عشراوي: الاستهداف الأمريكي لأراضي فلسطين والجولان عدوان على النظام الدولي بأكمله

رام الله - دنيا الوطن
تعقيباً على إعلان الإدارة الأمريكية المتعلق بالاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، صرحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. حنان عشراوي: "أن الإدارة الأمريكية الحالية توجه صفعة قوية للقانون الدولي، والمنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية، وتشجع على الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وتمس بشكل مقصود بسيادة الدول وحقوق الشعوب، وتستخف بالمجتمع الدولي وقراراته وقوانينه، وتحاول إدارة العالم بأكمله بشكل منفرد عبر بسط هيمنة وسيطرة ترامب عليه، بعيداً عن المنظومة الأممية".

وأكدت عشراوي في بيان لها باسم اللجنة التنفيذية، على أن مرتفعات الجولان أراض عربية، احتلتها إسرائيل بالقوة، وهي لا تمتلك حق ضمها أو فرض سيادتها عليها، وإن هذا الموقف يأتي استكمالاً لقرارات إدارة ترامب غير المسؤولة، تجاه حقوق الشعب الفلسطيني التي تستهدف الإطاحة بالشرائع الدولية، سعياً نحو تصفية القضية الفلسطينية، مضيفة: "إن فلسطين والمنطقة العربية عموماً تمر بمرحلة خطيرة، جراء استمرار هذه الإدارة في سياستها المتهورة التي تدمر الأمن والاستقرار، وتجر المنطقة والعالم نحو المزيد من الفوضى والعنف، وتقضي بشكل واضح على فرص السلام".

ولفتت عشراوي إلى أن القرارات الاأريكية التي شملت القدس والاستيطان واللاجئين، وإسقاط مبدأ حل الدولتين، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والقنصلية الأمريكية في القدس، وأخيراً الجولان، تأتي في إطار دعمها لليمين الإسرائيلي المتطرف، ومحاولات ترامب الحثيثة لإنجاح بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، عبر اتخاذ جملة من الإجراءات التي تزيد من شعبيته في أوساط جمهور المستوطنين المتطرفين، هذا إضافة الى سعيه المتواصل لإرضاء اللوبي الصهيوني المتطرف في أمريكا، بما فيهم الأصوليون المسيحيون والصهاينة المتطرفين والداعمين لحملته الانتخابية.

وأشارت في هذا السياق إلى استغلال الإدارة الأمريكية للنزاعات العربية والشرذمة التي شتت العرب وأضعفتهم، وطالبت القمة العربية المقرر عقدها أواخر الشهر الجاري بالعمل على اتخاذ مواقف حازمة وقرارات عملية وصياغة خطة واضحة لمواجهة هذا العدوان على الأراضي العربية، وعدم التغاضي عن هذه السياسيات، التي لن تستثني أحداً مستقبلاً بما في ذلك حلفاء ترامب.

وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي قال فيها "إن الله أرسل ترامب إلى الأرض لحماية إسرائيل"، قالت عضو اللجنة التنفيذية، إن هذه التصريحات تعكس العقلية الدينية الأصولية المطلقة التي تشرع استخدام التوراة بديلاً عن القوانين الدولية والإنسانية، بهدف تحويل الصراع في فلسطين والمنطقة عموماً الى صراع ديني عقائدي، يبرر استباحة حياة وحقوق ومقدرات الشعوب، ويسعى إلى تجريد الإنسان من حقوقه الإنسانية والقيمية، عبر إعادة إحياء هيمنة فكر العصور الوسطى الظلامي، الذي يتبناه كل من ترامب ونتنياهو.

وشدّدت عشراوي في نهاية بيانها، على أن مواجهة الصفقات المشبوهة ومخططات إنهاء القضية الفلسطينية، يتطلب رؤية فلسطينية- عربية، واضحة تهدف إلى تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، وتمكينه على أرضه، والعمل بشكل جدي لإنهاء الصراعات العربية الداخلية ولملمة الشمل العربي، والقضاء على الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة، والتوجه نحو تمتين وتوطيد علاقاتنا مع حلفائنا إقليميا ودولياً، والمطالبة بالتدخل الدولي لإنهاء مثل هذه السياسات الهدامة.