عرض فيلم حرق الخــردة يســاهــم في حـرق النـفوس

رام الله - دنيا الوطن
ضمن مبادرة جمعية "نادي سيدات قراوة بني زيد"التوعوية، استكملت الجمعية نشاط عروض الافلام للاسبوع الثاني على التوالي، وخصصت نشاطها اليوم بالتركيز على ظاهرة حرق مخلفات الخردة، واثرها  في زيادة التلوث البيئي وانتشار الامراضبين المواطنين

فيلم" ريف بالأسود"اخراج فداء نصر، يهدف الى نشر الثقافة البيئة، يسلط الضوء على مخاطر الاهمال البيئية بحرق الخردة من أجل استخلاص المعادن منها، فينتشر الدخان الناتج عن هذه العملية بالأجواء مسبباً تلوثاُ بيئيا هائلاً يهدد الريف الأخر العامر بالزراعة والرعي. فيبدأ الفيلم بعرض الصورة الطبيعية للريف الفلسطيني من حيث الجمال الطبيعي، الصحة النفسية، الابداع الالهي في رسم تكوين القرى، الذي يحول ومع مرور الزمن ومن خلال الممارسات الانسانية السلبية وجهل المواطنين بحرق الخردة، المشهد الطبيعي الاخضر الى مشهد آخر مليئ باللون الاسود.

تم عرض الفيلم في قاعة الجمعية بحضور مميز من مجموعة من سيدات وامهات القرية بمشاركة رئيسة الجمعية السيدة سحر عرار وقد قامت الانسة فيولا عطالله بتسيير اللقاء بالتركيز على كثير من الاعمال التي تضر بالبيئة بحجة كسب الرزق المؤقت والغير دائم، الخروج عن القانون وعمالة الاطفال،  كما خلقت نقاش حولآثار هذه الظاهرة من امراض مثل السرطان وغيرها، أهمية التواعيةبوقفها ودور الجهات الرسمية والاهلية والمواطنين بردعها في محاولة للتغلب على المصلحة الخاصة في اطار تحقيق المنفعة العامة للمواطنين.هذا وتطرق النقاش الى أهمية دور البلديات في السيطرة على ظاهرة حرق النفايات والمخلفات في ظل عدم توفر مكب خاص بقراوة بني زيد، وتم التشديد على اهمية تطبيق ميثاق المواطن الذي تم اصداره مؤخرا في البلدية بتوقيع اهالي المنطقة والتي كانت اهم بنودة العمل على منع عملية حرق النفايات والمخلفات المعدنية وأهمية جمع النفايات والتخلص منها بآليات وطرق صحية تقلل فرص تعرض المواطنين للأمراض.

تقول احدى السيدات "لو بعرفو الولاد شو راح يعملوا بامهم واخوهم من ورا حرق الخردة، مكنوش حرقوها"،  في حين تقول سيدة اخرى للمسؤولين "تعو شوفو حرق الخردة بقراوة، تعو شوفو كيف الولاد بولعو العجال لما ينزلو يسبحوا بالواد عشان يدفوا"، اما رئيسة الجمعية فوعدت بتنفيذ مبادرات بيئية بالتعاون مع عضوات الجمعية والمجلس البلدي.

اما التوصيات العامة للمشاركات فتمحورت حول أهمية تطبيق القوانين البيئية الرادعة، التشديد على دور المسؤولين في معاقبة المخالفين، وبالاخص البلديات وأهمية توفير لجان تراقب الريف، وتحفاظ عليه، التوعية المستمرة للمواطنين بشكل عام وبالاخص للتجار والأطفال حول عدم استخدام هذه الظاهرة  في العمل وكسب الرزق، خلق نظام تربوي دائم داخل المدارس بهدف تشجيع الطلبة على الحفاظ على البيئة، تنفيذ ندوات توعوية من قبل المؤسسات والجمعيات القاعدية حول مخاطر هذه التصرفات السلبية، دور الأهل والأمهات في الارشاد المستمر، والتشجيع على السلوك الايجابي للأطفال، تنفيذ المبادرات البيئة والأعمال التطوعية في المنطقة  مثل رسم الجداريات، اعمال النظافة وغيرها.

يذكر أن هذا النشاط يأتي ضمن مشروع يلا نشوف فيلم "مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تديره مؤسسة " شاشات سينما المرأة " بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات – غزة وجمعية "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة " بدعم رئيسي من الاتحاد الاوروبي ودعم مساند من  " سي اف دي"السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.