ما هي نظرة القاهرة للحراك الشعبي بالقطاع وإجراءات الأمن بحق نشطائه

ما هي نظرة القاهرة للحراك الشعبي بالقطاع وإجراءات الأمن بحق نشطائه
الحراك الشعبي بدنا نعيش
خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
شهد قطاع غزة، الأيام القليلة الماضية، حراكاً شبابياً، أطلق على نفسه "بدنا نعيش"، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وإيجاد فرص عمل، ووقف الضرائب التي يقول الحراك: إن حركة حماس فرضتها على المواطنين والتجار خلال الفترة الماضية.

وخرجت عدة مسيرات في مناطق متفرقة من القطاع، تلبية لدعوة هذا الحراك الذي قابلته الأجهزة الأمنية بإجراءات أمنية مشددة واعتدت على المتظاهرين وسط اعتقالات، استهدفت العشرات من الشبان.

وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، إنهم أجروا اتصالات مع المسؤولين المصريين، للضغط على حركة حماس من أجل وقف إجراءاتها بحق مسيرات الحراك الشبابي، بينما تساءل مراقبون حول موقف القاهرة ونظرتها لمثل هذا الحراك، في وقت تبذل فيه جهود كبيرة جداً منذ سنوات من أجل إنهاء الانقسام.

وقال نائب رئيس تحرير الأهرام الخبير في الشؤون الفلسطينية، أشرف أبو الهول في تصريحات لـ "دنيا الوطن": إن مصر لا بد أن تتواصل، وتجري اتصالات في مثل هذه الحالات.

وتابع: "ليس كل شيء يمكن أن يتم الإعلان عنه، وأنا أتوقع أن يكون قد جرى تواصل من قبل الجانب المصري، لأن القاهرة تساند بقوة جهود المصالحة والحوار، وتهدئة الأوضاع، وبالتالي من المتوقع أنها تكون قد تدخلت، ومن الطبيعي ألا تُعلن ذلك لأن الإعلان قد يؤدي إلى نتائج غير طيبة".

وقال أبو الهول: "للأسف في حال إصدار مصر بياناً علنياً، سيخرج من يتحدث أن مصر تعمل ضد حماس والمقاومة، وتقف مع السلطة ضد حماس، فلذلك الحكمة تقتضي أن يكون التدخل غير معلن".

وأكد أن هناك عصبية من قبل حماس والعنف الشديد الذي تمت ممارسته، لم يكن متوقعاً في أي ظرف من الظروف، وشخصيات عامة وصحفيون تم الاعتداء عليهم بوحشية، كل هذا يعني أن حماس لديها مشكلة، وفي حال تدخل أي طرف خارجي بشكل معلن سيكون هناك أزمة.

بدوره قال عبد القادر ياسين، المفكر الفلسطيني المقيم في القاهرة، إن النظام المصري الحالي، لا يمكن أن يدين أو يؤيد ما جرى في قطاع غزة مؤخراً، ولكن سيقتصر تحركه على الاتصالات الرسمية مع هذا الطرف أو ذاك.

وشدّد على أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، تحرّك الحجر، بغض النظر إن كان ضد حماس أو فتح، وأصبحت متردية بشكل لا يمكن السكوت عليه، أو يقابلها الشعب بالصمت، دون أن يحمل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية تردي هذه الأوضاع.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن حالة الحراك طبيعة نتيجة الظروف الاقتصادية التي يمر بها القطاع، مشدداً على أن القضية ليست حول من وراء الحراك، ولكن مرتبطة بحالة من الضغوطات التي يتعرض لها المواطنون، وبطبيعة الحال يجب على هذا الوضع أن يغير، ويعاد النظر بصورة أو بأخرى إلى الشارع.

وتابع فهمي: "هناك واقع صعب في غزة لا يمكن تجاهله، وتكراره في غزة، يضعنا أمام سيناريوهين مفتوحين: الأول، استمرار الأوضاع بهذا الشكل دون أن يتدخل أحد، وبالتالي انفجار الأوضاع، والثاني، أن تتدخل الأطراف الإقليمية والمجتمع الدولي لتقديم خدمات، وخاصة أن الشعب الفلسطيني ملّ من هذه الوعود".

وأكد "أنه حتى الأموال القطرية تدخل بصورة مهينة للناس، وبالتالي.. المواطنون يحتاجون لآلية محترمة تليق بالشعب الفلسطيني".

التعليقات