استطاعت المرأة أن تصنع المستحيلات بمساندة الرجل

استطاعت المرأة أن تصنع المستحيلات بمساندة الرجل
استطاعت المرأة ان تصنع المستحيلات  بمساندة الرجل.
بقلم:نتالي حمدان

عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تجدها مليئة بكلمات التبجيل والتعظيم للمرأة في يوم عيدها، وهذا الأمر بالتأكيد هو من دواعي سرور المرأة، كونها تلاقي هذا الاعتراف بما تقدمه للمجتمع من جهد ٍمضنٍ على كافة المستويات، سواء الأسرية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وحتى على مستوى المشاركة السياسية...كما انه مدعاة لفخر النساء بأنهن رائدات في شتى الميادين، ويحملن عبء مجتمعي كبير، خاصة في ظل خضوع المجتمعات الفقير.ة لسلطة النظام الرأس مالي في الوقت الذي لا تتوفر المقومات المطلوبة للانخراط في مثل هذا النظام، ومن الصعب توفرها في فلسطين وهي تحت الاحتلال، ففي الحالة الفلسطينية يقع على كاهل المرأة أعباء تتطلب منها ان تكون على مستوى كبير من القدرة والصبر والتحمل والعطاء، لأن طبيعة المشاكل التي تواجهها المرأة الفلسطينية تتجاوز حدود الأسرة والعمل، وتبلغ ذروتها في الدفاع عن القضايا الوطنية المرتبطة بالوجود والحق في تقرير مصيرها ومصير اسرتها، والذي لا ينفصل عن الحق في تقرير مصير المجتمع باكمله والعيش بأمان وسلام....فطبيعة التحديات التي تواجه المرأة في فلسطين تخلق منها امرأة ذات قدرات متميزة خاصة في التكيف مع الواقع المرير الذي تعيشه، والذي يتطلب من الجميع التكاتف للحفاظ على أسس الحياة الكريمة للأجيال القادمة، فالمرأة الفلسطينية التي تعيش حالة من عدم الاستقرار الناجم عن ثلة من الضغوط النفسية والاجتماعية، تحاول جاهدة الوقوف كصدٍ منيع لحماية اسرتها، سواء بتقديمها الدعم النفسي او بمشاركتها في حمل الأعباء المالية، التي في بعض الاحيان، تكون من نصيبها بالكامل، خاصة زوجة الشهيد وزوجة الأسير اللتان تمارسان دور المرأة والرجل في توفير أسس الحياة الكريمة لعائلاتهن، ومجتمعنا القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من سبعين عام، قد تعاظمت فيه مشكلات الأسر الفلسطينة الناجمة عن ممارسات هذا الاحتلال، إذ يكاد لا يخلو بيت فلسطيني من معاناة فرد أو أكثر من افراد الاسرة، فكل أسرة فيها اما شهيد او اسير او جريح او مطارد او مشتت او متضرر بطريقة أو باخرى، والذي من شانه وحده ان يثقل المسؤولية الملقاة على عاتق المرأة، سواء كانت ام او زوجة او اخت او حتى في بعض الاحيان جدة، وهذا يتطلب من الرجل المساندة والدعم بكل اشكاله، فالمطلوب ليس شعارات يحملها الرجل ويكررها في المناسبات والاعياد، وإنما نمط من السلوك الاجتماعي تجاه المرأة، والذي يقر من خلاله بأهميتها وحقوقها ودورها في التفكير والبناء والتغيير، واعتراف الرجل بكل هذا ما هو إلا خطوة أولى على طريق تغيير نظرة الرجل للمرأة، باعتبارها شريك حقيقي يمكن الاعتماد عليه في كل جوانب الحياة، ومن هنا لا بد من منحها كافة الحقوق المدنية والسياسية التي يجب أن تتمتع بها كإنسان قبل ان تكون إمرأة، مثل حقها في التعليم والميراث والعمل وحقها في اختيار شريك حياتها وفي تقرير مصيرها، كما في المشاركة الاجتماعية والسياسية بشكل حقيقي ومبني على أسس من المساواة في الفرص والعدالة في المكافأة، دون اي تمييز لصالح الرجل، سواء في  الأجر الذي تتقاضاه أو في الفرص الممنوحة لها للتطور والتقدم والحصول على المناصب الريادية، في حال  استحقت ذلك، كما ويقع على عاتق الرجل مسؤولية العمل على توفير الحماية الأسرية المطلوبة المرأة والذي يعتبر على رأس سلم أولويات المرأة، فكما هي الام والزوجة والابنة والاخت والعمة والحالة، فإن الرجل هو الزوج والابن والأخ والجد والعم والخال، وهؤلاء هم من يشكلون شبكة الأمان لأي امرأة، فإن صلحت شبكة الأمان،سهلنا للمرأة مهمتها بالمجتمع، وعززنا قدرتها على تحمل الأعباء والمسؤوليات، جنباً إلى جنب مع الرجل، ودفعنا باتجاه الشراكة الصحية الحقيقية لاقامة مجتمع مكون من مجموعة من الأسر  السليمة،  القائمة على تربية يشكل فيها الفرد قيمة انسانية كبيرة... هكذا ستكون المرأة قد منحت ما تستحقه لتكون انسانة تتمتع بانسانيتها قبل ان تكون أنثى تتمتع بأنوثتها... فكما وراء كل رجل عظيم امرأة فإن وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم... كل عام وكل النساء بخير وكل عام والمرأة الفلسطينية بألف خير ...

التعليقات