فتح بلبنان: يوم المرأة العالمي هو يوم فلسطيني بامتياز

فتح بلبنان: يوم المرأة العالمي هو يوم فلسطيني بامتياز
رام الله - دنيا الوطن
قالت حركة فتح في لبنان ان يوم المرأة العالمي هو يوم فلسطيني بامتياز بكل مضامينه وأبعاده .

واليكم نص البيان:
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات ...

إن كافة المناسبات الوطنية عزيزةٌ على قلوبنا, ولها المكانة المرموقة في عقولنا ووجداننا. ولكنَّ المرأة في يومها الذي يحلُّ علينا في الثامن من آذار, فإنها بما تُمثِّل في المجتمع الفلسطيني, وفي التاريخ الفلسطيني, وفي المسيرة الكفاحية إنما تتصدر بدورها عرينَ الثورة الفلسطينية. فالأم هي الزوجة التي تحصِّنُ بيتها, وتحمي أُسرتها بالقيم والفضائل. وهي الآمُّ التي تحتضنُ أبناءها, وتزرعُ فيهم محبةَّ الوطن, والتمسك بالعودة إلى الأرض المباركة, والتعلُّق بوصايا الشهداء. 

وهي المقاتلة التي اكتسبت شرفَ القتال والمواجهة والتحدي, وهي الجريحة التي بلسمت جراحها, وعادت لتجدد العهد والقسم باستكمال المسيرة التي بدأت. وهي الشهيدة التي اختارت المواقع المتقدمة ويدها على الزناد, تتحرك بين المواقع, والصواريخ المتفجِّرة لتنقذ المدنيين والجرحى لكنَّ الشظايا تمزِّقُ جسدها, وتلفظ أنفاسها, وتودِّعُ الدنيا بعيداً عن أهلها وأولادها. وهي الأسيرة الماجدة المتماسكة, والمقاوِمة هناك في الزنزانة, وفي المهجع, وفي غرف التحقيق, تتذكر أهلها, وأولادها, وتحزن وتدمعُ عينها لكنها تستلُّ إرادتها, وتتسلَّحُ بايمانها, وتواجه السجَّان النازي بثباتها الذي لا يتزعزع لأنها تؤمن بأنَّ فلسطين اكبر من كل حساباتنا.

والامُّ هي تلك المرأة التي تقدمت بها السنُّ, لكنها مازالت رغم عجزها وأمراضها تبثُّ في عقول ونفوس أبنائها, وأحفادها, بأن القدسَ أمانةٌ في أعناقكم, وأنَّ أرضكم المباركة تنتظركم شهداء أو أحياء, فلبُّوا النداء.

في يوم المرأة العالمي, نحن نحيي المرأة الفلسطينية التي كانت شريكة حقيقية في القتال من أجل الحرية, والتحرير, وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل في الخنادق, والمواقع, والعمليات العسكرية, واثبتت جدارتها وأنها المؤتمنة على المسيرة الوطنية.

ونحن في قيادة حركة فتح نشعر باعتزاز, عندما نرى المرأة الفلسطينية, ومن مختلف الاعمار منخرطة في مجالات العمل المختلفة, سواء أكان ذلك في المجال العسكري أم في المجالات الطبية, أم في المجالات السياسية, والاعلامية, والنقابية, والعلمية, وهنَّ يحققن باستمرار الانجازات الرائعة والمميزة, ويفرضن حضورَهن بما يليق بفلسطين وصراعها ضد الاحتلال, وفي مختلف الدوائر, وفي كل المؤتمرات, والندوات.

في هذا اليوم العالمي فإننا نستذكر, ونستحضر الأخوات اللواتي كتبْنَ تاريخهنَّ بدمائهنَّ الزكية فأضفْنَ صفحات نيِّرة في السجل النضالي لثورتنا مثل دلال المغربي التي نحتفي بذكرى إستشهادها في 2019/3/11 , هي قائدة العملية, وهي التي أربكت قيادة العدو الاسرائيلي, ولم تستسلم, وانما قاومت واستشهدت, وفتحت بذلك الطريق أمام عنفوان المرأة وطموحاتها فوجدنا قوافل من الشهيدات.

اننا نقف بكل إحترام وتقدير أمام العديد من نماذج المرأة العاملة, ومن كل الفصائل سواء في الأطر القيادية الأولى في اللجنة التنفيذية أو في باقي الأطر, وفي الساحات والأقاليم, في الداخل وفي الشتات, وفي ساحات الصراع والتحدي, وجميعهن بنضالهن يرسمْنَ أجمل لوحات الفداء, والتضحيات, والإبداع, وصناعة المستقبل الواحد.

وأجمل ما في هذا اليوم أنه يذكرنا بالتاريخ الذي كتبت حروفه بالنور. فنحن على سبيل التذكير, وليس الحصر نتذكّر الأسيرة الأولى فاطمة البرناوي بتاريخها وامجادها. ونستذكرُ أيضاً أم ناصر التي عايشت الرمز ياسر عرفات في مكتبه حريصةً على كل أسراره. وإسراء الجعابيص الأسيرة التي أنهكتها الأمراض تعيش في زنزانتها بعيداً عن أبنائها في ظلمة القهر والحقد الصهيوني.

ومن الذي يستطيع أن ينسى سُعاد سرور ومعاناتها التي لا تطاق, التي انتُشلت من بين ركام مجزرة صبرا وشاتيلا حيَّةً بعد أن تجرَّعت الأمرَّينُ.

وأيضاً لا ننسى المرأة الفلسطينية المبدعة والمميزة على الصعيد الدولي المدرِّسة حنان الحروب التي فازت بالجائزة الأولى على الصعيد الدولي.

ومن نماذج المرأة المكافحة حتى اللحظات الأخيرة من حياتها الأخت المناضلة والقيادية ربيحة دياب رحمها الله.

ومن يستطيع أن ينسى أم علي أم الشهداء إبنة صبرا وشاتيلا ؟

وهل ننسى الحاجة أم العبد الجوارني من رفح من قطاع غزة التي حملت راية العاصفة ووقفت وحيدة تتحدى وتعبِّر عن رأيها ؟

وشعبنا مازال يتذكر الفتاة هدى غالية التي فقدت أسرتها بكاملها, واستمرت تشق طريقها وأصبحت اليوم محامية فلسطينية .

إننا في قيادة حركة فتح في لبنان, ومن منطلق الاحترام والتقدير للمرأة الفلسطينية فإننا نؤكد حقها في ممارسة دورها النضالي جنباً إلى جنب مع الرجل, وفي كافة الميادين في هذه المهمة المقدسة والشاقة التي اخترناها بأنفسنا, ايماناً منا بأن مقاومتنا للاحتلال منذ الانطلاقة الفتحاوية قد شقَّت الطريق, ومازالت متواصلة, وأنَّ حركة فتح التي قادت المسيرة الوطنية ستواصل الصراع ضد الاحتلال مهما كانت التضحيات, ولأننا نؤمن بأن تحرير أرضنا, واستعادة مقدساتنا أمانةٌ في أعناقنا.

وفي هذه المناسبة فإننا ندعو أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني, وفي كل بقاع الشتات أن نسعى جاهدين إلى تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية عملياً وعلى أرض الواقع. وان نصعِّد مقاومتنا للاحتلال الذي يهيمن على كل الاراضي الفلسطينية.

وأن ندرك أبعاد المشاريع التآمرية على قضيتنا, وعلى مسيرتنا, وعلى وجودنا الوطني على أرضنا, وهذه المخاطر الصهيونية المدعومة من ترامب وفريقه, والتي تهدف عملياً إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, وتجسيد صفقة ترامب على أرض غزة, وتغييب فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة العام 1967. ودعم الجانب الاسرائيلي لأسرلة الضفة الغربية, وتهويد مقدساتنا.

إننا في هذه المناسبة نؤكد إلتفاف أبناء شعبنا حول الرئيس أبو مازن, رئيس دولة فلسطين الذي رفض صفقة ترامب التدميرية. ورفض كل ما من شأنه أن يفتت ثوابتنا الوطنية, ويدمِّر أهدافنا التاريخية.

إننا ندعو جميع الأطراف والقوى الالتفاف حول م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى لا نفقدَ البيتَ الوطني الفلسطيني الذي يجمعنا على طريق تصليب ثورتنا, واستكمال نضالنا الذي هو حق مشروع لشعبنا أن يمارسه ضد الاحتلال الغاشم.

التعليقات