افتتاح مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في دورته السابعة

رام الله - دنيا الوطن
انطلقت اليوم، السبت 23 آذار/ مارس 2016، أعمال مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في دورته السابعة في الدوحة لمدة ثلاثة أيام، والذي توزّع فيه الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وتجري أعمال المؤتمر وفق أربعة مساراتٍ متوازية يجري خلالها تقديم 72 ورقة بحثية تتسم بتنوع في المشاركين والمواضيع، وتتناول جوانب شتّى من مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية ومجالاتها؛ من فلسفة، وإبستيمولوجيا، وعلم اجتماع، وأنثروبولوجيا، ودراسات تاريخية، وجغرافيا، واقتصاد، وسياسات عامة، وعلم نفس، وغيرها من المجالات.

بدأت أعمال اليوم الأول للمؤتمر عقب المحاضرة العامّة التي قدّمها عالم الأنثروبولوجيا والأستاذ في جامعة برينستون الأميركية الدكتور عبد الله حمّودي في موضوع "سؤال المنهج في راهنيتنا: اجتهادات في تصوّر علوم اجتماعية وإنسانية عربية". وقدّم فيها إشكالية منهج العلوم الاجتماعية والإنسانية بالتركيز أولًا وقبل كلّ شيء على "الموضوع" بوصفه موضوعًا، محاولًا تحديد طبيعته من حيث هو موضوع.

في مقاربة حمّودي، يبدو المنهج لصيقًا بالموضوع، إذ يشتغل في قلبه النابض وكُنهه. ذلك أنه، وفي أول وهلة، لا يعني موضوع المنهج أكثر من الكلام والكتابة في مسائل أسس المعرفة وقواعدها، وتكون هذه الكتابات بهدف تعريف تلك المسائل وبسطها؛ بمعنى متعارف عليه هو موضوع البحث والكتابة في المنهج. وقد يكون المنهج في الكتابات والتدوين، ولكنه أيضًا يكون خارجها. وقد يُكيّف أي بحث جدي منهجه مع طبيعة الظواهر التي يخوض في تشخصيها.

وأكّد المحاضر على أنّ المنهج مفارقٌ في العلوم الاجتماعية التي اقتُبس منها على الاجتماع العربي بصفة عامة؛ وهي العلوم الأورو-أميركية. فالعلوم الاجتماعية العربية مقتبسة، لكن يسكنها على الدوام هاجس الخروج من تلك التبعية، وهو ما تمثَّل في النداءات من أجل نزع الاستعمار في ميدان المعرفة، ومشاريع نقدية معروفة في المغرب الكبير والمشرق، أتى بعدها مشروعٌ أكثر راديكالية، على إثر التيار الذي نشأ بفعل كتابات إدوارد سعيد في الاستشراق، وفي غيره من المعارف.