الرئيس عباس: ربما ندفع 40% من رواتب الموظفين الشهر المقبل وقد نضطر لعدم صرفها
رام الله - دنيا الوطن
قال رئيس دولة فلسطين، محمود عباس: "إن السلطة الوطنية الفلسطينية تعاني من فقدان جزء كبير من أموالها والتي تعادل 70% من موازنتها".
وأضاف الرئيس عباس، خلال استقباله، اليوم السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفداً من طلبة جامعة هارفارد الأميركية: "اضطررنا إلى صرف نصف رواتب الموظفين، وربما الشهر المقبل 40%، وبالنهاية قد نضطر لعدم دفع الرواتب ومصاريف المؤسسات، والسبب هو حكومة إسرائيل".
وفي سياق ذي صلة، قال الرئيس: "نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقاً أخراً للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات، ونقول دائماً بأننا نمد أيدينا للحكومة الاسرائيلية التي يختارها الشعب الاسرائيلي، من أجل أن نتفاوض على هذه الأسس التي لم نخترعها نحن وإنما وضعتها الشرعية الدولية".
وأطلع الرئيس، طلبة هارفارد، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن زيارتهم لفلسطين تشكل فرصة للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال واجراءاته التعسفية.
وقال الرئيس: "جئتم هنا لتعرفوا بأنفسكم ماذا يعاني الشعب الفلسطيني، وما معنى الاحتلال وتصرفاته ونتائج الاحتلال على هذا الشعب، لذلك نقدم لكم الشكر الجزيل على هذه الزيارة التي نتمنى أن تتكرر من قبل كل أطياف المجتمع الاميركي لتعرفوا حقيقة الأمر على أرض الواقع".
وأضاف: "نقول لكم بأننا آخر شعب في العالم يقبع تحت الاحتلال، تصوروا هذا الشعب المتعلم العريق لا زال تحت الاحتلال، وأترك الجواب لكم لتجيبوا بأنفسكم".
وتابع الرئيس: "الشعب الفلسطيني يريد الحصول على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تناولناها مع الاسرائيليين في اتفاق أوسلو".
وأردف قائلا: "أقول لكم أن هناك 722 قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1947، و86 قرارا من مجلس الامن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، نريد تطبيق قرار واحد من هذه القرارات، أميركا أو إسرائيل أو العالم يختار قرارا واحدا منها نضعها على الطاولة ونناقشها ونطبقها ونحل القضية الفلسطينية، ولكن للأسف جميع هذه القرارات كلها أهملت ولم تطبق، ولم يلتفت لها أحد، واسرائيل ألقتها في سلة المهملات مدعومة للأسف الشديد من قبل الحكومة الأميركية".
وفيما يلي كلمة الرئيس خلال استقباله وفد طلبة جامعة هارفارد الأميركية:
نقدر لكم وصولكم لفلسطين من أجل الاطلاع على الأوضاع فيها ومعرفة ماذا يجري فيها، لأن الإنسان مهما كانت معلوماته فلا يمكن أن يتعرف تماما على الحقيقة دون أن يراها على أرض الواقع، ولذلك جئتم هنا لتعرفوا بأنفسكم لتعرفوا ماذا يعاني الشعب الفلسطيني، وما معنى الاحتلال وتصرفاته ونتائج الاحتلال على هذا الشعب، لذلك نقدم لكم الشكر الجزيل على هذه الزيارة التي نتمنى أن تتكرر من قبل كل أطياف المجتمع الأميركي لتعرفوا حقيقة الأمر على أرض الواقع.
جامعة هارفارد مشهورة وعريقة، يتمنى كل إنسان أن يتعلم فيها، وأن يعلم أبناءه فيها، ومنذ وصولنا إلى أرض الوطن كانت لنا تجربة ناجحة مع هارفارد لتدريب كبار الموظفين، ثم توقفت ونأمل أن يتكرر مثل هذا التعاون لأننا نستفيد كثيراً، خاصة وأننا نترأس حاليا مجموعة 77 + الصين، أي 134 دولة سنقدم لهم الخبرة الفلسطينية ومن كل أنحاء العالم، وإذا كان هناك تعاون بيننا سننقل هذه المعلومات لهذه المجموعة الكبيرة من دول العالم للاستفادة منها.
اطلعتم خلال زيارتكم على معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، ونحب أن نقول لكم إننا آخر شعب في العالم يقبع تحت الاحتلال، تصوروا هذا الشعب المتعلم العريق لا زال تحت الاحتلال، وأترك الجواب لكم لتجيبوا بأنفسكم.
سأقدم لكم ما لدي من معلومات ومواقف ومفاصل نعيشها هذه الأيام، لأننا نمر بأصعب الأوقات التي يعيشها شعبنا.
بالبداية أقول، نحن الشعب الفلسطيني نريد الحصول على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تناولناها مع الإسرائيليين في اتفاق أوسلو.
ثانيا، نحن نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقاً أخر للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات، ونقول دائماً إننا نمد أيدينا للحكومة الإسرائيلية التي يختارها الشعب الإسرائيلي من أجل أن نتفاوض على هذه الأسس التي لم نخترعها نحن، وإنما وضعتها الشرعية الدولية، وأريد أن أقول لكم إن هناك 722 قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1947، و86 قرارا من مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، أريد قرارا واحدا يطبق من أي من هذه القرارات، أميركا، إسرائيل، أو العالم يختار قرارا واحدا منها نضعها على الطاولة ونناقشها ونطبقها ونحل القضية الفلسطينية، ولكن للأسف جميع هذه القرارات كلها أهملت ولم تطبق، ولم يلتفت لها أحد، وإسرائيل ألقتها في سلة المهملات، مدعومة للأسف الشديد من قبل الحكومة الاميركية.
نحن لا نريد أن نتجاوز الشرعية الدولية، ولا نريد أكثر أو أقل من قرارات الشرعية الدولية.
النقطة الثالثة، وهي أننا نؤمن بالسلام، ونؤمن بالأمن للجميع، فلدينا 83 اتفاقية تعاون لمكافحة الإرهاب مع 83 دولة منها أميركا .
نحن الآن أمام ثلاث قضايا أو مشاكل كبرى، أولها مع الإدارة الأميركية، ونحن نعتبر أميركا دولة عظمى وديمقراطية وتؤمن بالحرية والعدالة للجميع، هكذا كنا نفهم، وأردنا أن تكون أميركا هي الحكم بعد أن عقدنا اتفاق أوسلو، ولكن إلى الآن لم يحصل أي شيء، وقد التقيت مع السيد الرئيس دونالد ترمب بعد أن انتخب أربع مرات، الأولى في البيت الأبيض، والثانية في السعودية، والثالثة في بيت لحم حيث استقبلته استقبالا رسميا، والمرة الأخيرة في نيويورك، وقد تناولنا حل القضية الفلسطينية، وقد كنت متفائلا جدا بأن هذا الرجل يمكن أن نجد معه حلا.
في المرة الرابعة التي التقينا فيها، في نيويورك، قال أنا مع حل الدولتين، لأني سألته هل أنت مع حل الدولتين أم مع حل الدولة الواحدة، علما أن حل الدولة الواحدة أمامها خياران، إما الابارتايد الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا، وإما " one man : one vote"، فقلت له نحن وأنتم نرفض الابارتايد فقال نعم، وبالنسبة للخيار الثاني فإن إسرائيل ترفض ذلك، فقال نعم، فقلت له ماذا بقي؟ فقال صراحة أنا مع حل الدولتين، وهذا مسجل بمحاضر جلسات بيني وبينه، وقال أنا سأعلن خلال أسبوع مع حل الدولتين، فقله له على حدود عام 1967 مع تبادل أراض، فقال لي نعم أنا مع هذا، فقلت له إذا كانت إسرائيل غير مطمئنة على أمنها فأنا اقترح أن قوات الناتو بقيادة أميركية تأتي إلى فلسطين لتحمي أمن إسرائيل وأمننا، والتفت إلى أحد المسؤولين الأميركان، وقال له كم عندك من الجنود فقال المسؤول ستة آلاف فقال له غير كاف ولكن جهزهم، وقلت له سيادة الرئيس أنا لا أحب الحرب ولا اؤمن بها، وباعتقادي أننا إذا حصلنا على دولتنا فإنني يمكن أن أبني مدرسة أحسن من شراء دبابة، وأن أبني مستشفى أحسن من شراء طيارة مقاتلة، وأنا لا أريد السلاح، بل أريد أن ابني البلد، فقال لي كيف يقولون عنك إرهابي؟، أنت رجل سلام، هذه آخر جلسة، بعدها بأسبوعين أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، واعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأوقف الأموال عن وكالة الغوث، علما أن هناك 6 ملايين لاجئ مسجل. الشعب الفلسطيني 13 مليون، 6 ملايين منه لاجئون، ولا زالت وكالة الغوث التي أنشئت بقرار أممي في 1949 تعمل، ومن واجبها أن تعمل حتى تنهي المشكلة اللاجئين، فجاء ترمب وألغى المساعدات المقدمة لنا، منها ما كان يقدم للبنية التحتية وغيرها وللجامعات، خاصة جامعة القدس، وأوقفها، ومن ثم أعطى موافقة على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وكان جوابنا أننا لا نريد التكلم مع الإدارة الأميركية إذا كانت هذه سياستها واستمرت بهذه الرؤية، ولكننا مستعدون للمراجعة إذا قلت يا سيادة الرئيس إن السفارة لن تنقل، وأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين لأنها أرض محتلة منذ العام 1967، فنحن مستعدون للحديث، ونحن أبقينا الباب مفتوحا، وعليكم أن تراجعوا موقفكم، وإلا لا كلام بيننا وبينكم.
لم يحصل أي شيء، والأمور تتدهور، حتى وصلت أن الرئيس ترمب قال إن الجولان أرض إسرائيلية، سيدي الرئيس ترمب أنت لست حاكماً للعالم، هناك شرعيات وقوانين دولية، إن شئت أن تكون حكماً فعليك أن تلتزم بالشرعية الدولية، ولكن أن تضع من عندك قوانين وقرارات فهذا أمر غير مقبول، فكيف تتيح لنفسك هذا، هل يحق لأحد منا أن يقول أن الاسكا ليست أميركية، بل هي روسية، هذا ليس من حقي أن أقوله، أنت لست صاحب القرار، بل الشرعية الدولية هي صاحبة القرار.
وبالتالي بالنسبة لنا، نحن لم نعد نقبل أميركا وحدها أن تكون حكما، لأنها حكم غير منصف، إلا معها دول الرباعية ودول أوروبا والدول العربية، أو أي دول أخرى، لكن لوحدها لن نقبل.
نحن لا نضع رأسنا برأس أميركا، نحن دولة تحت الاحتلال، ولكن لنا كرامة ونبحث عن العدالة الدولية، وهذا موقفنا مع أميركا.
الموقف مع إسرائيل، في عام 1993 أجرينا مفاوضات سرية مع إسرائيل لمدة 8 أشهر وحدنا وخرجنا باتفاق اوسلو، وذهبنا للبيت الأبيض لنعمد الاتفاق، ولي شرف أن وقعت الاتفاق باسم السلطة الفلسطينية، وأملنا أن يكون هذا الاتفاق البداية وليس النهاية، وقيل في ذلك الوقت إننا بحاجة لخمس سنوات من المفاوضات ومن ثم تنتهي القضايا المعلقة النهائية، تغيرت حكومات وقبلها قتل اسحق رابين، لا أريد أن أحرف الحديث وأن أقول من الذي قتله وأين هو الذي قتله، أرجوا أن تسألوا أنتم عنه.
من ذلك الوقت لم يحصل أي مفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين إلا بضعة أشهر، أجريت مفاوضات مع السيد أولمرت للحديث حول القضايا النهائية كلها، وكان يستمع ويناقش بقلب مفتوح وعقل مفتوح، بمعنى أنه كان مستعدا للوصول إلى سلام، بعد ذلك كنا ذاهبين لبيته فقالوا لنا عودوا أدراجكم للوراء، لأنهم أخذوا السيد أولمرت للسجن، ولم يعد.
لقد وصلنا لتفاهمات، وليس لاتفاقات، وأولمرت قال ذلك مؤخراً في باريس أمام التلفاز، وهناك تفاهمات مهمة ولكن للأسف حصل ما حصل، وبعدها لم يحدث شيء بيننا وبين الإسرائيليين.
وبدأوا يتعاملون معنا بالطريقة التالية: لنا عندهم أموال المقاصة التي تأتي من أموال الضرائب التي يجبونها باسمنا، ويسلموها لنا، وبدأوا يخصمون بالتدريج حتى وصل الخصم إلى 182 مليون شيقل، لا نعرف كيف خصموا ولماذا وعلى أي أساس؟
فقلنا لهم لا نريد كل أموال المقاصة، خلوها عندكم، فإما نجلس ونتحاسب ونقول هذا لي وهذا لك، الديون أقر بها ولكم يجب أن تبلغني كيف تخصم هذه المبالغ، والأمر الجديد أنهم قاموا بخصم قيمة الرواتب التي ندفعها لعائلات الشهداء والأسرى، فقالوا "هؤلاء مجرمون وقتلة يجب ألا تدفع لهم".
نحن الآن نعاني كثيراً من فقدان جزء كبير من أموالنا والتي تعادل 70 % من موازنتنا، فاضطررنا إلى صرف نصف رواتب الموظفين، وربما الشهر المقبل 40%، وبالنهاية قد نضطر لعدم دفع الرواتب ومصاريف المؤسسات، وعلى البلد، والسبب هو حكومة إسرائيل.
كذلك أصدروا قانون القومية الذي قالوا إنه سيطبق فقط على اليهود، هذا في إسرائيل، ثم الوصول لمرحلة أن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 ليست أراض محتلة، إذا ما هي صفتها؟ يعني أنت ضممتها لإسرائيل كما يريد ضم الجولان، أين الشرعية الدولية والقرارات الدولية؟ طبعا عندما يقولون إن اليهود هم أصحاب تقرير المصير، بصراحة نحن لسنا ضد اليهود، اليهود والمسيحيون والمسلمون كلهم أصحاب ديانات سماوية نحترمها ونحترم أنبياءها، لكن لماذا أنت تقول إن اليهودي يحق له، وغيره لا يحق له؟ أين سمعتم هذا الكلام غير في جنوب إفريقيا التي انتهى فيها الحديث من عشرات السنوات، الابارتايد انتهى بالعالم، وهذا الأمر لا يقبل به أحد.
بعد الانتخابات سيكون لنا موقف، ولن نقبل هذه الإجراءات، واستبعد العنف ولن نستعمله، ولن نقبل العنف إطلاقاً، ولكن لدينا ما نفعله للوصول إلى حقوقنا أو للاحتجاج على سلبنا لحقوقنا، بعد الانتخابات إما أن يسيروا ويعودوا للشرعية وأن يقبلوا ما يقبل به العالم، أقول بصراحة أثناء حكم أوباما وبعد انتخاب ترمب، قدم مشروع قرار لمجلس الأمن من قبل بريطانيا بدفع من الإدارة الامريكية رقم 2334، ووافق عليه من قبل الجميع، طبعا أميركا تحفظت ولكن وافق عليه، أرجوا تعودوا إليه وتقرأوه جيدا، ونحن موافقون عليه بالحرف وأن نقبل بحرفيته، ولكن مع الأسف الشديد.
ولكن هناك سؤال لكم، ما هي صفات الدولة التي تعترفون بها؟ ماذا يجب أن يتوفر للدولة حتى نقول عنها دولة؟ أرض محدودة وسكان وسلطة، اسألوا أي اسرائيلي أين هي حدودك؟ في العام 1948 طلب من إسرائيل هذا الطلب لتقبل في الأمم المتحدة وتعهدت بذلك، وحتى الآن لم تأت بجواب.
الكونغرس الأميركي عام 1987 اتخذ قرارا بأننا منظمة إرهابية، 1993 عقدنا اتفاق أوسلو الذي يقول فيه رابين إنني اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.
ياسر عرفات رحمه الله عليه قال إنني اعترف بحق إسرائيل في الوجود، ووقعنا هذا الاتفاق في البيت الأبيض، فكيف يسمينا الكونغرس بالإرهابيين؟ كيف ذلك؟ يا أيها الكونغرس بشقيك الديمقراطي والجمهوري تعال نتكلم، تعال أقنعني بأنني إرهابي، أو أقنعك بأنني لست إرهابيا، للأسف لحد الآن يرفضون لقاءنا، وعلى هذا الأساس الرئيس ترمب اتخذ قراراته، منذ 25 سنة ونحن نستقبل في البيت الأبيض، ونستقبل الرؤساء هنا بحرس الشرف والعلم الفلسطيني، نحن استقبلنا الرئيس كلينتون، والرئيس بوش، والرئيس اوباما، وأخيرا الرئيس ترمب.
النقطة الأخيرة، وهي حماس، كسبت الانتخابات عام 2006 وسلمناها الحكومة، وأنا رئيس السلطة، شكلوا الحكومة وبعد ثلاثة أشهر انقلبوا على حكومتهم وما زالوا منقلبين، نحن قررنا أن حل هذه المشكلة لا يتم إلا بالطرق السلمية، وذهبنا للجامعة العربية وقلنا لهم نحن نشكو أمرنا إليكم، وكلفوا مصر بتحقيق المصالحة عام 2007، وإلى يومنا هذا لم يحصل شيء.
بالرغم من أن الإخوان المسلمين يقومون بالأعمال الإرهابية في مصر، إلا أن مصر تحملتهم وجاؤوا إلى القاهرة، واتفقنا في عام 2017 على النحو التالي، الحكومة التي شكلت بيننا وبينهم هي التي تستلم البلد، ومن ثم تجري الانتخابات، ومن بعد نشكل حكومة وحدة وطنية، ولا أذيع سرا إذا قلت لكم إن الرئيس ترمب كان موافقاً على هذه المصالحة، وأنا كنت سعيدا أن أميركا توافق على هذه المصالحة.
وأخيرا، الشعب في غزة قام وانتفض جائعا، وإلى الآن هذا الحراك قائم في غزة، ولكن أرجو أن تراقبوا التلفاز في العالم لتروا كيف تعامل حماس أبناء شعبها، كسر وقتل واعتقال، أطفال ونساء وشيوخ، من أجل أن تبقى حماس في هذا المكان، ونحن نصر على تحقيق وحدة شطري الوطن، أي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة، بالنسبة للقدس الشرقية نقول عاصمة لدولة فلسطين، القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وبينهما نوع من التعاون، أما الأماكن المقدسة فتبقى مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث في كل وقت، ولا يجوز منع أي إنسان، مسيحي مسلم يهودي، من الذهاب للقيام بشعائره الدينية.
نحن فعلا نعاني، وفي الأشهر المقبلة لا ندري ما الذي ستأتي به الأيام، ولكن ستكون أياما صعبة، نتمنى عليكم أن تقولوا الحقيقة لحكومتكم لا أكثر ولا أقل.
وقال الرئيس: "جئتم هنا لتعرفوا بأنفسكم ماذا يعاني الشعب الفلسطيني، وما معنى الاحتلال وتصرفاته ونتائج الاحتلال على هذا الشعب، لذلك نقدم لكم الشكر الجزيل على هذه الزيارة التي نتمنى أن تتكرر من قبل كل أطياف المجتمع الاميركي لتعرفوا حقيقة الأمر على أرض الواقع".
وأضاف: "نقول لكم بأننا آخر شعب في العالم يقبع تحت الاحتلال، تصوروا هذا الشعب المتعلم العريق لا زال تحت الاحتلال، وأترك الجواب لكم لتجيبوا بأنفسكم".
وتابع الرئيس: "الشعب الفلسطيني يريد الحصول على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تناولناها مع الاسرائيليين في اتفاق أوسلو".
وأردف قائلا: "أقول لكم أن هناك 722 قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1947، و86 قرارا من مجلس الامن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، نريد تطبيق قرار واحد من هذه القرارات، أميركا أو إسرائيل أو العالم يختار قرارا واحدا منها نضعها على الطاولة ونناقشها ونطبقها ونحل القضية الفلسطينية، ولكن للأسف جميع هذه القرارات كلها أهملت ولم تطبق، ولم يلتفت لها أحد، واسرائيل ألقتها في سلة المهملات مدعومة للأسف الشديد من قبل الحكومة الأميركية".
وفيما يلي كلمة الرئيس خلال استقباله وفد طلبة جامعة هارفارد الأميركية:
نقدر لكم وصولكم لفلسطين من أجل الاطلاع على الأوضاع فيها ومعرفة ماذا يجري فيها، لأن الإنسان مهما كانت معلوماته فلا يمكن أن يتعرف تماما على الحقيقة دون أن يراها على أرض الواقع، ولذلك جئتم هنا لتعرفوا بأنفسكم لتعرفوا ماذا يعاني الشعب الفلسطيني، وما معنى الاحتلال وتصرفاته ونتائج الاحتلال على هذا الشعب، لذلك نقدم لكم الشكر الجزيل على هذه الزيارة التي نتمنى أن تتكرر من قبل كل أطياف المجتمع الأميركي لتعرفوا حقيقة الأمر على أرض الواقع.
جامعة هارفارد مشهورة وعريقة، يتمنى كل إنسان أن يتعلم فيها، وأن يعلم أبناءه فيها، ومنذ وصولنا إلى أرض الوطن كانت لنا تجربة ناجحة مع هارفارد لتدريب كبار الموظفين، ثم توقفت ونأمل أن يتكرر مثل هذا التعاون لأننا نستفيد كثيراً، خاصة وأننا نترأس حاليا مجموعة 77 + الصين، أي 134 دولة سنقدم لهم الخبرة الفلسطينية ومن كل أنحاء العالم، وإذا كان هناك تعاون بيننا سننقل هذه المعلومات لهذه المجموعة الكبيرة من دول العالم للاستفادة منها.
اطلعتم خلال زيارتكم على معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، ونحب أن نقول لكم إننا آخر شعب في العالم يقبع تحت الاحتلال، تصوروا هذا الشعب المتعلم العريق لا زال تحت الاحتلال، وأترك الجواب لكم لتجيبوا بأنفسكم.
سأقدم لكم ما لدي من معلومات ومواقف ومفاصل نعيشها هذه الأيام، لأننا نمر بأصعب الأوقات التي يعيشها شعبنا.
بالبداية أقول، نحن الشعب الفلسطيني نريد الحصول على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تناولناها مع الإسرائيليين في اتفاق أوسلو.
ثانيا، نحن نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقاً أخر للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات، ونقول دائماً إننا نمد أيدينا للحكومة الإسرائيلية التي يختارها الشعب الإسرائيلي من أجل أن نتفاوض على هذه الأسس التي لم نخترعها نحن، وإنما وضعتها الشرعية الدولية، وأريد أن أقول لكم إن هناك 722 قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1947، و86 قرارا من مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، أريد قرارا واحدا يطبق من أي من هذه القرارات، أميركا، إسرائيل، أو العالم يختار قرارا واحدا منها نضعها على الطاولة ونناقشها ونطبقها ونحل القضية الفلسطينية، ولكن للأسف جميع هذه القرارات كلها أهملت ولم تطبق، ولم يلتفت لها أحد، وإسرائيل ألقتها في سلة المهملات، مدعومة للأسف الشديد من قبل الحكومة الاميركية.
نحن لا نريد أن نتجاوز الشرعية الدولية، ولا نريد أكثر أو أقل من قرارات الشرعية الدولية.
النقطة الثالثة، وهي أننا نؤمن بالسلام، ونؤمن بالأمن للجميع، فلدينا 83 اتفاقية تعاون لمكافحة الإرهاب مع 83 دولة منها أميركا .
نحن الآن أمام ثلاث قضايا أو مشاكل كبرى، أولها مع الإدارة الأميركية، ونحن نعتبر أميركا دولة عظمى وديمقراطية وتؤمن بالحرية والعدالة للجميع، هكذا كنا نفهم، وأردنا أن تكون أميركا هي الحكم بعد أن عقدنا اتفاق أوسلو، ولكن إلى الآن لم يحصل أي شيء، وقد التقيت مع السيد الرئيس دونالد ترمب بعد أن انتخب أربع مرات، الأولى في البيت الأبيض، والثانية في السعودية، والثالثة في بيت لحم حيث استقبلته استقبالا رسميا، والمرة الأخيرة في نيويورك، وقد تناولنا حل القضية الفلسطينية، وقد كنت متفائلا جدا بأن هذا الرجل يمكن أن نجد معه حلا.
في المرة الرابعة التي التقينا فيها، في نيويورك، قال أنا مع حل الدولتين، لأني سألته هل أنت مع حل الدولتين أم مع حل الدولة الواحدة، علما أن حل الدولة الواحدة أمامها خياران، إما الابارتايد الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا، وإما " one man : one vote"، فقلت له نحن وأنتم نرفض الابارتايد فقال نعم، وبالنسبة للخيار الثاني فإن إسرائيل ترفض ذلك، فقال نعم، فقلت له ماذا بقي؟ فقال صراحة أنا مع حل الدولتين، وهذا مسجل بمحاضر جلسات بيني وبينه، وقال أنا سأعلن خلال أسبوع مع حل الدولتين، فقله له على حدود عام 1967 مع تبادل أراض، فقال لي نعم أنا مع هذا، فقلت له إذا كانت إسرائيل غير مطمئنة على أمنها فأنا اقترح أن قوات الناتو بقيادة أميركية تأتي إلى فلسطين لتحمي أمن إسرائيل وأمننا، والتفت إلى أحد المسؤولين الأميركان، وقال له كم عندك من الجنود فقال المسؤول ستة آلاف فقال له غير كاف ولكن جهزهم، وقلت له سيادة الرئيس أنا لا أحب الحرب ولا اؤمن بها، وباعتقادي أننا إذا حصلنا على دولتنا فإنني يمكن أن أبني مدرسة أحسن من شراء دبابة، وأن أبني مستشفى أحسن من شراء طيارة مقاتلة، وأنا لا أريد السلاح، بل أريد أن ابني البلد، فقال لي كيف يقولون عنك إرهابي؟، أنت رجل سلام، هذه آخر جلسة، بعدها بأسبوعين أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، واعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأوقف الأموال عن وكالة الغوث، علما أن هناك 6 ملايين لاجئ مسجل. الشعب الفلسطيني 13 مليون، 6 ملايين منه لاجئون، ولا زالت وكالة الغوث التي أنشئت بقرار أممي في 1949 تعمل، ومن واجبها أن تعمل حتى تنهي المشكلة اللاجئين، فجاء ترمب وألغى المساعدات المقدمة لنا، منها ما كان يقدم للبنية التحتية وغيرها وللجامعات، خاصة جامعة القدس، وأوقفها، ومن ثم أعطى موافقة على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وكان جوابنا أننا لا نريد التكلم مع الإدارة الأميركية إذا كانت هذه سياستها واستمرت بهذه الرؤية، ولكننا مستعدون للمراجعة إذا قلت يا سيادة الرئيس إن السفارة لن تنقل، وأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين لأنها أرض محتلة منذ العام 1967، فنحن مستعدون للحديث، ونحن أبقينا الباب مفتوحا، وعليكم أن تراجعوا موقفكم، وإلا لا كلام بيننا وبينكم.
لم يحصل أي شيء، والأمور تتدهور، حتى وصلت أن الرئيس ترمب قال إن الجولان أرض إسرائيلية، سيدي الرئيس ترمب أنت لست حاكماً للعالم، هناك شرعيات وقوانين دولية، إن شئت أن تكون حكماً فعليك أن تلتزم بالشرعية الدولية، ولكن أن تضع من عندك قوانين وقرارات فهذا أمر غير مقبول، فكيف تتيح لنفسك هذا، هل يحق لأحد منا أن يقول أن الاسكا ليست أميركية، بل هي روسية، هذا ليس من حقي أن أقوله، أنت لست صاحب القرار، بل الشرعية الدولية هي صاحبة القرار.
وبالتالي بالنسبة لنا، نحن لم نعد نقبل أميركا وحدها أن تكون حكما، لأنها حكم غير منصف، إلا معها دول الرباعية ودول أوروبا والدول العربية، أو أي دول أخرى، لكن لوحدها لن نقبل.
نحن لا نضع رأسنا برأس أميركا، نحن دولة تحت الاحتلال، ولكن لنا كرامة ونبحث عن العدالة الدولية، وهذا موقفنا مع أميركا.
الموقف مع إسرائيل، في عام 1993 أجرينا مفاوضات سرية مع إسرائيل لمدة 8 أشهر وحدنا وخرجنا باتفاق اوسلو، وذهبنا للبيت الأبيض لنعمد الاتفاق، ولي شرف أن وقعت الاتفاق باسم السلطة الفلسطينية، وأملنا أن يكون هذا الاتفاق البداية وليس النهاية، وقيل في ذلك الوقت إننا بحاجة لخمس سنوات من المفاوضات ومن ثم تنتهي القضايا المعلقة النهائية، تغيرت حكومات وقبلها قتل اسحق رابين، لا أريد أن أحرف الحديث وأن أقول من الذي قتله وأين هو الذي قتله، أرجوا أن تسألوا أنتم عنه.
من ذلك الوقت لم يحصل أي مفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين إلا بضعة أشهر، أجريت مفاوضات مع السيد أولمرت للحديث حول القضايا النهائية كلها، وكان يستمع ويناقش بقلب مفتوح وعقل مفتوح، بمعنى أنه كان مستعدا للوصول إلى سلام، بعد ذلك كنا ذاهبين لبيته فقالوا لنا عودوا أدراجكم للوراء، لأنهم أخذوا السيد أولمرت للسجن، ولم يعد.
لقد وصلنا لتفاهمات، وليس لاتفاقات، وأولمرت قال ذلك مؤخراً في باريس أمام التلفاز، وهناك تفاهمات مهمة ولكن للأسف حصل ما حصل، وبعدها لم يحدث شيء بيننا وبين الإسرائيليين.
وبدأوا يتعاملون معنا بالطريقة التالية: لنا عندهم أموال المقاصة التي تأتي من أموال الضرائب التي يجبونها باسمنا، ويسلموها لنا، وبدأوا يخصمون بالتدريج حتى وصل الخصم إلى 182 مليون شيقل، لا نعرف كيف خصموا ولماذا وعلى أي أساس؟
فقلنا لهم لا نريد كل أموال المقاصة، خلوها عندكم، فإما نجلس ونتحاسب ونقول هذا لي وهذا لك، الديون أقر بها ولكم يجب أن تبلغني كيف تخصم هذه المبالغ، والأمر الجديد أنهم قاموا بخصم قيمة الرواتب التي ندفعها لعائلات الشهداء والأسرى، فقالوا "هؤلاء مجرمون وقتلة يجب ألا تدفع لهم".
نحن الآن نعاني كثيراً من فقدان جزء كبير من أموالنا والتي تعادل 70 % من موازنتنا، فاضطررنا إلى صرف نصف رواتب الموظفين، وربما الشهر المقبل 40%، وبالنهاية قد نضطر لعدم دفع الرواتب ومصاريف المؤسسات، وعلى البلد، والسبب هو حكومة إسرائيل.
كذلك أصدروا قانون القومية الذي قالوا إنه سيطبق فقط على اليهود، هذا في إسرائيل، ثم الوصول لمرحلة أن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 ليست أراض محتلة، إذا ما هي صفتها؟ يعني أنت ضممتها لإسرائيل كما يريد ضم الجولان، أين الشرعية الدولية والقرارات الدولية؟ طبعا عندما يقولون إن اليهود هم أصحاب تقرير المصير، بصراحة نحن لسنا ضد اليهود، اليهود والمسيحيون والمسلمون كلهم أصحاب ديانات سماوية نحترمها ونحترم أنبياءها، لكن لماذا أنت تقول إن اليهودي يحق له، وغيره لا يحق له؟ أين سمعتم هذا الكلام غير في جنوب إفريقيا التي انتهى فيها الحديث من عشرات السنوات، الابارتايد انتهى بالعالم، وهذا الأمر لا يقبل به أحد.
بعد الانتخابات سيكون لنا موقف، ولن نقبل هذه الإجراءات، واستبعد العنف ولن نستعمله، ولن نقبل العنف إطلاقاً، ولكن لدينا ما نفعله للوصول إلى حقوقنا أو للاحتجاج على سلبنا لحقوقنا، بعد الانتخابات إما أن يسيروا ويعودوا للشرعية وأن يقبلوا ما يقبل به العالم، أقول بصراحة أثناء حكم أوباما وبعد انتخاب ترمب، قدم مشروع قرار لمجلس الأمن من قبل بريطانيا بدفع من الإدارة الامريكية رقم 2334، ووافق عليه من قبل الجميع، طبعا أميركا تحفظت ولكن وافق عليه، أرجوا تعودوا إليه وتقرأوه جيدا، ونحن موافقون عليه بالحرف وأن نقبل بحرفيته، ولكن مع الأسف الشديد.
ولكن هناك سؤال لكم، ما هي صفات الدولة التي تعترفون بها؟ ماذا يجب أن يتوفر للدولة حتى نقول عنها دولة؟ أرض محدودة وسكان وسلطة، اسألوا أي اسرائيلي أين هي حدودك؟ في العام 1948 طلب من إسرائيل هذا الطلب لتقبل في الأمم المتحدة وتعهدت بذلك، وحتى الآن لم تأت بجواب.
الكونغرس الأميركي عام 1987 اتخذ قرارا بأننا منظمة إرهابية، 1993 عقدنا اتفاق أوسلو الذي يقول فيه رابين إنني اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.
ياسر عرفات رحمه الله عليه قال إنني اعترف بحق إسرائيل في الوجود، ووقعنا هذا الاتفاق في البيت الأبيض، فكيف يسمينا الكونغرس بالإرهابيين؟ كيف ذلك؟ يا أيها الكونغرس بشقيك الديمقراطي والجمهوري تعال نتكلم، تعال أقنعني بأنني إرهابي، أو أقنعك بأنني لست إرهابيا، للأسف لحد الآن يرفضون لقاءنا، وعلى هذا الأساس الرئيس ترمب اتخذ قراراته، منذ 25 سنة ونحن نستقبل في البيت الأبيض، ونستقبل الرؤساء هنا بحرس الشرف والعلم الفلسطيني، نحن استقبلنا الرئيس كلينتون، والرئيس بوش، والرئيس اوباما، وأخيرا الرئيس ترمب.
النقطة الأخيرة، وهي حماس، كسبت الانتخابات عام 2006 وسلمناها الحكومة، وأنا رئيس السلطة، شكلوا الحكومة وبعد ثلاثة أشهر انقلبوا على حكومتهم وما زالوا منقلبين، نحن قررنا أن حل هذه المشكلة لا يتم إلا بالطرق السلمية، وذهبنا للجامعة العربية وقلنا لهم نحن نشكو أمرنا إليكم، وكلفوا مصر بتحقيق المصالحة عام 2007، وإلى يومنا هذا لم يحصل شيء.
بالرغم من أن الإخوان المسلمين يقومون بالأعمال الإرهابية في مصر، إلا أن مصر تحملتهم وجاؤوا إلى القاهرة، واتفقنا في عام 2017 على النحو التالي، الحكومة التي شكلت بيننا وبينهم هي التي تستلم البلد، ومن ثم تجري الانتخابات، ومن بعد نشكل حكومة وحدة وطنية، ولا أذيع سرا إذا قلت لكم إن الرئيس ترمب كان موافقاً على هذه المصالحة، وأنا كنت سعيدا أن أميركا توافق على هذه المصالحة.
وأخيرا، الشعب في غزة قام وانتفض جائعا، وإلى الآن هذا الحراك قائم في غزة، ولكن أرجو أن تراقبوا التلفاز في العالم لتروا كيف تعامل حماس أبناء شعبها، كسر وقتل واعتقال، أطفال ونساء وشيوخ، من أجل أن تبقى حماس في هذا المكان، ونحن نصر على تحقيق وحدة شطري الوطن، أي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة، بالنسبة للقدس الشرقية نقول عاصمة لدولة فلسطين، القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وبينهما نوع من التعاون، أما الأماكن المقدسة فتبقى مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث في كل وقت، ولا يجوز منع أي إنسان، مسيحي مسلم يهودي، من الذهاب للقيام بشعائره الدينية.
نحن فعلا نعاني، وفي الأشهر المقبلة لا ندري ما الذي ستأتي به الأيام، ولكن ستكون أياما صعبة، نتمنى عليكم أن تقولوا الحقيقة لحكومتكم لا أكثر ولا أقل.
التعليقات