للقدس رب يحميها ومرابطون يفتدونها

للقدس رب يحميها ومرابطون يفتدونها
للقدس رب يحميها ومرابطون يفتدونها

بقلم : اللواء بلال النتشة

الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس

هنيئا للشارع المقدسي وهو يسجل مرة اخرى انتصارا عظيما وبمفرده في المعركة التي فتحتها اسرائيل على منطقة باب الرحمة وهي جزء من مخطط احتلالي كبير وواضح للجميع للاستيلاء على المسجد الاقصى المبارك وتقديمه للمستوطنين المتطرفين على طبق من ذهب لاقامة هيكلهم المزعوم مكانه . ولكن هيهات لهم ان يتحقق ذلك طا لما ان ابناء القدس ومعهم المولى عز وجل وكل الشرفاء في الوطن وفي كافة ارجاء المعمورة ينتصرون للقدس ومسجدها وقيامتها وسوف يستمر تسجيل الانتصارات رغم كل ما يحاك ضدنا من مؤامرات تصفوية وذلك بدعم من القيادة الفسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس "ابو مازن" ومنظمة التحرير وحركة "فتح" رائدة وحامية النضال والمشروع الوطني الفلسطيني .

ولعلني استذكر هنا معركة البوابات التي خاضها المقدسيون قبل نحو سنتين حين افترشوا الارض والتحفوا السماء وثبتوا وصبروا ورابطوا على ابواب مدينتهم معلنين بملئ الحق : اما الشهادة او الانتصار او الاثنتين معا . وقد تحقق لهم النصر بعد مواجهة شرسة وعنيفة مع قوات الاحتلال التي كانت مستعدة لارتكاب ابشع المجازر من اجل تمرير المخطط الذي يستهدف تقسيم القدس مكانيا وزمانيا تمهيدا لابتلاعها بالكامل وعزل ابنائها عنها .

وهاهو المشهد يتكرر مرة ثانية في باب الرحمة الذي كانت تغلقه سلطات الاحتلال منذ العام 2003 ، لكن المقدسيين مرغوا انوف المحتل بالتراب حينما انتصروا في معركتهم الجديدة التي كان المستوى السياسي في اسرائيل بزعامة نتنياهو وفي مشهد اعلامي مثير للسخرية هدفه من وراء ذلك استرضاء اليمين المتطرف لاسباب انتخابية ، في الوقت الذي يسعى فيه السياسيون في دولة الاحتلال ايضا الى تحويل الصراع على القدس من سياسي الى ديني بامتياز وبالتالي حصر القضية الفسطينية برمتها في قالب انساني لنعود الى المربع الاول " كيس طحين وعلب سردين " وهو ما قدمنا من اجل الخروج منه عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ومئات الالاف من الاسرى ومازال النضال مستمرا بقيادة الرئيس "ابو مازن" ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات وحركة "فتح" لاسترداد حقوقنا المشروعة ، رغم تساوق اجندة البعض مع اجندة الاحتلال ومن يدعمه والتي تنفي تمثيل المنظمة لشعبها لانها مازالت متمسكة ومحافظة على الثوابت الوطنية المقدسة .

ان من يعتقد ان معركة باب الرحمة ستكون الاخيرة مع الاحتلال يكون واهما ، بل هي مقدمة لمعركة اشمل واكبر ستسيل فيها دماء كثيرة ولكنها حتما ستنتصر على السيف لان صاحب الحق هو الاقوى مهما تكالبت عليه قوى الشر ، وفي هذا السياق علني استذكر الاستيلاء على منزل عائلة ابو عصب المناضلة والمرابطة في قلب القدس الشريف واحلال مستوطنين مكانها في مشهد يندى له جبين التاريخ والعالم الحر الذي عليه ان يدرك جيدا معنى ان تصبح عائلة باكملها تعيش على قارعة الطريق بعد ان كانت امنة مستقرة في منزلها ليأتي محتل غاصب ويسيطر على مأواها بالقوة .

اننا في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس وبتوجيهات من الاخ الرئيس "ابو مازن" نقف صفا واحدا الى جانب عائلة ابو عصب المناضلة بكل الوسائل المتاحة . كما ونهيب بالاخوة المقدسيين الذين يحملون كواشين طابو واوراق ملكية لعقارات لهم في مناطق القدس مثل البقعة وتلبيوت وغيرهما والتحرك الفوري والسريع ورفع قضايا ومتابعتها قانونيا لاسترجاع بيوتهم في االشطر الغربي من القدس .

وحتى لا يكون المقدسيون وحيدون في معاركهم المنتظرة والتي نحن مستعدون لها ، فانني ادعو في هذه العجالة الى ما يلي :

اولا : الحيطة والحذر اليومي والاستعداد لمواجهة اي طارئ او اي اعتداء يتعرض له المسجد الاقصى المبارك وكل محاولات الاستفراد به احتلاليا .

ثانيا : مطلوب من الاخوة القوى الوطنية والاسلامية وفي مقدمتها حركة " فتح" تجنيد كل طاقاتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية من اجل ان تكون عونا وسندا للمقدسيين في الصراع مع المحتل على هوية القدس وفي معارك التصدي للسيطرة عليها وتهويدها .

ثالثا : ادعو وزارة الخارجية الى تكثيف اتصالاتها مع جميع القوى والدول المناصرة لشعبنا وقضيته العادلة ليكون لها موقف واضح مما تقدم عليه اسرائيل من جريمة بحق المسجد الاقصى المبارك وكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس واتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة في مجلس الامن لردع اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال عن الاستمرار في تغيير الوضع القائم في القدس .

رابعا : على كل دول العالم التي تحب الشعب الفلسطيني ان ترسل وفودها الى القدس لتعزيز السياحة الدينة والاقتصادية فيها خاصة وانها تئن تحت وطأة حصار اسرائيلي مشدد منذ حرب الخليج الثانية علما ان الجدار العنصري الفاصل والحواجز العسكرية وفي مقدمتها حاجز قلنديا العسكري تطوقها من كل الجهات وتحاصر الهواء والسماء والبشر والحجر والشجر .

خامسا : مطلوب توحيد الخطاب الفلسطيني المتعلق بالقدس وجعله خطابا سياسيا محضا لان جل ما تسعى اليه اسرائيل هو ان تصبح قضية القدس محصورة بالمسجد الاقصى المبارك و" الهيكل" بمعنى الباس القضية رداء الدين وفي المقابل انهائها سياسيا مستمدة قوتها وعنجهيتها من اعتبار الرئيس الاميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها . وايضا من ضبابية الموقف العربي والاسلامي من ممارسات الاحتلال في المدينة المقدسة واقتصاره على بيانات الشجب والاستنكار والتي لا فائدة ولا طائل منها اذا ما علمنا ان اسرائيل لا تلقي بالا لهذه الانشائيات الهزيلة .

سادسا : اطالب جميع وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية بتسليط الضوء على كل ما يجري في القدس من انتهاكات احتلالية للحقوق المدنية والسياسية والدينية لابناء القدس وهنا تقع على عاتق وزارة الاعلام مسؤولية كبيرة في حشد الرأي العام العالمي المناصر لقضيتنا الوطنية برمتها والقدس على وجه الخصوص .

ان القدس وهي تقع فريسة بين ايدي الاحتلال لهي أمانة في اعناق كل مسلم وعربي على هذه المعمورة ومن العار ان يترك الشعب الفلسطيتي عامة واهالي القدس على وجه الخصوص وحيدين في معركة وجودهم في مدينتهم . فالامتين العربية والاسلامية مطالبتان اليوم قبل الغد بضخ الاموال بسخاء لاعمار القدس ودعم اهلها وتعزيز صمودهم خاصة اذا ما علمنا ان ميسكوفيتش وحده هو الذي يضخ مليارات الدولارات على عملية التهويد المحمومة ونحن لدينا اكثر من "مليون ميسكوفيتس" في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، فلماذا كل هذا الصمت ؟ ... انه لأمر يدعو الى الخجل .

نعم للقدس رب يحميها واهل طيبون ومرابطون ومخلصون يدافعون عنها بكل ما لديهم من اسباب القوة ولكن ذلك لايكفي فمسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يستصرخ كل شعوب الارض لنصرته وتخليصه من دنس اخر احتلال في التاريخ الحديث

التعليقات