دراسة: معظم الناس لايعرفون علاقة الوزن بأمراض القلب والصحة العامة

دراسة: معظم الناس لايعرفون علاقة الوزن بأمراض القلب والصحة العامة
‏‏توصلت دراسة استقصائية جديدة أجراها مستشفى كليفلاند كلينك الشهير إلى نتائج جديدة فيما يتعلق بمدى فهم ‏‏الأشخاص‏‏ للمسائل المتعلقة بزيادة الوزن وعلاقته بأمراض القلب. وبيّنت الدراسة أنه في الوقت الذي يدرك فيه معظم ‏‏الناس‏‏ (‏‏88% ‏‏ممن شملتهم الدراسة) أن هناك علاقة وثيقة بين القلب السليم والوزن الصحي، إلا أن معظمهم لا يقومون بما هو مطلوب - أو لا يقومون بأي عمل، لوضع حد للعوامل التي تؤدي إلى زيادة أوزانهم.‏

‏‏وأوضحت الدراسة أنّ (74‏‏%‏‏) من المشاركين فيها أبدوا قلقهم بشأن أوزانهم وأن (65%) قلقون بالفعل من الإصابة بأمراض القلب بسبب أوزانهم الزائدة، في حين حاول (4‏‏3‏‏%) منهم إجراء تغييرات في النظام الغذائي في سبيل إنقاص أوزانهم. في المقابل قال (40%) من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، إنهم لم يكونوا حذرين بشأن الأطعمة التي يتناولونها.‏

ويُعزى جزء من المشكلة إلى أن العديد من الأشخاص لا يعرفون الأطعمة والمأكولات الجيدة التي تضمن صحة القلب. وقال واحد من كل خمسة (18%) من الذين شملتهم الدراسة، إنهم يعتقدون أن نظامهم الغذائي ليس له علاقة بصحة القلب، في حين يدرك (14%) منهم فقط أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي – الذي يركز على الفواكه والخضراوات الطازجة والبروتين الخالي من الدهون - هو الأكثر فائدةً لصحة القلب. إضافة إلى ذلك، يعتقد حوالي نصف المستجيبين (46%) أن الاعتماد على المحليات الصناعية يُعتبر طريقة صحية لفقدان الوزن على الرغم من الدراسات التي أثبتت عدم تقد‏‏ي‏‏مها لأي فائدة فيما يتعلق بفقدان الوزن.‏

‏‏كما كشفت الدراسة أن هناك قلة الوعي لدى الكثيرين حول الأثار المترتبة على الوزن الزائد ومدى تأثيره على القلب والصحة العامة. وقد فشلت الأغلبية الساحقة من المشاركين في الاستبيان - (87%) و(80%) تباعاً - في معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض خطيرة كالسرطان والرجفان الأذيني، وهو عدم انتظام ضربات القلب، حيث تنبض حجرتي القلب العلويتين (الأذينين) بشكل سريع غير منتظم. وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم الاستبيان يعرفون أن هناك علاقة وثيقة بين السمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول "السيئ" في الدم (54‏‏%‏‏) أو مرض الشريان التاجي (57‏‏%‏‏)، في حين أن ثلثي المشاركين (64‏‏%‏‏) لا يعرفون أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية.‏

وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال الدكتور ستيفن نيسن، رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك، "يفهم ‏‏معظم الأمريكيين بشكل عام أن زيادة الوزن أو السمنة مضرة بالصحة، إلا أنه على ما يبدو أن نسبة كبيرة منهم لا يدركون أن الأسباب الرئيسية للوفاة والشلل مثل السكتة الدماغية والسرطان وأمراض الشريان التاجي، جميعها تتأثر سلباً بزيادة الوزن". ‏

وأشار الدكتور نيسن إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لتثقيف وتوعية المرضى والعامّة حول العواقب الرئيسية والأثار السلبية التي من الممكن أن تنجم عن زيادة الوزن، إلى جانب توضيح الفوائد التي سيجنيها الأشخاص الذين يحرصون على إنقاص أوزانهم والحفاظ عليها، موضحاً:‏‏ ‏‏"يحتاج المريض إلى فقدان (5%) فقط من وزنه ليبدأ بملاحظة العديد من الفوائد والتغيرات الصحية".‏

‏‏وأوضح الاستبيان أن (84‏‏%‏‏) جربوا في السابق طريقة واحدة على الأقل لإنقاص أوزانهم. وقال حوالي ثلثهم (30%) إنهم عادة ما يلتزمون بهذه الطريقة لمدة تتراوح من أسبوع إلى شهر. وأشار البعض إلى أن عدم الاستمتاع بممارسة التمارين الرياضية (24%)، وعدم وجود وقت كافٍ (22%) تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحول دون حفاظهم على وزن صحي. من جهة أخرى‏‏،‏‏ يعتقد معظم ‏‏الأشخاص‏‏ أن عملية التمثيل الغذائي في أجسامهم لها تأثير ضار فيما يتعلق بإنقاص الوزن، إذ تعتقد (60%) من النساء و(46%) من الرجال أن هذه العملية لا تصب في مصلحتهم.‏

‏وأوضح‏‏ الدكتور نيسن‏‏ أن الأشخاص ‏‏قد يكون‏‏وا ‏‏على صواب في أن عملية التمثيل الغذائي لديهم تحبط جهودهم الهادفة إلى إنقاص الوزن. ‏‏"‏‏بمجرد زيادة الوزن، يحاول الجسم الاحتفاظ بهذه الدهون الزائدة، مما يزيد من صعوبة فقدان الوزن. لذلك من الأفضل استشارة الطبيب لوضع استراتيجية منظمة لفقدان الوزن على المدى الطويل، حيث أن برامج فقدان الوزن بشكل سريع ليست فعّالة بما فيه الكفاية".‏

‏‏يُعد مرض القلب السبب الرئيسي الأول للوفاة حول العالم، وتأتي دراسة كليفلاند كلينك الاستقصائية كجزء من حملة توعوية أطلقها المستشفى بعنوان "أحبب قلبك" تماشياً مع شهر التوعية بأمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم تصنيف مستشفى كليفلاند كلينك الذي يقع مقره الرئيسي في ولاية أوهايو، في المرتبة الأولى في قائمة “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” الشهيرة الخاصة بأفضل مرافق خدمات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في علاج أمراض القلب وجراحاته، وذلك للعام الرابع والع‏‏ش‏‏رين على التوالي.‏

وقدمت الدراسة الاستقصائية نتائج إضافية:‏


‏- ‏ليست كل أنواع الدهون متساوية في احتمالات التسبب بالأضرار الصحية:‏‏ عندما يتعلق الأمر بأشكال الجسم، فإن نصف المشاركين في الدراسة تقريباً (45‏‏%‏‏) يعتقدون بشكل خاطئ أن جميع أنواع الدهون تضعك على قدم ‏‏المساوا‏‏ة‏‏ فيما يتعلق بخطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الدهون التي تتخزن في منطقة البطن هي الأكثر خطورة.‏

- البعض لا يهتمون بالضغط الخارجي عليهم:‏‏ أشار معظم الذين شاركوا في الدراسة إلى أنهم يشعرون بالقلق إزاء الوزن الزائد لأحد أفراد عائلتهم (62‏‏%‏‏)، أو من احتمالية إصابتهم بأمراض القلب نتيجة وزنهم الزائد (64‏‏%‏‏). ومع ذلك، وبالنسبة للكثيرين، فإن الضغوطات الخارجية عليهم لفقدان الوزن لم تساعد كثيراً. وقال (57‏‏%‏‏) إنهم لم يحتاجوا إلى آخرين ليخبروهم بضرورة خفض أوزانهم لأنهم كانوا يعلمون مسبقاً أن عليهم فعل ذلك. وارتفعت هذه النسبة إلى (65%) بالنسبة إلى جيل "طفرة المواليد" وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964، الذين كانوا لا يتقبلون أبداً انتقادات الأخرين فيما يتعلق بأوزانهم.‏

‏- ‏طلب المشورة الطبية:‏‏ في حين قال (44%) من الذين شاركوا في الدراسة أنهم كانوا على الأرجح يلجأون إلى طبيبهم للحصول على مشورة فيما يتعلق بنظامهم الغذائي، فإن ربعهم فقط (28%) أخبروا أطباءهم برغبتهم في إنقاص أوزانهم. وقالت نسبة أقل من ذلك بقليل (22%) إنهم ناقشوا مع أطبائهم الحالة الصحية للقلب وفقاً لوزنهم الحالي.‏


‏‏وبحسب بيانات المركز الأمريكي للت‏‏ح‏‏كم في الأمراض والوقاية منها (‏‎CDC‎‏)، وهي هيئة حكومية أمريكية، فإن حوالي 40٪ من الأمريكيين - 93 مليون شخص - يعانون من السمنة إضافة إلى أنّ نسبة أكبر تعاني من زيادة في الوزن.‏

‏‎
‏‏منهجية إجراء الدراسة‏

‏‏جمعت دراسة كليفلاند كلينك الاستقصائية، التي أجريت على عينة من عامة السكان، رؤى وتصورات الأمريكيين حيال المسائل المتعلقة بصحة القلب والوزن. وتم إجراء الدراسة عبر الإنترنت في أوساط عيّنة تمثل المستوى الوطني وشملت 1.002 شخصاً من البالغين ممن تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر ويعيشون في الولايات المتحدة. وتمثل البيانات التي تم جمعها تمثيلاً مناسباً على المستوى الوطني على أساس العمر والجنس والعرق وبيانات التحصيل التعليمي. وقد أُجريت الدراسة عبر الإنترنت من قبل شركة "ريسرتش ناو" في الفترة من 20 سبتمبر إلى 28 سبتمبر 2018. ويبلغ هامش الخطأ للعينة الإجمالية (عند مستوى الثقة 95٪) حوالي +/- 3.1 نقطة مئوية.‏

التعليقات