قيادي فلسطيني: نرفض وضع مسيرات العودة على طاولة مباحثات التهدئة أو استخدامها لأجندات معينة

قيادي فلسطيني: نرفض وضع مسيرات العودة على طاولة مباحثات التهدئة أو استخدامها لأجندات معينة
رام الله - دنيا الوطن
قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن كل أشكال النضال الشعبي الفلسطيني، يجب أن تخضع لتقييم موضوعي؛ مستدركاً: "لكن يجب ألا تتوقف، ويجب ألا تستخدم كما يجري في مسيرات العودة".

وأضاف العوض، في تصريحات تلفزيونية: "مرة أخرى أقول: إن مسيرات العودة شكل من أشكال المقاومة الشعبية،  يجب أن لا توضع على طاولة مباحثات التهدئة مع الوسطاء بأي شكل من الأشكال، ويجب عدم المساومة عليها لا بدولار أو سولار"، وفق تعبيره.

وأشار العوض، إلى أن مسيرات العودة، انطلقت للتعبير عن رغبة الشعب في إيصال رسالة للعالم بأن هذا الشعب صاحب حق ويمتلك مخزوناً كفاحياً، متابعاً: "على العالم أن ينتبه لهذا الشعب الذي انتهكت كل حقوقه، لكن جرى استخدام هذه المسيرات وحرفها عن أهدافها، وفي بعض الأسابيع كانت هناك حالة من التهور، ودفع ضحايا كان يمكن تجنبها بالرغم من أن الاحتلال لا يبحث عن أي مبرر وأي حجة لكن بالإمكان أن نحافظ على الدم الفلسطيني".

واستدرك العوض: "لكن يجب أن تُقيم في سياق خدمتها للمشروع الوطني الفلسطيني، وبالتالي في المباحثات الخاصة بالتهدئة يجب أن تسحب قضية المقاومة الشعبية من التداول بشأنها".

واستطرد: "بالمقابل لا يجوز المغامرة بإلقاء الأطفال على السلك، فنحن لا نريد أن نسجل ضحايا، بل نريد أن نحقق إنجازات، وهذه الإنجازات ممكن تحقيقها بضحايا أقل وبإدارة أكثر صوابية وبشفافية، فالشعب الفلسطيني لا يبحث عن تقديم الضحايا لأنه قدم ضحايا منذ عام 1948 حتى اليوم، لكنه يبحث عن تسجيل إنجازات، وهذه الإنجازات ممكن أن تسجلها هذه الجهة السياسية أو تلك، أما الاستخدام والتوظيف لهذه المسيرات لخدمة أجندة فصيل بعينه أمر مرفوض".

واستكمل العوض: "نحن أمام أسابيع قادمة ستكون ملتهبة فهناك أكثر من عامل تتمسك به حكومة الاحتلال لمزيد من التصعيد على الساحة الداخلية الفلسطينية نظراً لما يتعرض له نتنياهو من ضغوط داخلية واتهامات بالفساد، وهو بالتالي يريد أن يقدم نفسه مرة أخرى للمجتمع الإسرائيلي، الذي يجنح نحو التطرف والعنصرية".

وأضاف :"يريد نتنياهو أن يقدم نفسه كصاحب اليد الطويلة التي تقمع أي جذوى ملتهبة للنضال الوطني الفلسطيني هذا بالرغم من كل الضغوط التي حاولت أن تمارسها الأمم المتحدة خلال مناقشتها لتقرير حقوق الإنسان الذي صدر أمس الجمعة، والتصويت بإدانة العنف غير المسبوق الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".

واردف: "نحن امام أسبوع سيشهد تحضيرات مكثفة من الجانب الفلسطيني للتأكيد على حقنا في ممارسة المقاومة الشعبية السلمية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، كما في قطاع غزة، وهذه المسيرات ستأخذ شكلاً جديداً ينعكس على طبيعة الحشد الذي سيقدمه الشعب الفلسطيني في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة". 

وحول التصويت في مجلس حقوق الإنسان قال العوض: "بالرغم من التصويت الإيجابي في مجلس حقوق الإنسان أمس، علينا أن ننتبه إلى أن دولة أوروبية واحدة فقط، وافقت على هذا القرار، وكل الدول الأوروبية، تحفظت أو رفضت وهذا تحول غير مسبوق، وهذا يحمل مؤشر مهم علينا ان ننتبه داخليا كيف ندير معركتنا مع الاحتلال فنحن ندير المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي بعين واحدة وعلينا ان نديرها بكلتا العينين بأن ننظر للوضع الداخلي، وننظر للوضع الخارجي، وهذا مهم عند خوض المعارك الوطنية لان المعارك الوطنية تخاض بشمولية، وليس بشكل مجزوء".

وأكمل: "بالإضافة لذلك الولايات المتحدة تقف بكل قوتها الى جانب دولة الاحتلال بالرغم من انسحابها من مجلس حقوق الإنسان، إلا ان بصمات الولايات المتحدة كانت واضحة في مجلس حقوق الانسان امس وهذا بمثابة ضوء اخضر تستخدمه دولة الاحتلال للمضي في غيها وقمعها". 

وأردف العوض: "نحن نواجه هذا الاحتلال علينا ان ننطلق من ممارسة حقنا بالمقاومة كشعب تحت الاحتلال لكن علينا ان نتجنب بعض القضايا التي تتحول بحكم تضخيمها الإعلامي الى مردود سلبي ضدنا، وبالتالي عندما نقول مقاومة شعبية يجب ان نحصرها بشكل المقاومة الشعبية التي لا تعطي سلاحا للاحتلال وتمكنا من حشد الرأي العام العالمي معنا فنحن نخوض معركة متعددة الجوانب وليست في مربع معزول".

وزاد العوض: "في معرض تقيمنا لمسيرات العودة وسلسة الأشكال التي تتخذ فيها علينا أن نقيم جيداً ماذا يخدم هذا الشكل وكيف يمكن أن يتعامل معه الاحتلال وإلى أين سيؤدي لذلك يمكن القول أن هناك مبالغات في مسألة البالونات المتفجرة فالاحتلال يتعامل وكأنها حاملة مواد متفجرة وهي غير ذلك".

وقال": "علينا ان نعرف تماما كيف نستخدم اساليبنا بما يعزز روايتنا كشعب مظلوم وله حق ويمارس حقه بالمقاومة الشعبية ويضع دولة الاحتلال في قفص الاتهام باعتبارها دولة إرهابية تمارس اطلاق النار ضد الأطفال العزل، وبعد مضي عام على مسيرات العودة على الجميع ان يناقش هذه القضية ويقيمها وان يبتعد عن الاستخدام السياسي لها". 

وشدد العوض على ان مسيرات العودة تعبير عن مشاعر الشعب الفلسطيني وشوقه لأرضه التي مازال متمسك بحقه بالعودة اليها بعد مرور 71 عاماً على النكبة، وهذا الحق ليس لخدمة أجندة فصائلية بعينها فعلى الجميع ان يتوقف عن استخدام المسيرات باعتبارها اجندة خاصة له فالذين يذهبون الى السلك (السياج) هم نفس الناس الذين يسعون من أجل لقمة الخبز والحرية والكرامة الإنسانية، وفق تعبيره.

وأكمل: "هذه المسيرات في سياق كفاح الشعب الفلسطيني الذي يأخذ أشكالاً مختلفة وهو شكل علينا أن نحتفظ به ولا نضعه على طاولة أي حوارات وتفاهمات ذات بعد سياسي بالتهدئة، فهذا حق للشعب الفلسطيني غير قابل للمساومة أو المقايضة". 

وتابع العوض: "كل التحية لشعبنا في الضفة الغربية الذين يلهبون بؤر المقاومة الشعبية، لكن علينا أن نلاحظ أن هناك تمايزاً فهناك نقاط اشتباك متعددة في الضفة الغربية وهذا يختلف عن قطاع غزة، فهناك امام مستوطنين أما هنا فنحن أمام حدود مصطنعة وبالتالي كلما اقترب الشباب من دولة الاحتلال تعتبر هذا تعديا على حدودها والقانون الدولي يسمح لها ان تدافع عن حدودها فبغض النظر عن موقفنا كفلسطينيين فهي معترف بها حسب القانون الدولي فهذه الحدود متعارف عليها منذ خط الهدنة عام 1949 فالاقتراب من السلك (السياج) يعتبرونه اقتحاما للحدود وبالتالي تمارس القوة المركزة والعنيفة والوحشية ضد هؤلاء الشباب ويجب ملاحظة هذه الجزئية بشكل جيد". 

وعقب العوض على الحديث حول التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة قائلاً: "فيما يتعلق بالتصعيد اعتقد أن إسرائيل لن تذهب الى تصعيد كبير في غزة فهي تريد أن تبقي قطاع غزة على صفيح ساخن، وكأنها تريد أن تسمن هذه الحالة فلذلك اعتقد انها لن تذهب الى عملية واسعة قبيل الانتخابات أو بعدها لان الوضع الحالي هو الوضع النموذجي بالنسبة لإسرائيل". 

وختم العوض حديثه قائلاً: "في موضوع 30 آذار/ مارس أدعو كل الشباب الفلسطيني وكل شعبنا لان يتواجد في خيام العودة، لكن ألا يتقدم متراً إلا إذا تقدمت القيادات أمامه، لا نريد أن نقدم ضحايا من الأطفال، فكل الشعب الفلسطيني، يذهب إلى خيام العودة لإحياء ذكرى يوم الأرض، لكن علينا أن نتجنب وقوع ضحايا من أبناء شعبنا، فكل قطرة دم غالية، وعلينا أن نصونها وأن نقطع الطريق على دموية الاحتلال التي تريد من دماء الأطفال والنساء والشيوخ، وقوداً للانتخابات الإسرائيلية المقبلة".

التعليقات