شاهد: فلسطيني يُحيي ذكرى انسحاب الاحتلال من غزة عام 1957 بطريقته الخاصة

شاهد: فلسطيني يُحيي ذكرى انسحاب الاحتلال من غزة عام 1957 بطريقته الخاصة
رام الله - دنيا الوطن - أروى صلاح
استيقظ المواطنون ليلة السادس من آذار/ مارس عام 1957على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، حيث لم يجدوا أحداً من جنود الاحتلال بعد احتلاله لعدة أشهر، وذلك في اليوم الذي سُمي بيوم الجلاء.

الاحتفالات بهذه المناسبة، ظلت في قلوب أهالي قطاع غزة، حيث كان يقام عرض عسكري للأشبال الفلسطينيين والقوات المصرية، وتلقى الكلمات في ملعب اليرموك.

ونسبة لهذا اليوم، أطلق على أهم شوارع مدينة غزة (شارع الجلاء) تيمناً بهذا اليوم، فيما كان سابقاً يُعلن عن السابع من آذار/مارس يوم عطلة لطلاب المدارس، يتم فيه الاحتفالات الوطنية والشعبية، حتى احتلال قطاع غزة مرة أخرى من قبل جيش الاحتلال عام 1967.

المواطن ماهر راتب مسلم (52 عاماً)، وبطريقته الخاصة، يحتفل سنوياً بهذه الذكرى، وفاءً منه لجنود الجيش المصرى، الذين استشهدوا، وامتزجت دمائهم الطاهرة بأرض غزة.

والد المواطن مسلم، استشهد في حرب حزيران 1967، حيث كان وقتها ماهر جنيناً في أحشاء أمه، التي توفيت قبل عدة سنوات، حيث ارتأى بإمكانياته البسيطة أن يحيي ذكرى شهداء الجيش المصري، الذين استشهدوا، ودفنوا في مقابر غزة على طريقته الخاصة دون أن يشرك أحداً.

ويهدف المواطن مسلم، من ذلك بإيصال رسالة قوية أننا كفلسطينين لن ننسى من دافع واستبسل واستشهد على أرضنا الفلسطينية وكذلك ابراز عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والمصري.

واختار المواطن مسلم مقبرة مخيم المغازي القديمة التي ما زالت تضم رفات عشرات الجنود المصريين الذين استشهدوا ودفنوا فيها مكاناً لتنظيم حفلاً متواضعاً لإحياء الذكرى الخالدة بحضور العشرات من شخصيات المخيم.

وبدأ الحفل الذي زين بالأعلام الفلسطينية والمصرية  بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ومن ثم كلمة لأحد الشخصيات البارزة في المخيم أبو أحمد صدقي الذي قال فيها: "رغم كل ما نعانيه كأصحاب قضية من مآسي ومعاناة إلا أننا مستمرون في إحياء ذكرى النكبة وما تلاها من نكبات على فلسطين وكذلك أحياء ذكرى من استشهد على هذه الأرض".

وأضاف: "اليوم يقوم مواطن استشهد والده وامتزج دمه مع رفاق دربه من الجيش المصري ورفيقه في النضال الشهيد محمد عبد العال مصلح ‏بأحياء ذكرى عزيزة على قلوبنا ذكرى الجلاء والتي تعذرت كل القيادات الفلسطينية عن احياء هذه المناسبة وهي ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 1957"، مؤكداً أن إسرائيل تحاول مسح هذه الذكرى من تاريخ‏نا.

وشكر صدقي المواطن مسلم  لقيامه لوحده بإحياء هذه الذكرى ذكرى يوم الجلاء، مشدداً على أن الجيش المصري الذي دافع عن أرضنا هو بمثابة حامي للوطن والقضية الفلسطينية مضيفا أن جمهورية مصر في الوقت الحالي بحاجة الى من يقف معها ويساندها للحفاظ على تاريخها واستقلال أرضها.‏موجها الدعم الكامل من الشعب الفلسطيني  إلى الأشقاء في جمهورية مصر وتأكيدا على أن الشعب الفلسطيني والمصري شعباً واحداً.

وفي كلمته قال: الصحفي عبد الهادي مسلم: "إننا اليوم نقف على أرض تحتضن في باطنها أبطال من شعبنا الفلسطيني والمصري استشهدوا ودفنوا فيها".

وأضاف الصحفي مسلم، أن تنظيم هذه المبادرة التي قام بها المواطن ماهر لإحياء ذكرى والده وشهداء الجيش المصري بدون مساعدة التنظيمات هي تأكيد على أننا لن ننسى من وقف ودافع واستبسل على هذه الأرض من الجيش المصري وأيضا للتأكيد على  قوة ترابط الشعبين المصري والفلسطيني.

‏وشكر الصحفي عبد الهادي المواطن ماهر لإحياء هذا الذكرى وكل من حضر الاحتفال، متمنيا أن يكون العام القادم الاحتفال شامل كل التنظيمات وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني وفي ظل أجواء من الوحدة وانهاء الانقسام ‏ووجود شخصيات من ذوي شهداء الجيش المصري. 

يذكر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 1956، هاجمت إسرائيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، استولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وأجزاء من سيناء رداً على قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.












التعليقات