تكريم سيدات الخان الأحمر بانتهاء الدورة التدريبية للتراث البدوي في فلسطين

رام الله - دنيا الوطن
بحضور عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح .. المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، وسيادة المطران عطا الله حنا، أقامت مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية في مقرها برام الله عصر أمس حفلا تكريميا لسيدات الخان الأحمر اللواتي شاركن في الدورة التدريبية لإحياء الصناعات التقليدية للتراث الثقافي لبدو فلسطين، والتي تمت على مدار أسبوعين، تم إنجازها على مرحلتين، حيث جرت المرحلة الأولى في مدينة أريحا الفلسطينية، واختتمت في ريف مدينة مأدبا الأردنية، بدعم كريم من رجل الأعمال الفلسطيني ثائر الغضبان.

وعبر عباس زكي عن سعادته بنجاح الدورة التدريبية التي تم تخصيصها لفائدة ماجدات الخان الأحمر اللواتي قاومن قوات الاحتلال لدى اقتحامها للخان الأحمر، وصمدن في بيوتهن وصنعن المجد والكرامة بصمودهن في قريتهن إلى جانب الرجال، وأضاف بأن هذه الدورة هي الأولى من نوعها التي يتم تنفيذها في التجمعات البدوية في فلسطين، والتي نجحت نجاحا كبيرا وتركت أثرا إيجابيا بين بدو فلسطين في جميع أماكن تواجدهم في الأراضي الفلسطينية. ونوه زكي للدور النضالي الذي يلعبه المناضل ثائر الغضبان الذي لم يتردد يوما عن تقديم الدعم والمساندة لشعبنا في المخيمات في لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وأضاف بأن الغضبان تعهد بالاستمرار بدعم سيدات الخان الأحمر من خلال توفير بعض الماكينات الخاصة التي ستساعد نساء وبنات الخان الأحمر وتمكينهم من استثمار الأصواف في إيجاد وظيفة عمل من خلال إنتاج الصناعات التقليدية بصورة تجارية، وبالتالي تحويل المرأة في الخان الأحمر إلى سيدة منتجة. ومن ناحية أخرى وصف زكي ما تعرض له المصلون في نيوزلندة بالمذبحة الرهيبة، التي تم ارتكابها على يد مجرم إرهابي حاقد على الإنسانية، وأضاف بأن ما ارتكبه هذا المجرم ضد مسلمي نيوزلندة لا يختلف أبدا عما قام به المجرم غولدشتاين من مذبحة ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وعلى الرغم من بعد المسافات بين نيوزلندا والخليل إلا أن الإرهاب والحقد وعقدة التفوق العنصري يجمعهما، فما ارتكباه هي جريمة كبرى بحق البشرية جمعاء. ومن جانبه وجه سيادة المطران شكره وتقديره لرجل الأعمال الفلسطيني ثائر الغضبان على جهوده الكبيرة التي يبذلها دعما لقطاعات واسعة من أبناء شعبنا الفلسطيني في أماكن مختلفة من فلسطين ومخيمات الشتات، وبخاصة ما قدمه من دعم لتمكين سيدات الخان الأحمر من التدرب والتعلم على إحياء الصناعات التقليدية للتراث البدوي الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية الوطنية للشعب الفلسطيني، وأضاف أن مشاركته كرجل دين مسيحي في هذا التكريم بحضور عباس زكي يعكس مدى رقي شعبنا وثقافته الوطنية وتمسكه بوطنه فلسطين، لنشكل النموذج الأرقى في التعايش المسيحي – الإسلامي في فلسطين أرض المحبة والسلام. وأثنى المطران حنا على صمود الأهل في الخان الأحمر وبخاصة السيدات منهم واللواتي صمدن ورفضن الرحيل من بيوتهن، وبقينا صامدات كأشجار الزيتون المتجذرة بالأرض، وقال أن النصر في النهاية لشعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه والذي يرفض الظلم والقهر والاحتلال.

وعبر المطران حنا عن شجبه واستنكاره للجريمة الشنيعة التي أركبت بحق المصلين المسلمين في المساجد في نيوزلندا، وقال أن من يرتكب مثل هذه العمل الإجرامية ضد من يعبد الله لا دين له، ولا يمكن وصفه أنه ينتمي لبني البشر، وأضاف أن كنائس القدس قد قرعت أجراسها تضامنا مع العائلات الثكلى والشهداء والجرحى.    

وعبرت المشاركات عن شكرهن وتقديرهن للمناضل ثائر الغضبان على ما قدمه من دعم ومساندة لهن أثناء الدورة التدريبية، وطالبن بالاستمرار في دعم مشروعهن حتى يتمكن من إثبات وجودهن كسيدات عاملات في المجتمع.  

وعلى الصعيد الفني قالت إحدى المشاركات أن هناك طرق كثيرة للاستفادة من أصواف الأغنام والإبل، وغيرها من الحيوانات التي يعتمد عليها البدو في فلسطين، وذكرت أن هذه الصناعة تبدأ بقص الصوف وغسله، ومن ثم يتم تنشيفه وجدله على شكل خيوط، وبعدها يتم تسخين الماء لوضع الأصباغ الملونة، وتبقى على النار لدرجة الغليان، حيث توضع فيه جدايل الصوف لتأخذ لون الصبغة التي نريدها، وبعد التبريد يتم جدلها مرة أخرى ويتم غزلها على الأنوال، حيث تتم عملية الغزل والنسيج في فصل الربيع عندما يجز الرجال صوف الأغنام لتحضيرها للصيف.

 وتبدأ عملية الغزل لتصبح الخيوط رفيعة، وتقوم المرأة البدوية بالغزل على مدار السنة ويصبغ الصوف الأبيض بالألوان التقليدية. ونسيج الصوف من الحرف التي تقسم إلى نوعين حسب النول المستخدم وطريقة النسج، فالنسيج البدوي التقليدي يتم على النول الأرضي يسمى السدو، إذ يتم مد الصوف الملون بشكل طولي وتوزع الألوان بشكل خطوط، أما الطريقة الثانية فهي نسيج النول ويعني به النول العمودي، والذي يقوم به الرجال عادة ويعملون في دكاكين خاصة تسمى الحايك.

 ومن مسميات البساط البلدي: المزودة ، البجاد، الحقيبة، الكف، الخرج، بيت الشعر، الفردة، المخلاة. وفي نهاية اللقاء قدم عباس زكي والمطران عطا الله حنا دروعا تكريم المشاركات في الدورة.