إزالة الكباب

إزالة الكباب
“إزالة الكباب”
احمد حسن الزعبي

لم يقصّر الإعلام العربي بمساندة الإعلام الغربي وفق أجندة ودراية تامّتين في السنوات الماضية، كما لم يقصّر ساستنا العرب في لصق الصورة النمطية للإرهاب على وجوه أبناء الدين الإسلامي حصرياً..بالمقابل نفي هذه الصفة وتبرئة جميع أتباع الديانات الأخرى من الانخراط في الإرهاب ..واعتبار العمليات الإرهابية المضادة التي تطال المسلمين مجرّد حوادث فردية تحت حجة “اختلالات نفسية”..

منذ احتلال العراق ،و نشاط المقاومة الفلسطينية حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي ، والإعلام الصهيو- عربي والصهيو- أمريكي اتفقا تماماً على رسم صورة نمطية للإرهاب لا نخرج مخيّلة المتلقي عن رسم صورة تلقائية للكلمة وهي “طاقية ولحية ودشداشة”..لقد نجحوا تماماً في ربط الإرهاب بالتديّن الإسلامي فقط…وبالتالي وضع كل أتباع الدين الاسلامي تحت هذه التهمة حتى تتم إدانتهم..

**

صناعة “داعش” بتقنية أوروبية صهونية ، وبروز اليمين المتطرف في أمريكا متمثلاً بترامب، و التحالف مع كثير من قادة القارة الأوروبية وأتباعهم من “قطاريز” الحكومات عربية ساهموا في تعبئة الغرب وشحذ الكراهية تجاه المسلمين ،ولم يتوانوا لحظة واحدة في بث الكراهية والعنصرية والتضييق على أتباع هذه الديانة واعتبارهم جميعاً مشاريع قتلة ،وحملة سكاكين،وسائقي شاحنات الدهس..ولا بد من معاملتهم بالمثل للخلاص منهم..كما لا ننسى المناورات ومكافحة الإرهاب التي كانت تتم في دول عربية كثيرة وصورة الإرهابي مرتبطة باللحية والطاقية والدشداشة القصيرة والمرأة المنقّبة…

كل ما سبق ، انتج “البشاعة” والانفجار الكرهي والتلذذ في قتل الأرواح المسلمة على طريقة لعبة”البوبجي”.. جريمة الإرهابي السفاح الاسترالي الذي بيّت النية بثلاثة أسلحة أوتوماتيكية ، ورغب ان تكون العملية مصورة في بث مباشر تابعه الألاف وكانوا يشيدون به ويشجعونه..وهو في كامل إصرارهً على قتل أناس أبرياء عابدين ساجدين يمارسون عبادتهم بمنتهى السلمية والرقي والسكينة وهو بمنتهى الإجرام والجبن والخسّة ما هي الا ثمرة حرام من زرع نجس ساهمت فيه الصهيونية العالمية و”شلاتية” العرب والمسلمين..

لم يكن سكراناً ولا مجنونا ولا مختلاًَ..انه يمارس نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي مع مجموعة أخرى تكره المسلمين تحت اسم “إزالة الكباب” ،ولهم تنظيمهم وفكرهم ونشاطهم يهدفون الى “تطهير” بلادهم من الإسلام كما يدّعون..

“القاروط” الإسترالي ليس المجرم الوحيد، كل من ساهم ورسم ودعم هذه الصورة المشوّهة عن المسلمين هو شريك بسفك الدم..وشريك في لصق التهمة بديانة يتبعها مليار ونصف إنسان…

أخيراً..في شارلي ابدو شاهدنا التعاطف والتكاتف بين زعماء العالم الذين حضروا الى فرنسان في رسالة لاستنكار الجريمة ونبذها، فهل سنسمع عن زعيم عربي او مسلم يدعو إلى مثل هذه التظاهره..أم أن النفاق السياسي العالمي في أوجه…والمسلم أرخص من أن يلتفت إليه عنق الرجل الأبيض…

رحم الله الشهداء..
[email protected]

التعليقات