الوفود تغيب عن غزة.. هل جُمّدت مباحثات التهدئة بالرعاية المصرية؟

الوفود تغيب عن غزة.. هل جُمّدت مباحثات التهدئة بالرعاية المصرية؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن
منذ عشرة أيام، تغيبت الوفود العربية والدولية وخاصة المصرية التي تبحث ملف التهدئة مع فصائل المقاومة وحركة حماس في قطاع غزة، بشكل ملحوظ.

فمنذ مغادرة الوفد الأمني المصري القطاع على خلفية إطلاق الصواريخ على تل أبيب، الخميس قبل الماضي، لم يصل غزة أي وفد لبحث ملفات التهدئة، أو حمل رسائل أو ردود من الاحتلال الإسرائيلي.

يطرح ذلك تساؤلاً حول هل جُمدت المباحثات الخاصة بملف التهدئة، وسط انشغال كافة الأطراف سواء بمليونية العودة فلسطينياً أو الحراك الداخلي، وانتخابات الكنيست إسرائيلياً، والتي ستجري الشهر المقبل.

في هذا السياق، قال محمود خلف، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية: إن الوفد الأمني المصري اضطر الخميس قبل الماضي لمغادرة قطاع غزة بسبب الوضع الأمني من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الوضع الداخلي، والحراك الذي شهده قطاع غزة.

وأوضح خلف، أنه يمكن إرجاع سبب غياب الوفود عن قطاع غزة إلى أنها تعمل بأجواء هادئة ومستقرة، وإلى جانب تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، والتعنت بالقضايا الخاصة بملف التهدئة، نافياً وجود موعد لزيارة الوفد إلى قطاع غزة استكمالاً لجهوده.

وأضاف خلف: "الوفود تواصل جهودها من خارج غزة لاستئناف تفاهمات التهدئة، كما أنه لا يوجد لدى المصريين أي شيء محدد ولم نصل لنقطة معينة"؛ مستدركاً: "لكن المطلوب حالياً تطبيق التفاهمات، والاحتلال الإسرائيلي لم يتلزم بأي شيء منها".

وتابع خلف: "التصعيد من طرفنا رسالة للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لخلق أجواء جديدة للتصعيد من أجل الانتخابات المقبلة، والاحتلال يعمل على خلق حالة إرهاب لمسيرات العودة إلا إننا سنواصل المسيرات لحين تحقيق أهدافنا".

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل: إنه لا يوجد حديث عن أي تجميد لمباحثات التهدئة بوساطة مصرية، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي أسباب لغياب الوفود الخاصة بملف التهدئة عن قطاع غزة.

وأوضح المدلل، أن المسيرات تسير كالمعتاد، وبنفس الزخم الجماهيري، ونواصل استعداتنا وتحضيراتنا ليوم الأرض، وسيكون هذا اليوم يوماً وطنياً مشهوداً ومتميزاً في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني. 

وأضاف المدلل: "الهيئة الوطنية تعمل على قدم وساق؛ لإنجاز هذا اليوم الوطني بالصورة اللائقة بالنضال الوطني الفلسطيني، ويشارك به الكل الفلسطيني؛ ليقول إن الحق الفلسطيني مقدس، ولا يمكن التنازل عنه، وشعبنا يتوق للحياة الكريمة، كما كل شعوب العالم.

وتابع: "هناك مماطلة من العدو الإسرائيلي، خاصة في ظل انتخابات الكنيست المقبلة، واشتداد المواجهة الإعلامية؛ لكننا لن نعطي الفرصة لنتنياهو؛ كي يصعد في الانتخابات على حصارنا، وسنواصل إصرارنا على العمل على كسر الحصار لإرباك العدو الإسرائيلي".


من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إن غياب الوفود التي تبحث ملف التهدئة، يأتي بسبب الأحداث الداخلية في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الكرة في الملعب الإسرائيلي بخصوص مباحثات التهدئة.

وأوضح الدجني، أن المقاومة تنتظر الرد الإسرائيلي على ورقة التفاهمات، وما لم يكن هناك رد لن يكون هناك زيارات، مضيفاً: "ستتحرك الوفود في قادم الأيام، وخاصة قبل الثلاثين من آذار/مارس".

واعتبر الدجني، أن مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس الجمعة، في المسيرات، تحمل في طياتها الكثير، وقد نشهد زيارات واتصالات لتحريك الوفود من أجل استيعاب تداعيات مليونية مسيرات العودة.

وبين الدجني، أن المرحلة الحالية قد تشهد مواجهة عسكرية بين فصائل المقاومة، والاحتلال الإسرائيلي في ظل حالة الركود الحالية.

وحول السيناريوهات المتوقعة، قال الدجني، إن سيناريوهين اثنين يمكن أن تنتجهما الحالة الراهنة، لافتاً إلى أن السيناريو الأول يكمن في قبول إسرائيل بتطبيق تفاهمات التهدئة، بما يحمل رداً إيجابياً للفصائل.

وأضاف: "يضمن ذلك أن تكون مليونية مسيرات العودة هادئة، ولا تتجه الأمور للتصعيد، لحين الانتهاء من انتخابات الكنيست الشهر المقبل، وإفراز قيادة جديدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي تدير العلاقة مع غزة".

وتابع: "أما السيناريو الثاني، فهو تلكؤ الاحتلال، وبالتالي استخدام الشعب الفلسطيني لكل الوسائل المتاحة تجاه الاحتلال، بما يصحبه من رد عنيف من قبل الاحتلال، وقد تتدحرج كرة الثلج إلى مواجهة عسكرية محدودة، والمسألة ستبقى في هذا السياق".

التعليقات