السفير التونسي: همّنا أن تكون القضية الفلسطينية بصدارة الاهتمام العربي

السفير التونسي: همّنا أن تكون القضية الفلسطينية بصدارة الاهتمام العربي
رام الله - دنيا الوطن
قال الحبيب بن فرح السفير التونسي لدى دولة فلسطين: "إن الجهود خلال القمة العربية التي ستعقد في تونس نهاية الشهر الجاري سيكون منصب في جعل القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العربي باعتبارها مركزية لكل الشعوب العربية".

وأضاف خلال حديث مع وكالة (وفا)، لمناسبة العيد الوطني التونسي: "إن القضية الفلسطينية هي محل إجماع وطني مشترك في تونس، ولا اختلاف في حب فلسطين بل في التنافس على حبها، حيث أن دعم القضية الفلسطينية عنوان كرامة لكل التونسيين".

وأشار إلى أن تونس تعتبر إقامة الأمن وصنع السلام في العالم عامة، وفي الشرق الأوسط تحديدا ينطلق وجوبا من حل القضية الفلسطينية، وتمكينِ الشعب الفلسطيني من حقّهِ الخالص كسائرِ شعوبِ الأرض في تقريرِ مصيرهِ على أرضهِ المحتلة عام 1967، وبناء دولتهِ المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونرى في فلسطين بوابة الأمن ومفتاح السلام في المنطقة والعالم وأمّ القضايا العربية.

وتابع بن فرح: "كان لتونس الشرف الكبير في احتضان منظمة التحرير الفلسطينية، واجتهدت بلادي قدر الإمكان لتوفير المناخ الملائم للفلسطينيين من أجل القيام بواجباتهم اتجاه شعبهم، وأن تتطلق مرحلة مختلفة من النضال الفلسطيني، والمحافظة على القرار الفلسطيني المستقل، وحمايته من كل التدخلات بداية من التدخل التونسي".

وشدد على الموقف الثابت في السياسة الخارجية التونسية الداعم للقيادة والشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقهم الثابتة، فيما أن تونس لم تدخر جهدا من أجل الدعم الواضح والصريح لجهود القيادة الفلسطينية في حماية حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار السفير التونسي إلى أن هناك تشاور مستمر بين الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، حيث أنه قبل القمة العربية الماضية في السعودية كان هناك لقاء جمعهما، إضافة إلى لقاء آخر في الاجتماع الأخير  للاتحاد الافريقي، كما أن مستشار الرئيس للعلاقات الدولية نبيل شعث زار الرئيس التونسي من أجل التشاور في أفق انعقاد القمة العربية المقبلة، حيث أكد الرئيس التونسي خلال اللقاء أن تونس تعتزم إعطاء القضية الفلسطينية المكانة التي تليق بها.

23 اتفاقية منذ 2015

وعن طبيعة العلاقات الثنائية التي تجمع تونس بفلسطين، قال بن فرح: "منذ عام 2015 حتى الآن تم توقيع 23 اتفاقية تعاون مشترك في كثير من المجالات، كان آخرها اتفاقية تم توقيعها في أواخر سنة 2018 بين مجلسي القضاء في البلدين، وفيما أن هناك ما بين 12-13 اتفاقية محل إعداد وسيتم توقيعها خلال الفترة المقبلة".

وأضاف: "في 2017 تم الاتفاق على إقامة لجنة مشتركة للتعاون من خلال توقيع اتفاقية للجنة المشتركة والتي تقوم على أساس التعامل الدبلوماسي التونسي مع فلسطين كبقية الدول، كما تم الاتفاق في ذات العام بأن يصبح التشاور السياسي تشاورا منتظما بين وزيري الخارجية، وبين كل ما تراه القيادتين في كل لحظة، ووفق ما تقضيه الظروف".

وتابع بن فرح: "تقدم تونس 200 منحة جامعية كل عام، 100 للبكالوريوس، و100 للماجستير والدكتوراه، كما تم إضافة 10 منح للطلبة الفلسطينيين من القدس، وهناك مساع لتطوير هذه التجربة في الفترات المقبلة بالتنسيق والتشاور مع الفلسطينيين، حيث يعتبر عدد المنح المقدمة من تونس إلى فلسطين هو الرقم الأعلى، فيما أن ذلك ليس بمنة على الشعب الفلسطيني بل عنوان محبة وأخوة من تونس إلى فلسطين".

وأشار إلى أنه خلال عام 2017، قدم 1700 تأشيرة للفلسطينيين دون احتساب أصحاب الجوازات الأردنية المعفاة من التأشيرة، وفي 2018 بلغ عدد التأشيرات 1300.

وأكد السفير التونسي لدى دولة فلسطين، على جدية نقل الخبرة إلى الفلسطينيين وأن تكون كل المجالات مفتوحة أمامهم، مثل مجالات الاقتصاد البيئي حيث زار وفد فلسطيني مؤخرا تونس واطلع على التجربة التونسية، ووفد آخر  استفاد من الخبرة التونسية في التعبئة والتغليف، والجلود والأحذية.

لا مانع من تنظيم سياحة تونسية لفلسطين بشرط

وقال بن فرح: "إن الاهتمام بالمواطن الفلسطيني لا يقف على إلغاء التأشيرة بل بالتعامل الجيد داخل السفارة، أو في تونس، "يكفي سؤال أي فلسطيني عن المشاعر والأحاسيس التونسية اتجاه الشعب الفلسطيني"، والتأشيرة هي مسألة إجرائية فقط ولا تعنى تعقيدا، ولا تفرض لمنع الفلسطينيون من دخول تونس".

وأضاف: "لا يوجد مانع من تنظيم السياحة التونسية لفلسطين بشرط أن تكون من خلال مؤسسات دولة فلسطين ودون غيرها، أي بمعنى أن يظل الموقف التونسي حكومة وشعبا داعم لفلسطين، فيما أن هناك وفود تونسية من المجتمع المدني ومن مختلف الوزارات الفرق الموسيقية زارت فلسطين بين عامي 2015 و2016".

وأشاد بن فرح بمبادرة الرئيس محمود عباس في تسمية شارع باسم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بمدينة أريحا، كذلك إطلاق اسم "تونس الخضراء" على إحدى مدارس رام الله.

التعليقات