمنية".

وتمخضت التحقيقات عن كشف شبكة عملاء مكونة من 10 أشخاص نفذوا العملية بشكل غير مترابط، أي بتحريك رأسي من ضباط المخابرات الإسرائيلية دون أن يعرف بعضهم بعضًا.

ونفذت وزارة الداخلية في غزة بعد انتهاء محاكمتهم في محكمة الميدان العسكرية أحكام الإعدام لثلاثة متخابرين مع الاحتلال متورطين بجريمة اغتيال فقها، بحضور عدد كبير من الشخصيات.

التعليقات