حنا: القابع في البيت الابيض يبث سمومه العنصرية في العالم

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى مدينة القدس وفد اسلامي من اندونيسيا حيث يقومون بجولة في الاراضي الفلسطينية وفي مدينة القدس بشكل خاص بهدف التعرف على مقدساتها واماكنها التاريخية والتراثية والدينية العريقة وقد استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الوفد اليوم في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم ومؤكدا بأن البشر جميعا انما ينتمون الى اسرة انسانية واحدة خلقها الله .

ومن هذا المكان المقدس نعلن امامكم رفضنا لكافة مظاهر الكراهية والعنصرية والارهاب والعنف التي تستهدف الابرياء كما اننا نرفض بأن يتم استهداف او اضطهاد اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او خلفيته المذهبية او العرقية .

نعتقد بأن مواجهة ظاهرة الكراهية والارهاب كما وغيرها من المظاهر السلبية التي نلحظ وجودها في هذا العالم انما تحتاج الى مبادرات خلاقة بهدف وقف حد لثقافة الكراهية والتطرف الديني والعرقي وكذلك ظاهرة العنصرية بكافة اشكالها والوانها .

ان القابع اليوم في البيت الابيض انما يبث سموم كراهيته في بلاده وفي العالم واعتقد بأن "ظاهرة ترامب" الموجودة حاليا انما هي من اسوأ مظاهر العنصرية الموجودة في امريكا والتي تنتقل منها الى اكثر من مكان في عالمنا.

لا اعرف كيف تمكن ترامب من الوصول الى سدة الرئاسة في امريكا ولكنني اعرف بأنه ينتمي الى تيار متطرف عنصري لا يمثل اي قيمة انسانية او اخلاقية او روحية في عالمنا .

فالقابع في البيت الابيض هو سبب في كثير من النكبات والنكسات والارهاب والمصائب التي حلت بمنطقتنا وهو الذي يدعم الاحتلال ويسعى لتدمير الوطن العربي واشاعة الفوضى الخلاقة في هذه المنطقة اذ انه يريدنا ان نكون مشرذمين مفتتين ومفككين وان نتحول من عائلة واحدة الى طوائف وقبائل ومذاهب متناحرة فيما بينها .

ان السياسات الامريكية الخاطئة هي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه في هذه المنطقة ، انظروا الى الدمار الذي يحيط بنا في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي اليمن وفي غيرها من الاماكن ، أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فالادارة الامريكية تسعى لحل القضية الفلسطينية من خلال تصفيتها وهذه الادارة كما والادارات التي سبقتها انما كانوا منحازين بشكل كلي لاسرائيل وسياساتها بحق شعبنا الفلسطيني.

ان ظاهرة ما يسمى بالمسيحية الصهيونية انما هي في الواقع ليست مسيحية على الاطلاق فهؤلاء هم دكاكين مسخرة في خدمة المشروع الصهيوني وفي خدمة المشاريع الاستعمارية في منطقتنا وهي يستغلون الاسم المسيحي فقط ويفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم بما يتناسب واجندتهم وسياساتهم وافكارهم العنصرية المقيتة المرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا .

نعقتد بأن مواجهة المد العنصري الطائفي وثقافة الكراهية في عالمنا انما تحتاج الى مبادرات تقاومها وتواجهها .

نحن بحاجة الى اطلاق مبادرات للحوار والتلاقي بين كافة ممثلي الاديان في عالمنا لكي يكون هنالك موقف واضح وجريء رافض للارهاب والعنف وللكراهية بكافة اشكالها والوانها .

اما المسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة كما والمسيحيون في هذا المشرق العربي فهم ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب كما يظن بعض اولئك الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا ، فانتماء المسيحيين في مشرقنا ليس للغرب وهم ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض بل هم اصيلون في انتماءهم لهذا المشرق وهويته التاريخية والحضارية والتراثية والانسانية والروحية .

لقد كنا قبل الاسلام ، وبطريرك القدس القديس صفرونيوس استقبل الخليفة عمر في هذا المكان المقدس ، وبعد مجيء الاسلام تفاعلنا والحضارة الاسلامية وبقينا محافظين على ايماننا وعقائدنا وتراثنا الروحي ولكننا لم نتخلى في يوم من الايام عن هويتنا الوطنية وانتماءنا المشرقي النقي وتعلقنا بفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية .

مخطىء من يظن بأن المسيحية اتتنا من الغرب ومخطىء من يظن بأن الغرب هو مسيحي ففي الغرب هنالك مسيحية ولكن الغرب ليس مسيحيا بل اصبح في كثير من الاماكن والمواقع علمانيا معاديا للدين وقيمه ورسالته وحضوره في المجتمع .

المسيحيون في هذا المشرق مرجعيتهم هنا واوطانهم هنا وفلسطين هي قضيتهم الاولى كما هي قضية المسلمين وقضية كافة الاحرار في عالمنا .