طمليه: اللجوء للخيار الديمقراطي الشامل، يشكل التجاوز الأمثل للأزمة

طمليه: اللجوء للخيار الديمقراطي الشامل، يشكل التجاوز الأمثل للأزمة
رام الله - دنيا الوطن
طالب النائب "جهاد طمليه" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، حركة حماس بالتوقف عن التعامل بوحشية غير مبررة مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدن قطاع غزة، وعليها أن تعلم بأن حكمها المنفرد للقطاع هو أحد بواعث تلك الاحتجاجات، مضاف إليه ويلات الحصار الظالم، الذي عطل الحياة ودفع بكامل منطقة قطاع غزة إلى مشارف البطالة الشاملة، بعد أن لامست معدلاتها حدود الــ 54% وأصبح شعبنا لا يتمكن من تدبير أمره دون اللجوء للمساعدات الخارجية، ووصل الفقر إلى مستويات مرعبه لم تعرفها فلسطين منذ نهاية عهد الدولة العثمانية.

يعني ذلك أن هذه الظروف ليست المناسبة لفرض المزيد من الضرائب على شعب يفتقد للعمل والدخل المنتظم، ولا يمتلك أي مقوم من مقومات الحياة الطبيعية على وجه الاطلاق، وهو ما يضع مبادرة حركة حماس لفرض ضرائبها الجديدة في خانة الخطوات المفتقرة للحكمة والمنطق، أو الاحساس بوجع الناس؛ وهو وجع آخذ في التعمق والاستفحال، وبهذا دفعت حماس لوحدها جماهير شعبنا للخروج إلى الشارع للمطالبة بالعيش الكريم أو المتناسب مع ما يحيط بهم من ظروف اقتصادية قاهرة جعلت من
الحياه لا تطاق، بينما كان مطلوب منها ومن السلطة الوطنية في رام الله، العمل منفردين ومجتمعين على رفع الحصار عن غزة لمساعدة الناس على العيش تحت ضغوط اقل بطشاً وقسوة.

لهذا أدعو - تابع طمليه - حديثه بالقول: الجميع للاحتكام للعقد الاجتماعي الذي نظم حياتنا الاجتماعية والسياسية منذ عشرين عاماً، ومن قبله قيم وعادات ونواميس شعبنا في التعامل البيني، وأن تتم العودة للشعب - مصدر السلطات - لمباشرة عملية اختيار ديمقراطي شاملة لرئيس جديد ومجلس تشريعي ووطني جديدان،
دون ذلك سيواصل المجتمع الفلسطيني إنزلاقه نحو حفرة التحلل من القيم لصالح الفوضى العارمة؛ التي من شأنها أن تدمر حياتنا بالتدريج لا سمح الله، وصولاً لفشل السلطة التام في شطري الوطن، الخاضعان للاحتلال الأجنبي المجرم، وهي الحقيقة المادية الوحيدة التي يجب البناء عليها عند ترسيم سياسات الصمود
والتصدي والمقاومة وبناء الوطن وهو تحت الاحتلال.