الجبهة العربية: التوحد الفلسطيني كما بمعركة الكرامة السبيل إلى كسب كل المعارك

رام الله - دنيا الوطن
قالت الجبهة العربية الفلسطينية في ذكرى معركة الكرامة ان ذكرى الكرامة مع يوم الأم الذي يحتفل به شعبنا كبقية شعوب العالم ، لكن شعبنا قد جعل لهذا اليوم نكهة خاصة بذكرى الكرامة التي تتوارثها الأجيال وتزيد من اعتزازنا وإكبارنا، الأمر الذي يتطلب منا أن نعزز من أواصر وحدتنا الوطنية عبر البدء الفوري بإنهاء الانقسام وتطبيق اتفاق 2017 

اليكم البيان:
تطل علينا ذكرى معركة الكرامة التي خاضها المقاتل الفلسطيني في مخيم الكرامة جنبا الى جنب مع اشقاءه في الجيش الاردني، ليعيدا للأمة العربية كرامتها التي هدرت في حرب حزيران عام 67م ولتتهاوى أمام صمودهم وبسالتهم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

إننا ونحن نستذكر هذه المعركة المجيدة فان دروساً وعبر لا زال بإمكاننا أن نستوحيها من هذه الملحمة البطولية الرائعة، أولها ان معركة الكرامة جسدت وحدة الدم والقرار في المواجهة والمصير العربي المشترك في ميدان المعركة، التي ما كانت إلا من أجل الانتصار للقضية الفلسطينية وأعطت لها بعدها العربي القومي الثائر لنصرة الحق والكرامة العربية فبإرادتهم الصلبة استطاعوا أن يغيروا مجرى التاريخ من الهزيمة إلى الانتصار، وثاني هذه الدروس فهو ان موازين القوى قابلة للتغيير وان قوة العدو مهما بلغت لن تمنحه الأمن والاستقرار، فشعبنا مصمم على قلب تلك الموازين، كما أن وحدة المقاتلين الفلسطينيين وتصويب نيران بنادقهم محملة بإيمانهم الذي لا يقهر بحقهم في الحرية والاستقلال صوب صدور العدو المتباهي بانتصاراته والذي جاء إلى ذلك المخيم الصغير على ضفاف نهر الأردن معتقداً انه سيجتث في نزهة سريعة بعض الفدائيين الفلسطينيين.

 وسيقضي على المقاومة الفلسطينية الآخذة في التنامي وليضيف إلى سجله انتصاراً جديداً ، ولكن الفدائي الفلسطيني استطاع في هذه المعركة أن يؤكد ان بوحدة مقاتليه واصراهم وصلابتهم قادر على انتزاع النصر مهما  ملحمة تاريخية للأجيال يثبت فيها أن المقاومة والصمود والإيمان العميق بالحق وبالوحدة والتكاثف لا يمكن له أن يتزحزح أمام العدوان مهما بلغت قوته واشتدت وطأته، واستطاع هذا الفدائي الفلسطيني أن يعيد الأمل للأمة العربية بأكملها وان يخرجها سريعا من الشعور بالهزيمة التي سادت بعد حرب 67م ، وليعزز إيمانها بقدرة المقاومة وإصرارها على نيل كامل حقوقها الوطنية وان إرادة الشعوب لا يمكن أن تكسر أو تهزم.

يا جماهير شعبنا المناضل:

ما اشبه اليوم بالأمس اذ يواصل الاحتلال جبروته وعربدته مستخدما كل آلته العسكرية المتطورة وجنوده الذين احترفوا البطش والتنكيل فيقتل على الهوية ويهدم البيوت ويواصل الاعتقال الجماعي ويقطع اوصال مدننا وقرانا ويفرض العقوبات الجماعية ضد شعبنا عدا عن مواصلة سياسة الاستيطان ونهب الارض والتهويد لمقدساتنا بلا رادع من اخلاق او قانون ضد ابناء شعبنا الاعزل الا من كرامته وارادته واصراره الذي لا يلين على مواصلة النضال حتى تحقيق اهدافه الوطنية الثابتة، وها هو شعبنا يسجل اليوم فصلا جديدا من فصول الكرامة الفلسطينية وهو يسجل البطولات في عمليات نوعية تستهدف المحتل وجنوده ومستوطنيه وتقف اعتى الى عسكرية عاجزة امام صلابة الشباب الفلسطيني، فكل التحية لأرواح شهداء الضفة الذين سقطوا تزامنا مع ذكرى الكرامة ومن خلالهم الى ارواح كل شهدائنا العظام والتحية موصولة  لشعبنا العظيم وهو يؤكد في كل يوم ان هذا الشعب لن يتخلى ولن يفرط ولن يتنازل عن حق من حقوقه وهو قادر على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات .

إن ذكرى معركة الكرامة تجعلنا ندرك أن الطريق أمام شعبنا طويل، وان التوحد الفلسطيني كما في معركة الكرامة هو السبيل إلى كسب كل المعارك التي يخوضها شعبنا، الأمر الذي يتطلب منا أن نعزز من أواصر وحدتنا الوطنية عبر البدء الفوري بإنهاء الانقسام وتطبيق اتفاق 2017 وإعادة تصويب مسارنا إلى وجهته الأساسية في مواجهة الاحتلال من اجل حشد كل الطاقات الوطنية لمعارك الكرامة التي يخوضها شعبنا يومياً في غزة ورام الله وجنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم والقدس الشريف التي تتعرض لأشرس حملة تهويد تستهدف طمس هويتها العربية والإسلامية ، وعزلها عن محيطها الفلسطيني .

يا جماهير شعبنا العظيم:

تتزامن ذكرى الكرامة مع يوم الأم الذي يحتفل به شعبنا كبقية شعوب العالم ، لكن شعبنا قد جعل لهذا اليوم نكهة خاصة بذكرى الكرامة التي تتوارثها الأجيال وتزيد من اعتزازنا وإكبارنا، وتشكل صفحة ناصعة في تاريخٍ مشرف سطره أبناء فلسطين وصفحات مجد زين بها تاريخ الأمة ، ليهدي الأم الفلسطينية هدية لا تبليها الأيام، ووساماً تتوسمه الأم الفلسطينية وأمنا فلسطين تفتخر من خلاله بإنجابها لهذا المقاتل الذي قاتل وظهره للحائط مدافعاً عن كرامة شعبه وكرامة الأمة بأسرها، ويدفع إسرائيل لتعيد حساباتها ألف مرة بعد أن تأكد لها أن هذا الشعب لا يموت وانه قادر على انتزاع النصر مهما قلت عدته وعتاده، ولديه من الصمود ما يمكنه من مواجهة اعتى آلة حرب في المنطقة، ولا زال شعبنا يسجل بكل بسالة واقتدار يومياً نموذجاً للفدائي الصامد المتسلح بعدالة قضيته والمؤمن بحتمية النصر مهما بلغت التحديات ، ولعل أسطورة الصمود لأسيراتنا وأسرانا في السجون الذين يخوضون اليوم معركة الأمعاء الخاوية في مواجهة إدارة السجون الإسرائيلية وساماً آخر تتوسمه فلسطين الأم والأرض ليجعل من شعبها نموذجا ومدرسة لكل شعوب العالم ولكل المناضلين المدافعين عن حقوقهم والمناهضين للاستعباد والهيمنة والاستعمار.

إننا وبهذه المناسبة فإننا نستذكر شهداء الكرامة الفلسطينية الذين سقطوا على مدار تاريخ نضالنا الوطني لنجدد لهم العهد بان نبقى ماضين على الدرب الذي مضوا فيه حتى تحقيق أهدافهم التي سقطوا من اجلها، مؤكدين لهم أن شعبنا الفلسطيني سيبقى وفياً لدمائهم وانه سيبقى عصيا على الكسر والهزيمة.