الجيش الذي نسيه "هتلر".. قصة نساء مقاتلات شاركن في نهاية النازية

الجيش الذي نسيه "هتلر".. قصة نساء مقاتلات شاركن في نهاية النازية
رام الله - دنيا الوطن
رغم انتهاء الحرب العالمية الثانية منذ زمن طويل، إلا أن آثارها لازالت تخيم على العالم حتى يومنا هذا، ولولاها لما كان العالم على هذه الصورة الآن، حتى أن ذكراها الثقيلة تحمل الكثير من العبر والبطولات التي تمثل مصادر إلهام للبعض.

من هذه البطولات التي لا يشترط أن تكون لرجال مقاتلين أشداء، كانت قصة جيش من النساء البريطانيات اللواتي ساعدن في تحقق النصرن والتصدي لأدولف هتلر في الحرب، حتى أنه اصطلح على تسميته بـ"الجيش الذي نسيه هتلر".

قبل اندلاع الحرب العالمية مباشرة، وتحديداً في عام 1939، طلب وزير الداخلية البريطاني صموئيل هور من الجهات المختصة، إنشاء خدمة تطوعية تتألف من نساء، مهمتهن أن ينقلن الرسائل على الدراجات النارية، ونقل وثائق مهمة إلى الدوائر الحكومية، وإنشاء مقاصف متحركة لرجال الإطفاء الذي يحاربون النيران أثناء الغارات.

عندما بدأت الحرب، كان في الخدمة أكثر من 30 ألف عضو متطوع، وبحلول عام 1945 كان هناك مليون امرأة متطوعة كانوا أطول معجزة لدعمت جهود الحرب في البلاد.

نشرت الحكومة البريطانية مجموعة من الصور الخاصة بهذه الوحدة التي سميت "WVS" وهي اختصار لعبارة الخدمة التطوعية للنساء، وهن يقمن بالعديد من المهمات الغريبة والتي كانت مهمة في أوقات الحرب، ومنها تمشيط شعور الكلاب لاستخدام خيوطه في حياكة ملابس قوات الجيش مثل الجوارب، أو حمل مخلفات المطابخ على أكتافهن.

أصبحت المجموعة التي عرفت باسم "الجيش الذي نسيه هتلر"، محور المجهود الحربي، فقد كن ينقلن الأطفال الصغار الذين تم إجلاؤهم من المدن في عربات تجرها الحمير ، إلى تشغيل المطاعم المتنقلة، كما ساعدوا في جمع مواد مثل الألومنيوم للحصول على الرصاص من خلال جمع الأواني والمقالي من بيوت الناس، حتى أن بعض النساء رحن يجمعن المطاط من البرك والأنهار الصغيرة.

في 7 سبتمبر 1940، بدأن الغارات النازية على لندن وهي الغارات التي دامت قرابة 3 أشهر، والمعروفة باسم معركة بريطانيا، وواحدة من أبطال الحرب الحقيقيين هي "غريس راتنبيري".

وتحكي السجلات، أنه في ذلك اليوم المشؤوم في السابعة مساء، شقّ المهاجمون الألمان طريقهم على طول مصب نهر التايمز، وأسقطوا القنابل بلا هوادة على أحواض السفن على جانبي النهر، وقد أحرقت منازل وشاليهات عمال الأرصفة في بيرموندسي، وتعرضت بعض الطرق لأضرار بالغة أو كانت غير صالحة بسبب الحرارة الشديدة، لكن غريس البالغة من العمر 40 عاماً في ذلك الوقت، قادت سيارتها إلى داخل الجحيم لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص ونقلهم إلى مركز الصحة القريبة.

دخلت "غريس" ذهاياً وإياباً عدة مرات، وكانت تضطر إلى القيادة وسط القنابل المتساقطة من حولها، وبالكاد تمكنت من رؤية زجاجها الأمامي بسبب الدخان المتصاعد من المباني المحترقة.

ولم تكن فقط أسر عمال الموانئ التي أنقذتهم غريس، لكنها أنقذت رجل إطفاء أصيب أثناء محاولة يائسة في محاربة ألسنة اللهب، وبحلول نهاية ذلك المساء، كانت سيارة "غريس" مليئة بكل شيء من خوذات رجال الإطفاء الفولاذية والضمادات الملطخة بالدم وفأس.

لجهودها الباسلة، حصلت غريس على وسام "جورج للشجاعة"، وعلى الرغم من أن اسمها قد سجله التاريخ، إلا أن هناك كما تشير الوثائق بعض من السيدات اللواتي لم تذكر أسمائهن قمن بنفس الدور.

يقول ماثيو ماكموري، أمين المحفوظات في منظمة "دبليو في إس"، التي أعيدت تسميتها بالخدمة الملكية التطوعية في عام 2013: "إذا لم تكن هذه الملايين من النساء يقمن بكل هذه الأشياء على الجبهة الداخلية، لكنا قد خسرنا الحرب".






التعليقات