الهزيمة الأخلاقية

الهزيمة الأخلاقية
د.يسر الغريسي حجازي

20.03.19

الهزيمة الأخلاقية

" ان الجحيم خاليا، كل الشياطين هنا"

وليام شكسبير

نعلم جميعًا أنه السياسة مسألة سلاسة وإشراك الأصوات الأخرى، ثم توظيفها للمساهمة في التبادلية وتحقيق التكافل الأخلاقي للحراك المهني. إن السياسة هي الطريقة الوحيدة لإعطاء معنى للعمل الجماعي، والمعنى الملموس للأنشطة الاجتماعية والتنموية (مولينير، 2004 ، وينبرغ ، 2009). إن الشؤون السياسية في المنطقة العربية لم تسبب سوى الكوارث لسكانها، حيث أن الفساد علي مستوي النخبة السياسية ادي  إلى الاضطراب المجتمعي وانهيار التضامن الاجتماعي. واصبحنا مجتمعات معنفة بسبب ان  كل أحلامنا وأحلام أطفالنا قد زالت ، ومسألة البقاء على قيد الحياة اصبحت الشيطان الذي امتلك كل بيوت الاسر الفقيرة. والفقراء هم الأغلبية، والجحيم البشري قد بدأ بالفعل، وتتصدر اعمال البزنز الاولوية كما انها تغزو المجتمعات التي فقدت مكانتها في رؤية تتنازع عليها القيم غير المتكافئة والأشرار. لماذا تبقى هذه المجتمعات هادئًة وأمامها أصبحت مؤلمة ومتهورة؟

ما الذي ننتظره حتى نتسلم زمام الامور ونأخذ الثور من قرونه ونشارك أصوات المواطنين من خلال تحمل مسؤوليتنا كمجتمعات ناضاجة؟ إن تقوية المواطن وتعزيز المواطنة هما الطريقة الوحيدة لإيقاف المذابح السياسية التي تكون ضحيتها  الناس، وخاصة أفقر المواطنين. بدلاً من الانغماس في الاعتلال النفسي والغضب ، دعونا نضع أنفسنا خلف الدرع المجتمعي للدفاع عن حقوقنا ومستقبل أبنائنا. لنبدأ بتوحيد جهودنا وفقًا للتخصصات الاجتماعية، من خلال المجتمع المدني، والعمل الاجتماعي لفهم الإصلاحات التي يجب إلحاقها لتغيير السياسة وإلى  مدى المساهمة الفعالة في صنع السياسات و التنمية البشرية. في هذه المرحلة، سنكون قادرون على تحليل النقاط الحرجة ومعرفة مصدر الإخفاقات التي تقع مثل المطرقة على  رؤوس الفقراء.

ان حراك المواطنين  هو بمثابة العوامل التي يمكن أن تحسن نوعية الحياة، لتغير الوضع ومنح الرفاه الاجتماعي والأمن للجميع  بما في ذلك من هم اكثر حرمانًا. كما ان المجتمع المستنير هو مجتمع ضميري ومهني خبير، لأنه ملتزمًا بالتبادل، وملم أيضًا بالعمل الاجتماعي والأعمال الخيرية التي تجمع الناس في رؤية طويلة المدي تقوم علي والشراكة القيمة. بالإضافة إلى ذلك، يتم نقل المهارات والخبرات للناس من خلال المعرفة والقيم المترتبة عليها. عندما يصبح العمل الاجتماعي نظامًا احترافيًا، سوف يسهم في تحسين نوعية الحياة والرفاه الاجتماعي وأمن الفئات الأقل حظًا. بالإضافة إلى ذلك ، يدفع العمل المجتمعي الي نظام التعبئة وتعزيز الأصوات و المسؤولية الاجتماعية على مستوى المجتمع والمواطنة. ثم يتم ربطها بالعدالة الاجتماعية والإصلاحات الاجتماعية، ليتعلم المواطنين محاربة انتهاكات حقوق الإنسان والأنظمة الاستبدادية. 

ان تطور العمل الاجتماعي مرتبط ببناء سياسات معاد صياغتها، للحصول علي مؤسسة قوية ودولة سليمة. ومع ذلك، تنتج الإمكانيات العالية من الإدارة الفعالة والقواعد الحديثة المعتمدة. ليس من الصعب فهم كيف يصعيد العنف في المناطق التي تتميز بالانتهاكات والسلوك المتعجرفة، والإجراءات العسكرية العنيفة ضد المواطنيتن وضرب بالنار والحديد كل مواطن يريد ممارسة مواطنته. لكن اتخاذ الخطوات الجريئة يتطلب حوافز خارجية لمحاربة الفساد والظلم، مثل:

 1- النظام التشريعي

ان البرلمان مؤسسة ضرورية، ونظام تشريعي يسمح بالتنمية البشرية والاجتماعية، لأنه يمثل صوت المواطنين والمستوى الأول في تنفيذ القرارات العامة ، بسبب انه نظام ديمقراطي يجعل أصوات الشعب مسموعة لان المواطنين  قادرين على كشف الانتهاكات التي قد ترتكبها المؤسسات الإدارية والعامة. 

  2-القرارات العامة

ضرورة المشاركة المدنية على مستوى القرارات العامة ، والعرائض ، ومجموعات الضغط، وحوارات التبادل، والوساطة الاجتماعية، ومنطق تمكين المواطن، وتحقيق المشاريع البيئية والإنسانية والمجتمعية.

 3- وصول المعلومات للجميع

تعزيز منصات الإنترنت، والاعلام الرقمي والتدريب، والتعليم عبر الإنترنت وورش العمل السياسية والعامة، ومنح التصويت عبر الإنترنت والاستطلاعات السياسية والاجتماعية. هناك ضرورة الضغط التشاركي للمواطنين ، وإبلاغ المواطنين بأكبر قدر ممكن للحصول على المزيد من الأصوات من اجل تعزيز الحراك المدني. كما ان تعقيد التدخلات الاجتماعية يتمحورحول التفكير الأخلاقي في العمل أو الخدمات العامة لتحقيق تغيير إيجابي وأيديولوجيات جديدة، تقوم على التضامن والثقة والحكم السياسي القائم على الكفاءة والفعالية.  كما تساهم  الشفافية في الانظمة الادارية والمؤسساتية، في تعليم المواطنين التفكير المنطقي والنزيه ازاء المجتمع وفي الأوساط المؤسسية من حيث التخصصات والمصدقية. لا بد أن يكون عمل المواطنة حراً وبعيدا عن السياسة، حتي يساعد في دعم الأخلاق والعدالة الاجتماعية، واحترام المواطنين والخبراء.

التعليقات