خبير إسرائيلي: حماس تسير بمسارين مختلفين "الهدنة بغزة والتصعيد في الضفة"

خبير إسرائيلي: حماس تسير بمسارين مختلفين "الهدنة بغزة والتصعيد في الضفة"
رام الله - دنيا الوطن
أكد خبير إسرائيلي، أن حركة حماس، تنتهج استراتيجية جديدة في الضفة الغربية من خلال محافظتها على أجواء المقاومة ضد إسرائيل، والتحضير لتسوية مرتقبة مع إسرائيل في غزة، معتبرًا أن حماس تسير في خطين: هدنة وتصعيد في آن واحد.

وقال شلومو ألدار، إن قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، وكذلك أجهزة المخابرات، لاحظوا أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً متزيداً لجهود حماس في ترميم بناها التحتية العسكرية في الضفة الغربية. 

وأضاف ألدار في مقاله على موقع (يسرائيل بلاس)، ونشره (عربي21)، أن "حماس تحاول إحياء ما كان عليه الحال في زمن الانتفاضة الثانية بين عامي 2000-2005، والتقدير السائد في إسرائيل، أن جبهة جديدة في الضفة الغربية، بدأت تسخن مع مرور الوقت، وقد زاد هذا التقدير مصداقية في الأسبوع الأخير، الذي شهد تنفيذ سلسلة هجمات فلسطينية مسلحة في عدة مدن من الضفة الغربية".

وأكد ألدار الذي ألف كتابي "غزة كالموت"، و"اعرف حماس"، أن "المعطيات الإحصائية الإجمالية لحصاد العام 2018 يظهر أنها أقل سنة شهدت تنفيذ الهجمات الفلسطينية المسلحة، فقد وقع فيها 87 عملية مقابل 97 في 2017، و169 عملية في 2016، كما سجلت أعداداً أقل في القتلى الإسرائيليين نتيجة لهذه الهجمات، فقد سقط 16 قتيلاً إسرائيلياً عام 2018، مقابل 20 قتيلاً في 2017، و17 في 2016". 

وأشار ألدار، الذي يغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاماً، إلى أن "معظم هذه الهجمات تم تنفيذها من قبل مجموعات منظمة محلية من قبل شبان فلسطينيين، دون توجيه تنظيمات عريقة، رغم أن بعض المنفذين تبين بعد التحقيق معهم، أنهم وقعوا تحت تأثير قيادات حماس والجهاد الإسلامي، مع أن معظم هجمات السنوات السابقة، وقعت دون دعم أو تدريب أو تأهيل وتوفير سلاح من قبل الجناح المسلح لحركة حماس". 

وأوضح أنه "من الناحية العملية، فإنه منذ انتهاء الانتفاضة الثانية لم تتمكن حماس من ترميم قدراتها العسكرية في الضفة الغربية، ولكن في بعض المناسبات والأحداث الوطنية تدعو الحركة لتجديد الانتفاضة وشمولها جميع أرجاء الضفة الغربية، دون أن يكون تدخل مباشر لجناحها العسكري، والأسباب في ذلك منطقية ووجيهة على رأسها التعاون الأمني بين المخابرات الإسرائيلية ونظيرتها الفلسطينية لإحباط العمليات المسلحة".

وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية ترى في حماس عدواً يسعى لإسقاطها، ولذلك فإن جهودها الحثيثة لملاحقة حماس تحمل هدفين مزدوجين، أولاً: منع إسرائيل من تصعيد عسكري في الضفة الغربية، وثانياً: الحيلولة دون نجاح حماس من تأسيس قواعد عسكرية لها في الضفة الغربية، قد تستهدف السلطة الفلسطينية".

وأكد أن "أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن إعلان حماس لمسؤوليتها عن العمليات المسلحة الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، قد يجعل السلطة الفلسطينية تجدد الحرب ضدها من جهة، وقد يدفع إسرائيل للهجوم على غزة، ولذلك بدا أن استراتيجية حماس تذهب باتجاه الإبقاء على مستوى معين من العمليات دون أن تخاطر بغزة".

وختم بالقول بأن "الأشهر الأخيرة شهدت تغييراً ما في استراتيجية حماس، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2018 كشف جهاز الأمن العام "الشاباك" عن بنية عسكرية لحماس في الضفة، خططت لعمليات مسلحة، وفي شباط/ فبراير 2019 تم اكتشاف وحدة جديدة للحركة في القطاع، حاولت تجنيد نشطاء في الضفة؛ لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، مع أن حماس تعلم أن أي تسوية تبرمها مع إسرائيل، قد تكبل يديها عن تنفيذ العمليات لسنوات قادمة".

التعليقات