المطران حنا: نرفض ظاهرة الكراهية والتطرف والعنصرية ايا كان شكلها

المطران حنا: نرفض ظاهرة الكراهية والتطرف والعنصرية ايا كان شكلها
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح الجمعة وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة نابلس والذين يقومون بزيارة حج للاماكن المقدسة في القدس ومن ثم سيتوجهون الى مدينة بيت لحم وبيت جالا لحضور خدمة المديح .

استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بعد جولتهم في كنيسة القيامة وذلك في كاتدرائية مار يعقوب حيث كان لسيادته حديث روحي امام  هذا الوفد الاتي الينا من مدينة نابلس.

قال في كلمته بأننا نوجه رسالة تهنئة لكافة ابناء رعيتنا في هذه الارض المقدسة بمناسبة بدء الصوم الاربعيني المقدس كما ونوجه معايدتنا ايضا للامهات بمناسبة عيد الام .

ان فترة الصوم الاربعيني المقدس هي فترة رياضة روحية وغذاء روحي نستعد خلالها للوصول الى عيد الاعياد وموسم المواسم ولذلك وجب على ابناء كنيستنا ان يمارسوا صومهم كما يليق وصومنا يجب ان يكون مقرونا بالتوبة والصلاة والعبادة وقراءة ومطالعة الكتاب المقدس وغيرها من الكتب الروحية المفيدة لكي نستفيد من خبرة اباءنا القديسين ومن هذه النماذج الساطعة التي تقدمها لنا كنيستنا المقدسة .

المسيحيون في هذه الديار اصبحوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم وبشعبهم الفلسطيني وهذه القلة لا تعني على الاطلاق اننا اقلية فنحن لسنا اقلية ونرفض ان ينظر الينا احد هكذا ، كما اننا لسنا جالية او ضيوفا او عابري سبيل في هذه الارض المقدسة .

فالمسيحيون الفلسطينيون هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض ونحن لسنا بضاعة مستوردة من الغرب كما ان انتماءنا ليس للغرب بل لهذا المشرق الذي نحن مكون اساسي من مكوناته الحضارية والانسانية والروحية .

نحن لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض بل ان هذه الحملات استهدفتنا كما استهدفت غيرنا ونحن نرفض وصم الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة بهذه التعابير والاوصاف التي لا علاقة لها بتاريخنا وتراثنا وهويتنا .

نحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض ولسنا جماعة غريبة او دخيلة فقد كنا قبل الاسلام وبطريركنا القديس صفرونيوس هو الذي استقبل الخليفة عمر بن الخطاب لدى دخوله الى المدينة المقدسة وبقينا بعد مجيء الاسلام وتفاعلنا مع المسلمين وبنينا معا حضارة وثقافة وفكرا نتميز به في بلادنا وفي هذا المشرق العربي.

حافظوا على اصالتكم الايمانية وتمسكوا بقيم الانجيل المقدس ولا تترددوا في الدفاع عن مسيحيتكم الحقة التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة وانجيلنا هو انجيل محبة واخوة ورحمة وخدمة وعطاء .

دافعوا عن تاريخكم وتراثكم وعراقة انتماءكم في هذه الارض المقدسة امام كافة الحملات التي هدفها تشويه تاريخ بلادنا والنيل من قيم التعايش والمحبة والاخوة بين الانسان واخيه الانسان .

نرفض ظاهرة الكراهية والتطرف والعنصرية ايا كان شكلها وايا كان لونها وسنبقى دعاة خير ومحبة وسلام كما اننا نفتخر بانتماءنا الوطني فنحن فلسطينيون ولا نقبل بأن يزاود علينا احد في الانتماء الوطني ، فالمسيحيون الفلسطينيون في هذه الديار كما وفي هذا المشرق العربي كانوا وما زالوا مدافعين عن قضاياهم الوطنية وانحيازهم كان وسيبقى للحق الى جانب شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي قضيته هي قضيتنا جميعا .

القضية الفلسطينية هي قضية المسيحيين والمسلمين كما انها قضية كافة احرار في عالمنا فتمسكوا بانتماءكم لهذه الارض المجبولة بدماء الشهداء والقديسين فجذورنا عميقة في تربتها ولن تتمكن اية قوة عاتية من اقتلاعنا وتغريبنا والنيل من حضورنا وعراقة وجودنا في هذه البقعة المباركة من العالم .

اما مدينة القدس فهي عاصمتنا وحاضنة اهم مقدساتنا ومن يعتدون على الاقصى ويخططون لتقسيمه زمانيا ومكانيا هم ذاتهم المعتدون على اوقافنا وعقاراتنا المسيحية وكل هذه المشاريع الاحتلالية هدفها النيل من هوية مدينة القدس وطمس طابعها وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها .

قدم سيادته للوفد بعضا من المنشورات الروحية كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .